دروس العراق لبلير وبراون
أما القادم الجديد لـ(داوننج ستريت) فيبدو انه استوعب الدرس، عندما أقر بأن العراق يعتبر "موضوعا مثيرا للانقسام بالنسبة لحزب العمال وللبلاد"، وتعهد "بتعلم الدروس التي ينبغي تعلمها من هذا الموضوع".
فهل يتعلم الإثنان الدورس العراقية المريرة، بلير المغادر ربما الى مبعوث لرباعية الدولية الى الشرق الاوسط وخلفه براون، فأمام بلير فرصة لإعادة تجسيد دوره فى المسرح الدولي، كحمامة سلام بالشرق الاوسط بعد ان كان غراب شؤم بالعراق ينعق على ايقاعات احذية المارينز الامريكية الثقيلة، فلو استثمر بلير حضوره القوي فى الساحة الدولية ولا سيما فى الاوروبية لصالح جهود احياء العملية السلمية بالشرق الاوسط يمكنه حينها المحافظة على الرصيد الشعبي الذي كان يتمتع به قبل ان يسحبه لصالح مغامرات صديقه بوش فى بلاد الرافدين، وهى الخطأ الذي سيدفع ثمنه بلير، فأمس كان فى وداعه وتظاهرة لعائلات الجنود الذين قتلوا في العراق، ويقول أعضاء في حركة "عائلات العسكريين المناهضين للحرب" إنهم مصممون على أن لا ينسى بلير "المعاناة التي تسبب فيها".
جوردن براون هو الآخر أمامه فرصة ثمينة للاستفادة من أخطاء سلفه بالعراق، فبراون رغم قوته يلقب بوزير المالية الحديدى، ينظر اليه على نحو واسع بانه يفتقر الى الحضور الجماهيري، وبالتالي اية قرارات من قبيل سحب او جدول انسحاب القوات البريطانية من العراق تحقق له مكاسب جماهيرية داخل بريطانيا تصبح معيناً له فى مشواره الطموح .