Wednesday, March 29, 2006

صدام والدورى فى القمة العربية

الرئيس العراقى السابق صدام حسين ونائبه عزة الدورى وضعا القمة العربية امام حرج بالغ،عندما طالبا القادة العرب الصدح بموقفهم من المقاومة العراقية ومن الحرب الاهلية الوشيكة ومخططات التقسيم التى اشار اليها صدام فى رسالته للقمة، عزة إبراهيم الدوري طالب القادة العرب الاعتراف بالمقاومة العراقية واعتبارها الممثل الشرعي للعراقيين، فهل يمتلك القادة العرب الشجاعة الكافية للاعتراف بالمقاومة حتى وان اتبعوا إعترافهم بتقييد لمفهوم المقاومة الذى التبس فى كثير من المواضع مع الارهاب والفوضى الامنية التى تستهدف المدنيين والمقدسات الدينية.

وربما حسب القادة العرب انهم ارتاحوا وتخلصوا بيد الزمان او الامريكان من الدورى الذى كثيرا ما اربك برتكولات القمم السابقة لا سيما فى الايام الاخيرة للنظام عندما كان صدام يبعثه كممثل للعراق، ومعروف عن الدورى انه لا يتردد فى كيل الاتهامات والسباب لخصومه امام وسائل الاعلام ولايزال مشهد الملاسنات مع الوزير الكويتي أحمد الفهد الصباح فى قمة المؤتمر الإسلامي بقطر في مارس2003 قبيل الحرب الأمريكية على العراق بايام قليلة حيا فى الذاكرة كدليل على انسداد افق الحوار واحترام الرأى الآخر فى المخيلة والممارسة العربية لفضيلة الاختلاف.

الرسالتان الخطية والصوتية التى وجههما صدام ونائبه للقمة، رسالة صدام الخطية نشرتها صحيفة القدس العربى ورسالة الدورى الصوتية بثتها قناة الجزيرة، الرسالتان برغم ان القمة لن تأخذهما مأخذ الجد لكنهما حققتا حضورا لصدام ونائبه فى القمة فى وقت غاب فيه الرئيس العراقى الحالى المنتخب امريكيا جلال الطالبانى، وقمة الخرطوم المثقلة بالملفات الشائكة عليها ايلاء الملف العراقى الاهتمام المطلوب، حتى لا يغيب العراق عن القمة القادمة، لانه لو لا سمح الله ومضى سيناريو الاحتلال الى مآلاته، فلن يكون هناك عراق موحد كالذى الفانه، بل سيكون هناك اكثر من عراق، ستجتزأ كل قومياته بمقدار ما لديها من قوة السلاح عراقا لها وربما ابدلت كل شىء فيه من الاسم واللغة والثقافة والتوجه، على العرب ومن قمتهم بالخرطوم اليوم ادراك ما يمكن ادراكه قبل ان ينهار كل شىء فى العراق، فالسعى حثيثاً ومن جبهات وجهات عدة لسلخ العراق عن مجاله العربى ، ونحن غافلون نغضب حين تتجاوزنا امريكا وتفاوض ايران فى مستقبل العراق، فهل غضب العرب هو فعلا من خشيتهم من طبيعة التخطيط ان لم نقل المخطط الامريكى الايرانى ام غضبهم ناتج عن التجاوز الامريكى لهم فقط لان الرضا الامريكى بات مقدما على المصالح الوطنية والقومية لدى الكثير من القادة العرب.

Monday, March 27, 2006

غياب حماس وحضور ايران فى قمة الخرطوم !


بعيدا عن جدلية هل غابت حماس عن قمة الخرطوم ام غيبوها؟ يمكننا الآن بعد اقتراب قمة الرؤساء العرب التى رسم الخبراء ووزراء الخارجية ملامحها،يمكن مناقشة مكاسب وخسارات القمة وحماس فى عدم الحضور المادى للحركة فى اول قمة عربية بعد فوزها بالانتخابات فى فلسطين وتشكيلها للحكومة الفلسطينية المقبلة التى تنتظر المصادقة عليها من قبل المرجعيات الفلسطينية كمنظمة التحرير والمجلس التشريعى وسط عاصفة وامتحان عصيب يواجه النظام السياسى الفلسطينى باسره، ملامح الاجندة النهائية المطروحه امام القادة العرب فى قمة الخرطوم حملت فى داخلها تحية وصفعة لحماس فى ذات الوقت.
اما التحية فهى (رفض رسم حدود اسرائيل من جانب واحد) وهو برنامج ايهود اولمرت الانتخابى الذى يسعى من خلاله ليس كسب الانتخابات وحسب وانما اقناع انصار حزب كاديما انه سائر على خطى سلفه شارون، واما الصفعة فهى المطالبة بتفعيل وتحديث المبادرة العربية التى تتناقض كليا مع ثوابت حماس التى ادت الى تعطيل تشكيلها للحكومة الفلسطينية وتتمحور حول عدم الاعتراف باسرائيل والاعتراف المتبادل هو اس المبادرة العربية التى طرحت اول مرة فى قمة بيروت 2002، ولاتزال القمم العربية اللاحقة تتمسك بها كطريق للحل بينما لم ترد عليها اسرائيل.
واذا كانت حماس هى الحاضر الغائب فى قمة الخرطوم ، فثمة ملفات اخرى لا تقل تعقيدا عن القضية الفلسطينية ، من سوء حظ الخرطوم انها ملفات مرحلة منذ عقود واخرى تعقدت بين قمتى الجزائر والخرطوم وهى الملف اللبنانى السورى ، وهو ملف شائك من جهة ان الجامعة العربية وكما وصفها رئيس تحرير صحيفة الانوار اللبنانية بانها نقابة الانظمة العربية ، وبالتالى فهى تسعى الى تثبيت الوضع الراهن والقيام بدور سفير النوايا الحسنة ومبلغ جهدها ومثابرتها هو تفعيل دبلوماسية (بوس اللحى) العربية التى تغلق الجراح على علاتها، والملف اللبنانى السورى لا يحتمل هذه الدبلوماسية انه بحاجة الى شفافية وشجاعة اكثر فهل تستطيع قمة الخرطوم تطبيع العلاقات اللبنانية السورية على نحو يضمن ديمومتها ويغلق الباب نهائيا امام القوى التى تتربص بالجارتين والمنطقة من خلال توسيع هوة الشقة والشقاق بينهما.
الملفات امام قمة الخرطوم عديدة، ومن ابرزها الملف العراقى، واشفقت من غضبة الامين العام عمرو موسى الذى قال فى فاتحة اعمال المجلس الوزارى ان الحوار الايرانى الامريكى تحرك من وراء ظهر العرب وهو مرفوض ، هون عليك يا عمرو ، فالسياسة الامريكية تحتمل الشىء ونقيضه، وامريكا حتى يستقر وضعها فى العراق وتحقق اهداف الغزو مستعدة ان تجلس مع الشيطان ناهيك عن ايران ، ولكن المهم وليس يجدر بقمة الخرطوم الوعى به ، هو لماذا وصلنا نحن الى هذا الهامش فى العملية العراقية ، لم يعد للعرب دور فى العراق ، وهم الذين وفروا كل شىء حتى يتم الغزو ، هم الذين قدموا الدعم اللوجستى والمادى والمعنوى ، وفى النهاية تسعى امريكا لمفاوضة ايران حول مستقبل العراق المزلق نحو ماهوى الحرب الاهلية ، امريكا استخدمت العرب مطية لاحتلال العراق وانتهى دورهم بالنسبة لها الآن ، وانظروا كيف مهدت امريكا لذلك بالضخ المتكرر فى الاعلام بان الارهاب فى العراق جاء من الدول العربية ولم تشر الى ايران رغم التدخل والتداخل الايرانى فى العراق ، كان ذلك مدروسا حتى يبدو الدور العربى هادماً ومخرباً بينما ايران دورها سلمى.

Saturday, March 25, 2006

صدمة المياه وضرورة الوعى بها


صدمنى بيان جمعية تقانة المياه تحت عنوان (صدمة المياه) فى اليوم العالمى للمياه الذى صادف الثانى والعشرين من مارس ومصدر الصدمة ليس البيان والنسخة المرسلة الى شخصى بتحريض ذكى من الدكتورعبدالله صالح استاذ الفلسفة والحضارة الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية، ولكن الصدمة جاءت من اننى وغيرى كنا غافلين عن امر المياه طالما نجد ما يطفىء ظمأنا يوميا، فلفت البيان نظرى وبصرى الى البحث عن موضوع المياه مستعينا فى ذلك بالشبكة العنكبوتية،التى اضحت موردا عذبا للمعلومات، وتحسست موضع الألم من خلال الخلاصات الاخبارية عن القمة العالمية لادارة المياة التى انعقدت مطلع هذا الاسبوع بالمكسيك، وقالت ان الظمأ الى الماء يفتك بثلث سكان الأرض وان نحو 1.1 مليار يفتقرون الى المياه العذبة بينما يموت 43 الفاً كل يوم لنقص المياه الصالحة للشرب.
القمة رسمت صورة قاتمة لمستقبل المياه فى العالم واشارت الى انه بحلول العام 2050 عندما يصبح عدد سكان الارض 9.3 مليار نسمة فلن يجدون ما يكفيهم من المياه ، وتتزامن قمة المكسيك مع تقرير للامم المتحدة اشارالى ان خُمس سكان كوكب الأرض يفتقدون المياه الصالحة للشرب بسبب سوء إدارة الموارد.
لسنا بحاجة الى التذكير باهمية المياه فى الحياة وتكفى تلاوة الاية 30 من سورة الانبياء :(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)،والاسلام شديد الاعلاء من قيمة إدارة الموارد فالناس شركاء فى ثلاثة ولاتسرفوا فى استخدام المياه حتى وان كانت لإنبل الاعمال كالوضوء للصلاة المكتوبة، المخرج الوحيد للبشرية من نفق ازمة المياه يمكن فى عدم الاسراف فى الاستخدام وتقليل معدلات الهدر للمياه، ولعل هذا بعض ما اشارت اليه قمة المكسيك التى القت بتبعة شح موارد المياه في كوكب الأرض بصورة محورية على المزارع وبعض أنظمة الري.
السودان الذى يشقه اطول انهار الدنيا، يبدو متكأء على هذه المعلومة الجغرافية ولا يساوره -على المستوى الرسمى- ادنى قلق ان هذا النهر العظيم ماض فى اتجاه النضوب، فتقرير للامم المتحدة اشار الى فقدان النهر الى 30 بليون متراً مكعباً من المياه ، ولم يبق فى حوضه اكثر من 2بليون متر مكعب، والسودان ينطبق عليه المثل (كالعير يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول)، فعلى بعد امتار من نهر النيل او من النيلين الازرق والابيض تجد شح المياه يتجسد فى ابشع صورة ، نفوق للماشية وهجرات للبشر نحو مظان المياه التى اضحى نقصانها يشكل تهديدا فعليا للحياة ، تهديدا لا يقل عن حركات التمرد فى الغرب او الشرق، والغفلة الرسمية والتى تحتاج فعلا الى صدمة لايقاظها تذكرنى ما قاله الرئيس السورى بشار الاسد فى خطابه المطول امام تجمع الاحزاب العربية اخيرا فى دمشق ونشرته (الرأى العام) واشار اليه الاستاذ راشد عبد الرحيم فى عموده (اشارات) ، وايجازه فى كثرة النصائح لسوريا ان تنحنى امام العاصفة الدولية لتمر بينما الخطر يداهمها من تحت من الجزور،وهو مايستحق الانتباه والتحوط اكثر من العاصفة العلويه، والسودان الرسمى مشغول ومنشغل بعواصف سياسية تنزر بتدخل دولى وبمآلات خطيرة بينما الماء ينضب من اتحت اقدامنا فهل تنبهنا لذلك ؟ .

Sunday, March 19, 2006

حكومة حماس مأزق التشكيل والتسيير

بات من المؤكد تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية منفردة بعد أن رفضت الكتل البرلمانية الاخرى المشاركة فى حكومة حماس التى رفضت استبدال بزة المقاومة المسلحة برباط عنق ديمقراطى على الطريقة العصرية تبدى معه حماس مرونة فى الفعل والقول السياسى بما ينسجم والتحول الذى تعيشه الحركة من صفوف المعارضة والمقاومة الى تشكيل الحكومة الفلسطينية.
حماس كانت بحاجة شديدة الى حكومة إئتلاف وطنى تصبح مصداً واقياً ضد المعارضة الدولية لوصول حماس الى السلطة ، التى بدأت بتجفيف منابع الدعم المالى للحكومة ، وبالتالى حكومة حماس ستواجه معضلة التمويل فضلا عن عقبات اخرى كثيرة محتمل مواجهتها ، كان يمكن للحكومة العريضة ان تمتص الكثير من هذه العقبات وتساعد الحركة نفسها الى تغيير اسلوبها ووسائلها بما يمليه عليها الواقع الجديد ، ولكن الانفراد الذى ارغمت عليه حماس لن يكون فى صالح تسريع عملية التحديث والتجديد لمحركات حماس الايدلوجية واكسابها مرونة عصرية تضمن لها الحياة فى مناخ سياسى معافى.
المفارقة كانت العلامة الابرز بين حماس وفتح كبرى التنظيمات السياسية الفلسطينية ، وتجلت فى اولى جلسات البرلمان الجديد باغلبية من حماس.
هذا الحراك تمرين ديمقراطى مفيد للفلسطينيين وخيراعداد لدولتهم المستقبلية المستقلة وعاصمتها القدس ان شاء الله ، وعلى الجميع فتحاويين وحماسيين الحفاظ على هذا الحراك فى اطاره الديمقراطى والحضارى فانسحاب نواب فتح من جلسة البرلمان الاولى وامتناعهم المشاركة فى حكومة حماس ينبغى ان لا يفهم باكثر من كونه عراك اجندات، فليس من حق احد باسم المصلحة الوطنية ان يفرض على اللآخر اجندة لا يؤمن بها ، وكشفت جولات الحوار والمشاورات الممهدة لتشكيل الحكومة عن نقاط اختلاف جوهرية لاسيما حول احترام الاتفاقات مع اسرائيل على نقضها المتكرر للعهود ، وفتح التى توفرت لها خبرة سياسية فى السلطة والتى تعتبر الاتفاقات التى وقعتها مع اسرائيل من اهم انجازاتها لا يمكن ان تتنازل عن ميراثها مهما كانت الحقائب الوزارية التى ستؤول اليها فى حكومة حماس.
البرنامج السياسى الذى اختار الشعب الفلسطينى على اساسه حماس يتضمن عدة وعود ولكن المطلب الفلسطينى الذى كان ولايزال هو احلال السلام ورد الحقوق الفلسطينية لاهلها وعودة اللاجئيين وتحرير كامل التراب ، فتح اختارت طريق التفاوض بالتواءاته الاسرائيلية التى لا يمكن كشف غموضها حتى بخارطة الطريق الدولية ، والرئيس الفلسطينى محمود عباس ابومازن زعيم فتح قد اوصى اسماعيل هنية رئيس الوزراء من حماس فى خطاب التكليف باتباع برنامجه للتفاوض من أجل السلام مع إسرائيل، ولكن الحركة قالت إن المحادثات مع إسرائيل تعتبر مضيعة للوقت ، الامتحان الحقيقى لحماس ليس فى تسيير الحكومة المقبلة منفردة ولكن البحث عن بديل للتفاوض مع اسرائيل يسرع احلال السلام .

Monday, March 13, 2006

من يخلف ولد الطايع ؟

الغموض الذى تستمده من صحرائها الشاسعة وورود المفاجآت هو ما يحيط المشهد السياسى فى موريتانيا، ورجلها القوى الفريق ولد فال قائد حركة التغيير الثورية او الانقلاب العسكرى الابيض على الرئيس السابق ولد الطايع ، فبعد سته اشهرمن ذلك التغيير ، لا تزال علامات الاستفهام ترتفع ، رغم الخطوات العاجلة التى انجزتها حكومة المجلس العسكرى لتهيئة الميدان للتنافس عبر صناديق الاقتراع لخلافة ولد الطايع ، والزهد الكبير الذى ابداه اعضاء المجلس وتأكيدهم فى اكثر من مناسبة انهم لا ولن يخوضوا الانتخابات المقبلة التى حدد لها مارس المقبل لاختيار رئيس للبلاد ، تسبقها انتخابات نيابية وكتابة دستور جديد .
رغم كل اشارات التطمين التى ارسالها قادة المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية وتعهدهم بانتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة، ولكن الشارع الموريتانى تلفه الحيرة من امكانية تحقيق ذلك ، فلا يمكن ان يكون اعضاء المجلس العسكرى تنظيماً ملائكياً كان هدفه فقط تخليص البلاد من حكم ولد الطايع وحرث الارض وتهيئتها للتداول الحر والديمقراطى للسلطة بينما هم وقوف متفرجون ومسهلون للعملية ، ولان المنطقة لم تتعود على هذا النوع الشفاف والنزيه جدا من السياسيين ذهبت احاديث الشارع الموريتنانى الى التكهن بمن هو مرشح المجلس العسكرى بالوكالة ، لان فكرة ان لا يترشح احد من المجلس وان لايدعم المجلس اى مرشح ، لم تنزل منزلة اليقين عند اغلب الموريتانيين ، من ابرز المرشحين الذين تحوم حولهم شبة الترشح بالوكالة عن المجلس العسكرى ، الضابط البحري السابق دحان ولد أحمد محمود، وهو أحد رجالات نظام الرئيس الأسبق ولد هيدالة الأقوياء، ويتمتع بثقافة عالية، حيث يتقن سبع لغات أجنبية، وهو مهندس قوانين وتشريعات كثيرة أحدثت هزة في البنية الاجتماعية والسياسية في البلد، وخصوصاً قانون إلغاء الرق،وبحسب صحيفة الخليج الاماراتية الصادرة امس فان حظوظ ولد أحمد كبيرة لاسيما وهو لم يسبق أن تطلخ في أي ملف فساد أو انتهاكات حقوق الإنسان التي تشكل هاجساً يؤرق أفراداً كثيرين في المؤسسة العسكرية، كما أنه ليس بعيداً من العروبيين عموماً في موريتانيا، ويتمتع بعلاقات طيبة في العالم العربي، ويحظى بثقة واحترام كل رجالات المؤسسة العسكرية.
بعيد الانقلاب كتبت هنا ودعوت الى الانتظار لينجلى غموض ولد فال الى واحد من نموذجين فى افريقيا نموذج الفريق عبد الرحمن سوار الدهب فى السودان الذى شكل جسراً للتحول من نظام نميرى العسكرى الى فضاء التجربة الديمقراطية الحزبية ، وارسى امثولة نادرة فى عدم التشبث بالسلطة وهو ابن المؤسسة العسكرية التى تبدو نهمة لاقتناص مثل هذه الفرص ، اما النموذج الآخر والذى آمل ان لايقتدى به مع انه حل وسط هو نموذج الجنرال بوزيزيه وتجربته الظازجة فى افريقيا الوسطى بخوض الانتخابات بعد عامين من انقلابه على باتاسيه والفوز بها بعد مرحلتين من السباق المحموم مع منافسيه دون ان تسجل ضده تهم بالتزوير ، لكن ولد فال يبدو انه يتهيأ لنموذج ثالث يكون هو مبتدره ومحدد معالمه.

العرب الأقل استخداما للانترنت !


كشف المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2006 المنعقد الآن بالعاصمة القطرية الدوحة عن مدى اتساع الهوة الرقمية فى العالم العربى ،اذ لا تزيد نسبة مستخدمي الانترنت في العالم العربى على 37 في المئة رغم الامكانات المادية الهائلة
وزير الاتصالات والتكنولوجيا السوري عمرو سالم قال امام المؤتمر:الحضور العربي على الشبكة العنكبوتية يكاد يكون معدوما و ان الامر لا يتجاوز بعض المواقع الاخبارية او الشخصية
المؤتمرون سعوا الى الاجابة على السؤال: لماذا العالم العربي لا يزال من بين المناطق الاقل حظا في الثورة الرقمية العالمية، وخلصوا الى ان اهم الاسباب التي تضع العالم العربي في آخر قائمة المنخرطين في الثورة الرقمية هي خصوصا تقنية وتشريعية
شهدت البشرية خلال نصف القرن الاخير الارتقاء والانتشار المضطرد لما بات يعرف بالثورة التكنولوجية وهى نتاج اللقاء الخلاق بين عتاد الكمبيوتر Hardware والبرمجيات Software وشبكات الاتصالات، واستطاعت دول كانت فى عداد النامية والفقيرة فى شرق آسيا ان تتخذ من الثورة التكنولوجية مطية وجسراً للانعتاق من ماضى الفقر والتخلف والتحليق فى آفاق العولمة التقنية والاقتصادية الرحبة.
هذه الثورة اوجدت واقعا كونيا جديدا ، شطر العالم الى قوة تملك المعلومات واخرى تفتقر اليها ، ومن يملك المعلومات فى هذا العصر يملك الثروة والقوة والسطوة ، والفقير الى المعلومة يصبح مضطرا للخضوع لمالكها ، مما يعيد هذا الواقع المعلوماتى الجديد انتاج ادوات الاستعمار والهيمنة على الدول والافراد على حد سواء ، ولكن هذه المرة من حق الطرف الاضعف الاستقواء بذات السلاح المتاح لمن يملك المال والدربة التقنية والتشريعات الاكثر انفتاحا واحتمالا للآخر مهما اختلف لونه او دينه او فكره .
الواقع العربى الذى كشفت هشاشته الارقام وواقع الحال الذى يتجلى فى الدخول باستحياء وتردد من بوابة العصر الى وجل منها الهنود والصينيون والاندونيسيون والماليزيون هرولة لاختصار وتعويض ما فاتهم من سنوات اضاعوها فى التخلف والفقر والجهل ، واللحاق بقطار التقنية السريع للقفز فوق واقع حالهم النكد ومعيشتهم الضنكة ومشاطرة العالم الاول الاستفادة من نعيم انجازات العقل البشرى فى تطويع الطبيعية وتقليص حاجزى الزمان والمكان .
بحسب احصاءات تعود الى العام 2004 يعيش فى العالم العربى نحو 316 مليون نسمة ويبلغ اجمالي الناتج القومي 813 مليار دولار بمتوسط دخل فردي 2571 دولاراً.ومع ذلك لا يتجاوز عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي 11 مليونا و755 الف شخص، في حين ان عدد المستخدمين لهذه التقنية في بقية انحاء العالم يقدر بـ 444 مليون مستخدم.

Saturday, March 11, 2006

القبعات الخضر ام الزرق !

رمى الاتحاد الافريقى بكرة ازمة دارفور فى ملعب الحكومة السودانية وامهلها سته اشهر اخرى لإحراز هدف السلام والامن من ضربة وطنية حرة ومباشرة قبل اللجوء الى ركلات الترجيح من قبل القوات الدولية التى يخشى ان لا تسدد الكرة داخل مرمى حفظ السلام بل تستفيد من حالة التسلل لتفرض واقعا ينتهى بالسودان الى نموذج لا يقل خرابا عن العراق وافغانستان.
وقرار مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقى بتمديد تفويض قواته لحفظ السلام بدارفور الى سته اشهر اخرى تنتهى فى سبتمبر والقبول من حيث المبدأ بتحويل المهمة الشاقة لحفظ السلام الى الامم المتحدة ، جاء حلا وسطا بين الرفض الحكومى القاطع للقوات الدولية البديلة للافريقية ، والدعوات الدولية باستبدال القوات الافريقية التى عجزت عن خفض مستوى العنف فى الاقليم ، وانخرطت الحكومة قبيل اجتماع الجمعة الحاسم فى نشاط دبلوماسى لاهث لحشد التأييد الافريقى لموقفها الرافض لاستبدال القبعات الخضر فى دارفور باخريات زرق، ونجحت الحكومة فى هذا المسعى وكسبت الجولة دبلوماسياً ، ولكنها لم تكسب المعركة بعد ، وآمل ان لا تركن الحكومة لنشوة الانتصار الذى صورته بالخروج بهذا القرار ، الذى أجل التدخل الدولى فقط لسته اشهر اخرى ، وعلى الحكومة منذ اليوم ان تتجاوز مربع الخوف من التدويل والبكاء على اطلال سيادة الدولة الوطنية ، وتدخل مباشرة فى تسريع الحل السياسى للازمة فهو الترياق الواقى ضد اى تدخل دولى حميداً كان ام خبيثاً.
شبح التدخل لم ينقشع عن سماء السودان نهائيا لكنه تأجل فقط ويستفاد من ما قاله ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ان تمديد التفويض الممنوح للاتحاد الافريقي إلى 30 سبتمبر سيمنح المنظمة وقتا لاقناع السودان بقبول وجود للامم المتحدة في الاقليم.
الأشهر الستة كافية لاحلال السلام فى دارفور فى حال اعلاء اطراف النزاع كافة من قيمة الحوار ، ومثلما قال وزير خارجية بريطانيا جاك استرو قبل اسابيع عندما زار مقر المفاوضات بابوجا ولمس البطء الذى لازمها ، ان صبرالمجتمع الدولى قد نفد ، وقد آن الاوان ليقول الشعب السودانى الذى يطأ جمر الحرب ان صبره قد نفد تجاه اطراف الصراع كافة ، وعليهم اعادة تحميل برامج الجدية والالتزام فى اجهزتهم التفاوضية لتصبح ذات مردود اسرع يضع نهاية لهذه الازمة ، حتى لا ننتظر من الاتحاد الافريقى ان يقول لا لدخول القوات الدولية ونحن الذين فرشنا لها الارض ورودا بمراوحة مفاوضات ابوجا لمكانها ، وحتى لا نهلل لمجرد تمديد بقاء القوات الافريقية لسته اشهر فى بلادنا وهى فى الواقع لا تختلف عن تلك التى ترفضها الحكومة سوى فى لون القبعات !

فى رحيل على فاركا !


برغم ان ما يشبه الاجماع لدى نقاد ومتذوقى الموسيقى الافريقية ان مناطق الاشعاع الموسيقى تتمحور حول وسط وشرق افريقيا ، وان انهار الطرب الافريقى تنبع من حول البحيرات العظمى ومن زائير سابقا والكنغو راهنا ان شئت الدقة ، ومن ايقاعات (الزايكو) ان اردت الرقص ، ولكن موسيقيو ومطربو الغرب الافريقى هم الاكثر حضورا واضافة فى المشهد الدولى ، ودون ان تغمض بابا ويمبا والبرفسور كوفى اولوميدى اساطير الموسيقى الشرق افريقية وسفراءها المتوجين فى الغرب حقهم فى الاعتراف بفضلهم الثقافى على القارة فان بابا مال ويسو اندور وكوتى الاب والابن وعلى فاركا من الغرب الافريقى اسهموا اسهاما باهرا فى نقل الموسيقى الافريقية الى مصاف العالمية ، وشد ما يطربنى ويعجبنى فى هذه المجموعة اعتدادها بموسيقاها المحلية لحنا واداءا وآلات وطرائق عزف ، لفتت لهم آذان وعيون العالم، والسامع لهذه المجموعة يجدها فى حالة تماس وتقاطع مع الموسيقى العربية، وكما يلحظ اثرا وبعدا صوفيا لاسيما لدى يسو اندور وبابا مال.
اما الذى استدعى هذه المقدمة الطويلة هى مناسبة حزينة على افريقيا ، التى ودعت الاسبوع الماضى ، واحداً من هؤلاء الرائعين الذين اطلوا على العالم بوجه غير الذى تصوره لنا وسائل الاعلام العالمية عن افريقيا ، انه الجيتارست الابرع والابدع المالى على فاركا تورى الذى توج بجائزتين من جوائز غرامى الموسيقية العالمية ، وهى ارفع تقدير موسيقى من اهل الخبرة والمعرفة الموسيقية فى العالم لواحد من اكثر الموسيقيين التصاقا بمورثه المحلى وانكبابا عليه ليخرج اجمل ما فيه ويقدمه للعالم فى قالب عصرى وروح تقليدية ، وبرع فاركا فى العزف على آلة (غوكل) الوترية التقليدية منذ صغره ثم انتقل الى آلة الجيتار ،فاخرج منها اعزب الالحان والهم موسيقيين غربيين اعترفوا بفضله عليهم امثال رى شارلز وجون لى واوتس ريدنغ.
عبرالاعلام المالى عن الخسارة الكبيرة للفن والثقافة برحيل احد اركانها الموسيقار والمطرب على فاركا ، الذى يلقب فى الغرب (ببلوز افريقيا) ولكنه طوال فترة توهج نجمه الفنى الذى بزغ فى مطلع السبعينات وفيا لصحراء شمال مالى حيث ولد لناسها وتقاليدها وموسيقاها واساطيرها ، وكان آخر البوم صدر لفاركا هذا العام حمل عنوان (فى قلب القمر )، ومعلوم مدى ثراء دلالة القمر لدى الصحراويين فى لياليهم الحالكة والجافة .

Saturday, March 04, 2006

وقائع يوم اسود فى نيروبى


حتى منتصف ليل الاربعاء كل شىء فى بناية (آى اند ام) بالمركز التجارى للعاصمة الكينية نيروبى حيث مجموعة استاندر الاعلامية كان يمضى بهدوء، وفى شارع ليكونى الذى يربط المنطقة الصناعية بالمدينة لاصوت يعلو فوق اصوات ماكينات المصانع ، ولكن مابين الثانية عشرة والنصف والواحدة من صباح الخميس، كل شىء قد تغيير، اكثر من 30 شرطياً مدججين بالسلاح ومتخفين خلف اقنعة وبزات مدنية يقتحمون المقر الرئيس لمجموعة استاندر التى تصدر صحيفة استاندر الشهيرة وتلفزيون (كى تى ان ) ويقطعون ارسال برامج التلفزيون التى كانت تبث على مدى الاربعة والعشرين ساعة، فتتوقف لمدى 13 ساعة ، وفى ذات اللحظة تقتحم قوى اخرى المطبعة التابعة للمجموعة فى شارع ليكونى وتحبس العاملين فى غرفة واحدة وتجردهم من هواتفهم النقالة وتضرم النار فى نسخ الخميس من صحيفة استاندر.
وحتى تلك اللحظة لا يعرف منسبو استاندر سوى فى المقر الرئيس او المطبعة هوية المهددين المدججين بالسلاح، ومع ارتفارع شمس الصباح، تصحو المدينة على كارثة اخرى تضاف الى سلسلة فضائح الفساد، وهى محاولات الحكومة تكميم افواه الصحافة والصحافيين وقطع السنتهم اللاهجة بذكر الفساد والمفسدين وضرورة محاسبتهم، ومع ارتفاع الاصوات المنددة بهذه العملية وتركيز توجيه اصابع الاتهام فيها الى الحكومة التى زجت قبل ايام بثلاثة من محررى الصحيفة فى السجن لنقلهم خبرا يفيد بان لقاءا سريا قد عقد بين الرئيس كيباكى وقطب المعارضة كالينزو مسيوكا وقد نفى الرجلان صحة الخبر واللقاء معاً، وقبيل انتصاف نهار اليوم الذى وصفه المعارض اوهورو كينياتا بالاسود ، اعترفت الحكومة على لسان وزير الامن الداخلى بانها من نفذ الهجوم على استاندر ، بحجة انها تهدد امن الدولة .
ان الاعتداء على حرية الاعلام بهذه الطريقة ، يعكس مدى الاضطراب الذى تعانى من حكومة إئتلاف (الناراك) بزعامة كيباكى الذى انفرط عقده بتفشى الفساد ، ذلك الفساد الذى لو لا طرق الصحافة الكينية الحرة المتواصل له ، لما وصل الى مرحلة استقالات الوزراء وبدء التحرى واخذ الشهادات امام المحكمة من بعض المسؤولين ، ان ردة الفعل العنيفة هذه تكشف الازمة التى تمر بها حكومة كيباكى فى كينيا، وتشير من طرف آخر الى ان لدى مسيوكا الذى ترشحه اوساط اعلامية وسياسية نافذة لرئاسة كينيا فى مرحلة ما بعد كيباكى الذى اصبح بقاؤه فى السلطة رهيناً بانتهاء ولايته فى 2007، وبالتالى تغضب وتثور حكومة كيباكى كلما تعلق الامر بمسيوكا ، ففى نهاية يناير الماضى قدمت الخرطوم دعوة لمسيوكا وهو احد مهندسى ووسطاء مفاوضات السلام التى انتهت بتوقيع الحكومة السودانية والحركة الشعبية على اتفاق انهى عشرين عاما من الحرب ، ولهذا السبب دعت الخرطوم مسيوكا الى قمة الاتحاد الافريقى ارسلتها له عبر السفارة الكينية فى الخرطوم ، فاستشاطت حكومة كيباكى غضبا واستدعت السفير الكينى من الخرطوم لتوبيخه باعتبار ان مسيوكا خارج الحكومة وما كان له ان يكون رسولاً لمعارض.

Thursday, March 02, 2006

بوش فى كابول !

بعد انهاء الرئيس الافغانى حامد كرزاى وصلة من المديح الصاخب والايجاز البليغ لافضال الرئيس الامريكى بوش وإدراته على بلاده ومن ابرزها الامن والاستقرار الذى انبسط على كامل التراب الافغانى بعد دحر فلول طالبان والقاعدة ، ترك كرازى المنصة للرئيس بوش فى مؤتمرهم الصحفى امس فى العاصمة الافغانية كابول التى جاءها بوش سرا، ازيز طائرات الحماية الجوية لمقر المؤتمر الصحفى ارغمت بوش على الصمت عدة ثوان قبل ان يبتدر حديث برد تحية المجاملة باحسن منها، ممتدحا عهد كرزاى الذى ابدل الافغان بلادا غير بلادهم ابان حكم الطالبان، بلادا يمكنك ان ترى الفتيات غاديات رائحات الى المدارس، واشاد بوش بحرية الصحافة فى افغانستان، ولكن السؤال الذى لم يخطر على بال بوش حينها، هل هناك صحافة أصلا ؟، ناهيك عن كونها حرة ، اما الحديث عن الامن والاستقرار فى افغانستان فسرية الزيارة وازيز طائرات الحماية يصبحان ردا شافيا على مدى الهدوء الذى يسود كابول.

ازيز الطائرات يصلح مدخلا للتدبر فى مرامى الزيارة الخاطفة غير المعلنة للرئيس بوش الى افغانستان وهى الاولى له منذ سقوط نظام طالبان تحت سنابك الحملة العسكرية الامريكية على كابول فى 2001، فالتدهور الامنى على الارض والذى جسده تمرد المعتقلين باحد السجون الافغانية واستمرار العمليات والمناوشات بين الجيوش الدولية وجيوب القاعدة والطالبان الناشطة جدا بحسب مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الفريق مايكل مابلز الذى قال أمام مجلس النواب إن تمرد طالبان ما زال قادرا ومصمما وسيكون أكثر نشاطا في فصل الربيع, مشيرا إلى أن الهجمات ازدادت أربع مرات عما كانت عليه العام 2004،هذا التدهور الامنى فى كابول ، والاخبار غير السارة من العراق الذى بات على شفا الحرب الاهلية ، حتمت على الرئيس بوش القيام بعمل اعلامى صرف ليقول للمواطن الامريكى اننا نحقق تقدم فى جبهات محاربة الارهاب الدولية فى افغانستان والعراق، وان وجود الرئيس بوش فى كابول يرسل عدة شارات منها توفر الامن الذى فضحته اصوات ازيز الطائرات وقال الصحافيون المشاركون فى المؤتمر ان الزيارة تمت تحت اجراءات امنية محكمة التشديد ، ومنها ان الرئيس بوش لايزال ملتزما بأمن ورفاهية الافغان بتعقب القاعدة وطالبان عندما أكد بوش أن إلقاء القبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا عمر هو مسألة وقت فقط !

Wednesday, March 01, 2006

موسفينى موديل 2011 !


مشكلة افريقيا بشكل عام ويوغندا على وجه الخصوص ليست فى الشعب بل فى القادة المتشبثين بالسلطة لأطول فترة) ، للوهلة الاولى تبدو هذه العبارة مقتبسة من احدى خطب المعارض اليوغندى الدكتور كيزا بسيقى ابان حملته الانتخابية القصيرة قبيل الانتخابات التى فاز فيها الرئيس يورى موسفينى بولاية ثالثة تنتهى عند العام 2011 وهو الذى ظل يجلس على سدة الحكم منذ عقدين من الزمان ، ولكن فى الواقع ان العبارات اعلاه قالها موسفينى ، موسفينى موديل 1986 المشحون بالثورية الافريقانية يوم كان موسفينى واحداً من عتاة (البان افريكانيزيم) ، وكان حينها يخاطب تلميحا الرؤساء عيدى امين وملتون ابوتى وتيتو اوكيللى.
عشرون عاما فى سدة الحكم وبريقه الخلاب كانت كافية لأن ينقض موسفينى نسجه بيده، ويأتى بخلق طالما نهى عنه ، ولا يرى عاراً فيما صنع من تشبث بالسلطة ، وبعد عشرين عاما يدخل موسفينى تعديلا على الدستور يسمح له بخوض الانتخابات ليفوز فيها بــ(59% ) من الاصوات مقابل( 37%) لمنافسه كيزا ، ولم يحدد بعد موسفينى ما اذا كان سيخوض انتخابات 2011 ام لا ، ولكنه حمل خطاب نشوة الانتصار وعودا يتطلب تحقيقها سنوات قد تتجاوز عمر الولاية الثالثة، وهى بسط الامن وتوفيرالطاقة ومد الطرق وتعبيدها وايلاء الاقتصادات والصناعات الصغيرة الرعاية والعناية وهى ملامح خطة عمل الولاية الثالثة للرئيس موسفينى ، ولكن السؤال الذى لا مفر منه ألم تكن هذه هى مطالب اليوغنديين على مدى العشرين عاما الماضية، ولماذا فشل موسفينى فى تحقيقها فى عشرين عاما ويعد الآن بتحقيقها خلال خمس سنوات فقط؟.
التحدى الاكبر الذى يواجه موسفينى فى ولايته الجديدة ليست الدعاوى الطاعنة فى نزاهة الانتخابات التى يعتزم كيزا واقطاب المعارضة رفعها فور إكتمال لوائح رصد الخروقات والمخالفات ، ولكن اكبر ما يواجه موسفينى هو كيف يمكن اقناع المواطن اليوغندى بما قاله فى خطاب النصر بان الصراع فى الشمال انتهى وان كونى زعيم جيش الرب هزم شرهزيمة ، التحدى فى ترجمة اقوال موسفينى امنا وطمأنينة وتنمية فى شمال يوغندا خلال السنوات الخمس القادمات.