Saturday, September 30, 2006

حل ازمة دارفور فى ثلاثة أشهر

لو ان المجتمع الدولى استجاب لنداءات الاتحاد الافريقى لتقديم دعم مادى ولوجستى حتى يتمكن من القيام بمهامه فى دارفور على الوجه الاكمل، ما كان للازمة الراهنة ان تتفاقم الى حد التهديد بفرض قوات دولية على السودان، قوات دولية لتحل محل القوات الافريقية التى ذهبت نداءاتها السابقة ادراج النسيان الدولى ريثما تكتمل فصول مسرحية اثبات فشلها وعجزها، ليصبح امر استبدالها منطقيا واخلاقيا، وبالتالى يصور رفض الخرطوم تعنتا، وعدم رغبة فى حماية وانقاذ مواطنيها فى دارفور وتصبح بذلك دولة فاشلة يحل للمجتمع الدولى التدخل لحماية مواطنيها من منطلقات انسانية زائفة.
الدعم السخى الذى تلقاه الاتحاد الافريقى اخيرا من الاتحاد الاوربى (38) مليون دولار ومن الولايات المتحدة الامريكية (20) مليون دولار، والذى اعلن عنه فى اليومين الماضيين جاء متأخرا جدا، وبعد ان قرر الاتحاد الافريقى انهاء مهمته فى دارفور بنهاية العام فى تمديد شبه اخير للمهمة، فهل فعلا تود الولايات المتحدة والاتحاد الاوربى اداءً افضل للاتحاد الافريقى فى غضون الاشهر الثلاثة المتبقية من فترة تفويضه، ام انها تقدم لقوات الاتحاد الافريقية مكافأة نهاية الخدمة، ولماذا تأخر هذا الدعم السخى حتى تدهورت الاوضاع الامنية فى الاقليم على النحو الذى تصفه وسائل الاعلام العالمية بالكارثة واجبة التحرك الدولى رغم انف حكومة الخرطوم!
بات واضحا من مجريات التوترالراهن بين السودان والولايات المتحدة وبريطانيا حول القوات الدولية ان وراء الاكمة ما وراءها، فلو كان الامر يتعلق بحرص دولى لحماية المدنيين فى دارفور لماذا لا يتضاعف مثل هذا الدعم لقوات الاتحاد الافريقى لتواصل مهامها مابعد الحادى والثلاثين من ديسمبر المقبل، ثم أليس بإمكان هذا المجتمع الدولى المهموم بقضية دارفور الضغط على الاطراف كافة للانضمام الى اتفاق سلام دارفور الذى وقع فى مايو الماضى بابوجا، لتجنب المواجهة بين الخرطوم والمجتمع الدولى يمكن التوصل الى تسوية سياسية لازمة دارفور فى غضون الاشهر الثلاثة القادمة قبيل انتهاء فترة القوات الافريقية، اللهم إلا اذا كانت الاطراف ترغب فى المواجهة بدلا من حل الازمة .

فى العلاقات السودانية الاثيوبية


حرص الرئيس الاثيوبى مليس زناوى امام المؤتمر السادس للجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب اثيوبيا الحاكمة (EPADF)،على تأكيد متانة العلاقات الثنائية مع السودان فى المجالات الاقتصادية والسياسية كافة، والواقع ان مديح زناوى للتطورالايجابى المتنامى للعلاقات الجارتين ليس نابعا من رد التحية بافضل منها، فحزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان بعث بشخصية رفيعة وهو الدكتور نافع على نافع نائب رئيس الحزب ومساعد رئيس الجمهورية، على رأس وفد شارك (EPADF) مؤتمرها، وهى المرة الاولى التى يشارك فيها وفد من خارج اثيوبيا فى مؤتمرات الجبهة ، ولكن حديث زناوى نابع من معطيات آخذة فى التبلور وهو تشكل مسار العلاقات بين البلدين، وهى السلام فى جنوب السودان وحالة نسبية من الاستقرار السياسى تعيشها اثيوبيا منذ سنوات.
وفى مجالات التعاون الحيوى بين بلدان الاقليم نشرت صحيفة (TheEthiopian Herald) ان اتفاقا قد ابرم بين اثيوبيا وكينيا على ربط الشبكات الكهربائية بين البلدين مرورا بالسودان، لتنضم الى سلسلة من مشاريع الربط الكهربائي وتنفيذ الطرق والاتصالات بين السودان واثيوبيا، وهى المجالات الاكثر رسوخا وتعبيراً عن علاقات البلدين، فحالة التقارب والتنسيق السياسى فى المواقف الاقليمية والدولية كموقف اديس ابابا مع رفض الخرطوم لدخول القوات الدولية بدارفور، تصبح رهينة بتقلبات المناخ السياسى غير المستقر على حال واحدة ولكن المشاريع الاقتصادية الكبيرة كالربط الكهربائى والاتصالات والمواصلات والقوافل التجارية والثقافية هى التى ترسخ وترسخ معها علاقات البلدين.
التقارب السودانى الاثيوبى بما انه ترجمة لحتمية تاريخية واثنية فى التطبيع والاندماج الا انه كثيرا ما تعترضه عقبات تضعها قوى اقليمية ودولية تثير ريبة كل طرف فى التعامل مع الآخر، او النظر الى التقارب بين البلدين وكأنه خصم على علاقات اخرى فى الاقليم، وسعى الرئيس الاثيوبى فى مؤتمر حزبه الحاكم الى ارسال تطمينات لعدة جهات تتوجس من التقارب السودانى الاثيوبى حينما قال علاقات اثيوبيا مع دول الجوار والاقليم تقوم على التعاون والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح الشعوب وضمان الامن.

Monday, September 18, 2006

إنحياز أم عدم إنحياز؟


ولدت حركة عدم الانحياز فى أتون الحرب الباردة بين القطبين الامريكى والسوفيتى، وعقدت اول قمة لها فى العام 1961 ببلغراد، وكان يومها لمفهوم عدم الانحياز بريق ولمعان ومعان لخصها الزعيم العربى واحد اهم مؤسسى الحركة الراحل جمال عبد الناصر فى قوله وفقا لفهمي، هناك فارق بين عدم الانحياز والحياد. الحياد تعبير يستخدم أثناء الحروب فقط، أما عدم الانحياز فيعني أنه ينبغي أن نقرر سياستنا وفقا لما نعتقده، لا وفقا لما يرضي هذه الدولة أو تلك، انتهى اقتباس كلمات عبد الناصر ولكن بنهاية الاتحاد السوفيتى فى مطلع تسعينيات القرن الماضى الذى وضع نهاية للحرب الباردة، نهض سؤال حول جدوى الحركة التى نشأت بهدف ان تظل عضويتها بعيدة عن صراعات الشرق والغرب وان لا تنحاز الى طرف ضد الآخر فى تلك الحرب الباردة ، والآن لم يعد هناك سوى قطب واحد هو الولايات المتحدة، فكيف يصبح عدم الانحياز اذن وكيف يمكن لاصطلاح عدم الانحياز ان يكون قابلا للعيش فى عالم احادى القطب.
قمة دول عدم الانحياز الاخيرة فى العاصمة الكوبية هافانا، كرست مدولاتها وبيانها الختامى للتشديد على هدف استراتيجى وهو رفض عالم تهيمن عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها،القمة ادانت كذلك و(الاجراءات غير الشرعية) لاسرائيل في لبنان او ضد الفلسطينيين واعلنت القمة دعمها البرنامج النووي الايراني انطلاقا من ايمانها بحقوق الدول في تطوير القطاع النووي لاغراض سلمية.
قمة هافانا عمقت ازمة المصطلح داخل الحركة فهى انعقدت فى ارض تعتبرها واشنطون معادية ووفرت منصة لاعداء امريكا الالداء الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لشن هجوم على سياسات امريكا فى العالم، فهل اصبحت الحركة ضد امريكا بدلا عن عدم الانحياز؟،
رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي حاول تهدئة المخاوف الامريكية عندما قال قمة حركة عدم الانحياز ليست موجهة ضد الولايات المتحدة او اي دولة اخرى. وقال ''لا ارى ان هذه القمة موجهة ضد الولايات المتحدة'' مشيرا الى ان حركة عدم الانحياز ''لم تؤسس لتعمل ضد اي بلد''.

Wednesday, September 13, 2006

الوسيط سيمبويو


لن ينسى السودانيون ابدا أسم الجنرال الكينى لازاراس سيمبويو، فهو واحد من بين قليلين من الجنرالات صنعوا السلام، وتحولوا من اشعال الحرب واذكاء نيرانها الى اطفائيين ووسطاء سلام ، واثمرت وساطة الجنرال الكينى وادارته (الصارمة) لمفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية عن اتفاق نيفاشا الشهير للسلام، ذلك الاتفاق الذى وضع حدا لحرب العشرين عاما، وحفر اسم سيمبويو غائرا فى الذاكرة السودانية، ولا يستدعى من الذاكرة إلا وهو محاط بالتبجيل والامتنان لسهمه الوافر فى احلال سلام السودان.
تجربة الوساطة فى التفاوض بمراحلها المختلفة، صعودا وهبوطا فى امل التوصل الى حل واحدة من اعقد واطول ازمات افريقيا، اودعها سيبويو دفتى كتاب صدر اخيرا فى نيروبى حمل عنوان (الوسيط جنرال سيمبويو وعملية سلام جنوب السودان) وقام باعداده الصحفى واساكا وبهنيا، وكشف من خلال الكتاب الذى احتوى ادق تفاصيل واسرار عملية التفاوض عن ايمانه العميق بالحلول الافريقية لمشكلات القارة وان لاضرورة فى ان يبحث ابناء القارة عن حلول لمشكلاتهم فى الخارج وقال إن السلام يتأتى عبر الحوار والإرادة والإستماع للآخر .
ضمن التفاصيل الكثيرة التى اوردها الكتاب ونقلت صحيفة (النيشن) الكينية بعض منها، استوقفنى حوار دار بين سيمبويو والمبعوث الامريكى للمفاوضات جيف ملينغتون، ويصلح كنموذج لرؤيتين مختلفتين فى حل المشكلات، الرؤية الافريقية التى تؤمن بالتمهل فى معالجة المشكلات، والامريكية التى تريد كل شىء وفى اسرع وقت، والواقعة كما رواها سيمبويو فى الكتاب تقول ان المبعوث الامريكى كان غاضبا من سيمبويو واتهمه بالتطويل فى التفاوض وطالبه بانهاء المسألة فى اقرب وقت ممكن بينما رؤية سيمبويو اعطاء الاطراف الوقت الكافى لبحث قضايا الخلاف والتوصل لحلول نهائية، وعندما وصل النقاش بينهما الى طريق مسدود، صاح سيمبويو غاضبا فى وجه ملينغتون وقال إن السودانيين هم الذين يقررون وليس الأمريكان ، وهدده بإطلاق النار عليه إذا لم ينصرف من مكتبه!
السناتور الامريكي السابق جون دانفورث مبعوث الرئيس بوش الخاص للسودان قال لصحيفة (كريستيان سينس مونتور) :»الجنرال سيمبويو يجب ان ينال جائزة نوبل للسلام« فقدرته على البقاء فى هذه المحادثات الطويلة والاستماع الى الاطراف كانت ضرورية ويرجع لها الفضل فى نتيجة المفاوضات، فمن يرشحه لهذا الاستحقاق وهو الجدير به وباحترام الشعب السودانى له .

Tuesday, September 12, 2006

علاقات حكومة الجنوب الخارجية!


لم يحن بعد وقت جرد حساب اداء حكومة جنوب السودان، لاسيما فى ملف علاقاتها الخارجية الذى توقع له الكثير انحسارا وانعزالا بعد رحيل الدكتور جون قرنق رئيس الحكومة السابق وزعيم الحركة الشعبية صاحب العلاقات الدولية المتعددة والتى كان يمكن توظيفها لصالح حكومة جنوب السودان الوليدة، ولكن المراقب لتحركات هذه الحكومة فى المحيط الاقليمى والحيوى لها يجد انها استطاعت برغم قصر عمرها، ان ترسى ركائز متينة لعلاقاتها مع الجوار، وفى ملف العلاقات الخارجية لحكومة الجنوب ثمة نقاط مضيئة كالعلاقة مع الجارة يوغندا والتى ارتفع مستوى التعاون معها الى تنسيق الجهود من اجل الحفاظ على الامن والسلم الاقليمى وايجاد حل لازمة جيش الرب اليوغندى التى تتأثر بها الحكومتان فى كمبالا وجوبا، ونجحت دبلوماسية جوبا ووساطتها فى احراز تقدم مشهود فى مسار الحل السلمى للصراع بين جيش الرب والحكومة اليوغندية، مما يبشر باحلال الامن والاستقرار فى المناطق الحدودية بين السودان ويوغندا والكنغو، وسينعكس ذلك على التبادل التجارى والثقافى والاجتماعى بين البلدين، كما ان التوصل الى تفاق سلام بين كمبالا وجيش الرب الذى بات وشيكا سيكون انجازا دبلوماسيا لحكومة الجنوب .
كينيا التى رعت اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية والذى بموجبه نشأت حكومة جنوب السودان، وايمانا من جوبا بهذا الجميل طورت علاقة الجوار مع نيروبى فى اتجاه ايجابى، لاسيما تجاريا واقتصاديا، فالعديد من الشركات الكينية فتحت لها افرع بالمنطقة، والبنك التجارى الكينى توسع فى مدن الجنوب فضلا عن خطوط انتاج لمصانع كينية كأسمنت، المدراس فى الجنوب استقبلت مدرسين كينيين، والتعاون بين نيروبى وجوبا عبر الخرطوم تجلى فى ملف النفط والتفكير الاستراتيجى لمد انابيب الصادر جنوبا الى المرافىء الكينية للاستهلاك والتصدير.
تناقلت وسائل الاعلام اخيرا نبأ عزم الحكومة الاثيوبية فتح قنصلية لها بجوبا لتنضم الى كينيا ويوغندا ومصر حيث لكل دولة قنصلية بجوبا لرعاية مصالحها المشتركة مع حكومة الجنوب التى تتمتع بعلاقات جيدة مع دول الجوار كافة.
ولم تقصر حكومة الجنوب علاقاتها بالجوار الجنوبى والشرقى للسودان وحسب، بل حافظت على علاقة متميزة مع الجارة مصر، فقد اختتمت الفريق سلفاكير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب امس زيارة الى القاهرة ، وصفت بالجيدة وسيكون لها الاثر الايجابى على مستقبل العلاقة مع مصر التى تسهم فى اعادة اعمار ما دمرته الحرب بالجنوب لاسيما فى مجال الخدمات.

Tuesday, September 05, 2006

المسألة الصومالية بين الخرطوم ونيروبى !


تفاؤل مشوب بالحذر يسود الساحة الصومالية، والامل لايزال معقوداً على ان تفضى المبادرات الاقليمية الراهنة الى ايجاد حالة من الاستقرار السياسى يتوق لها الصوماليون منذ عشر سنوات،فالمحادثات فى الخرطوم بين الفرقاء الصوماليين التى ترعاها الجامعة العربية فتحت الباب امام امكانية الحصول على اجماع صومالى يعصم البلاد من الانزلاق مرة اخرى الى درك الحرب الاهلية القاتم ، ويلملم اشلاء الدولة الصومالية التى انهارت مطلع التسعينات من القرن الماضى وانتهت الى حالة من الفوضى الامنية والسياسية قل نظيرها، وقال الناطق باسم الحكومة شريف حسن شيخ عدن قبيل الوصول الى الخرطوم ''إننا متفائلون بالمباحثات التي يمكن ان تؤدي الى مستقبل افضل للشعب الصومالي''.
وعلى طاولة المفاوضات فى الخرطوم بين إتحاد المحاكم الاسلامية والحكومة الانتقالية تتوافر النوايا ولكن ثمة عقبة كؤداً قد تعيد الاطراف مرة اخرى الى مربع الصدام، وهى تتعلق بالموقف من نشر قوات افريقية فى الصومال وبالتدخل العسكرى الاثيوبى فى الصومال كما تؤكد المحاكم الاسلامية وتنفى الحكومة واديس ابابا.
الاقتراح الذى تقدمت به الحكومة الانتقالية فى مفاوضات الخرطوم الداعى الى إنشاء قوة مسلحة صومالية يمكن أن تتألف من جيش وشرطة يضمان قوات تابعة للحكومة الانتقالية وأخرى تابعة للمحاكم الإسلامية، من شأنه التقليل من مخاطر الفوضى الامنية وخلق شكل من الضبط والتجميع لحاملى السلاح فى الصومال.
و بموازاة جهود الجامعة العربية دعا الرئيس الكينى مواى كيباكى امس الى قمة طارئة لدول مجموعة (الايقاد) التى تترأس كينيا دورتها الحالية ، القمة ستعقد فى نيروبى يوم الخميس المقبل، وعلى اجندة القمة موضوع واحد هو الازمة فى الصومال ومن المنتظر ان تحسم قمة الايقاد موضوع نشر القوات الافريقية فى الصومال وهو الموضوع الاكثر اثارة للجدل فى التعاطى مع الازمة الراهنة فى الصومال، حيث ترفض المحاكم الاسلامية التى تسيطر ميدانيا على اغلب مناطق الصومال نشر القوات بينما توافق عليها الحكومة الانتقالية، اذاً عقبة القوات الافريقية ستنتقل من الخرطوم الى نيروبى ولكن على الفرقاء فى الصومال إيجاد حل لها حتى لا تنهار كل الجهود الاقليمية العربية والافريقية التى تسعى الى مساعدة الصوماليين فى التوصل الى حالة الاستقرار السياسى المفقودة فى بلادهم.

Monday, September 04, 2006

جولة السناتور اوباما الافريقية


اصداء واسعة رصدتها وسائل الاعلام الكينية للجولة التى قام بها السناتور الديمقراطي من ولاية إلينوي الامريكية باراك اوباما، وشملت كينيا، يوغندا وتشاد، وفى الاخيرة التقى الرئيس ديبى وتفاكر معه حول اوضاع اللاجئين السودانيين بشرق تشاد، وموقف السناتور الامريكى من ازمة دارفور معروف، ويكفى انه كان يقف بجانب الممثل الأمريكي جورج كلوني عندما اعلن فى تظاهرة دعت لها جماعات يهودية فى ابريل الماضى ان دارفور تشهد أول إبادة جماعية فى هذا القرن، وفى انجمينا شدد على ضرورة نشر القوات الدولية بالاقليم!
السناتور اوباما عاد الى جذوره الافريقية وزار القرية التى نشأ فيها اجداده بكينيا ولكنه ظل طوال الزيارة التى امتدت لما يقارب الاسبوع يحضر نفسه للترشح للرئاسة الامريكية ربما فى الجولة القادمة من الانتخابات يحمله طموح جامح لتحقيق ذلك السبق فى تسنم زنجى امريكى لهذا المنصب الرفيع، وبما انه لم يعلن بعد نيته فى الترشح ولكن الكثير من المراقبين يرون انه سوف يستثمر مثل هذه الرحلة فى منافسة السناتورة هيلارى كلينتون للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطى ، فاوباما وهو خامس سناتور اسود فى تاريخ امريكا، عاد ليستثمر فى معاناة اهله السود، فى مشاهد البؤس والفقر والمرض فى كيبيرا واسيليه بضواحى نيروبى وفى معسكرات اللاجئين السودانيين فى شرق تشاد ، وعاد بعشرات الصور التى التقطها وسط اللاجئين والنازحين ليدعم بها حملته الانتخابية للانتخابات النصفية نهاية العام وطموحه للترشح للرئاسة.
فى نيروبى اثار اوباما حفيظة حكومة الرئيس كيباكى عندما قال فى محاضرة امام طلاب جامعة نيروبى ان الفساد فى كينيا وصل القمة وحث الطلاب على محاربته، مما اربك الحكومة التى استضافته، وفى حالة انتقاد الحكومة الكينية كما فى الموقف من دارفور يتجرد اوباما من ردائه الافريقي ويتحدث بلسان مصالحه الانتخابية فى امريكا، فالرحلة الى كينيا ليس الهدف منها فقط السياحة مع قبائل المسايا وانما البناء على مسيرة سناتور اسود طموح الى دخول البيت الابيض .