Saturday, February 25, 2006

الولايات الثالثة الافريقية !

الرؤساء الافارقة الساعون الى اجراء تعديلات فى دستاير بلدانهم تبيح لهم إرتكاب ام الكبائرالديمقراطية، الا وهى الترشح لولاية ثالثة، يكون الفوز فيها مضمون للرئيس الذى عبد الطريق الى الولاية الثالثة بموارد واعلام الدولة وليس الحزب خلال الولايتين الاولى والثانية، وبتخويف الناس ليس من عقاب آنى على عدم انتخابه وحسب بل من التغيير نفسه فبعض الناخبين يولدون عند الولاية الاولى اول قبيلها بقليل فتتفتح عيونهم واذهانهم على صورة القائد والاب فيصعب عليهم معايشة غيرهما ، وعندما يبلغون فى الولاية الثالثة مبلغ الانتخاب فسوف يصوتون تلقائياً لاستمرار الحياة بالوتائر التى الفوها ، هل سمع هؤلاء اباحة الاسلام للزواج من اكثر من امرأة مثنى وثلاث ورابع ولكنه اشترط ذلك بالعدل وإلا فواحدة، وهل سمع هؤلاء باختراع جديد اسمه انتهاء مدة صلاحية الرئيس ، اذ تشير دراسات علمية ان الرجل مهما بلغ من القوة والثورية لا يصلح ان يكون جالسا فى كرسى الرئاسة لاكثر من عشر سنوات، بعد عشر سنوات لكن يكون صالحا نفسيا وجسمانيا للتصدى لقضايا الناس وشجون الحكم وشؤونه، ولكنه يصلح للمشورة واسداء النصح والقيام باعمال خيرية وانسانية مثل كارتر ونيلسون مانديلا هذا الزعيم الافريقى الجدير بالاحترام والتبجيل الذى تنحى فى اللحظة المناسبة ولو كانت الرئاسة تخلد فهو الاجدر بها من هؤلاء المتشبثين.
ظاهرة التمديد للولاية الثالثة باتت مقلقة، وتهدد بتكريس السلطة لدى فئة صغيرة ولفترات طويلة، عبر تدابير تبدو من حيث الشكل والاجراء ديمقراطية مثل تعديل الدستور باغلبية برلمانية او باستفتاء عام والفوز فى الولاية الثالثة من خلال انتخابات عامة ولكنها فى جوهرها ومقصدها تنافى اسس الديمقراطية وتداول السلطة وتفتح الباب الى الزعيم الخالد ليمارس سطوته ويدير الدولة كمن يدير مزرعة دون الاحساس بان احداً ما سينزعها عنه سوى الموت.
من الغابون الى يوغندا الى نيجيريا الى تشاد الى ناميبيا وغيرها من البلدان التى مددت او التى فى طريقها الى تمديد الدستور نزولا الى رغبة القائد فى استكمال مسيرة النهضة والبناء والحرية، القائد الذى كرس حياته كلها للحكم وبالتالى يستحق من شعبه التصويت لصالحه كأقل رد الى تضحياته ، والشعوب على دين حكامها لاسيما الخالدون منهم ، تصوت للتمديد ولاعادة التنصيب ، ولم تقل (كفاية ) الا فى ملاوى وزامبيا التى اجهضت فيهما مشاريع الولاية الثالثة.
لو انك وزعت على قمة للرؤساء الافارقة بكامل حضورهم ، ورقة تحتوى سؤالاً واحداً هل تريد ولاية ثالثة او رابعة، وقلت لهم ان ذلك الاستقصاء سرى وليس بالضرورة ان تظهروا اسماءكم ، لأجاب الجميع بنعم وربما اضاف غير المسلمين و(خامسة)، إلا تابو امبيكى تليمذ نيلسون مانديلا النجيب ورئيس جنوب افريقيا الحالى الذى قال : بحلول العام 2009 اكون قد خدمت فى موقع الرئيس لمدة 15 عاما ، اعتقد انها فترة طويلة جدا!

Thursday, February 23, 2006

حول جولة رايس فى المنطقة !


مثلما استهلت حركة حماس جولتها العربية والدولية لحشد الدعم عقب فوزها فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية من القاهرة،استهلت كذلك وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس جولتها الرامية الى تضييق الخناق على حماس من القاهرة،لدور مصر المحورى فى الشرق الاوسط ورغم ان وفد حماس غادر القاهرة غانما ، فان عدم الارتياح كان باديا على وجه رايس وهى تغادر القاهرة ، ومصدر انزعاج السيدة رايس هو خيبتها فى حليفتها الودود التى كثيراً ما وصفتها امريكا بالصديق الوفى وعلقت عليها آمالاً عراضاً فى تمرير كل ما تود فعله او قوله للشرق الاوسط ومن هنا جاء اختيار القاهرة كمستهل لجولة رايس.
تعثرت خطى رايس فى القاهرة امام عدة عقبات، فشكواها من اعتقال المعارض ايمن نور لم ترق لحليفتها التى اعتبرته تدخلا فى شؤونها الداخلية، فانتقلت رايس الى الاهم وقالت بلغة مباشرة وثقة فى الاستجابة : اقطعوا الدعم عن الحكومة الفلسطينية التى ستشكلها حركة حماس، فكان الرد المصرى الرافض الذى حاول وزير الخارجية ابوالغيط ترجمته الى لغة دبلوماسية بالتشديد على ضرورة منح حركة حماس الفرصة، معربا عن ثقته في أن حماس سوف تتطور، وعلينا الا نسارع بإصدار أحكام مسبقة بشأنها أو بشأن الأمر ككل،فعلى الرغم من اتفاق أبوالغيط مع رايس على ضرورة التزام الحركة بقبول التسوية السلمية مع إسرائيل استنادا إلى حل قائم على دولتين، غير أنه لم يدعم موقف الولايات المتحدة من وقف الدعم المالي.
ابو الغيط حاول تخفيف الرفض المصرى بالاتكاء على الصداقة مع الجانب الامريكى التى تخول له ان يقول رأيه بكل صراحة على حد تعبيره، وهو ذات الاتجاه الذى ذهبت اليه رايس عندما قالت إننا حين نتحدث مع مصر فيما يتعلق بموضوع التغيير والتطوير والإصلاح فإننا نتحدث كأصدقاء ولسنا كقضاة.
رايس غادرت القاهرة الى الرياض وربما غاردتها الى ابوظبى فى سباق مواز لمسعى حماس فى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ، وزيارة رايس المشغولة باكثر من ملف متفجر فى العالم الى المنطقة يعنى ان امر فوز حماس لا يشغل الداخل الفلسطينى والخارج الاسرائيلى وحسب ، بل شكل هزة قوية لبرنامج امريكا فى الشرق الاوسط الذى كانت تنادى فيه بالاصلاح السياسى والديمقراطى فكان اول اختبار لجدية امريكا فى بسط الديمقراطية فى المنطقة هو فوز حماس فى واحدة من اكثر الانتخابات نزاهة وشفافية فى المنطقة ،ذلك الفوز الذى تسعى رايس فى جولتها الراهنة الى عرقلته بطريقة غير ديمقراطية لا تقدم عليها ولا تبررها سوى امريكا .

Tuesday, February 21, 2006

الانتخابات اليوغندية تصفية حسابات أم صراع اجندات ؟


هل يواصل (بص) موسفينى رحلته نحو فترة رئاسية ثالثة ام يكون لدى منافسه كيزا (مفتاح ) الحل والتغيير الاجابة هلى هذا السؤال يحددها الناخبون اليوغنديون عندما يختارون بين رمزى (البص) و(المفتاح) فى اول انتخابات حزبية تعددية تشهدها كمبالا منذ نحو اكثر من عقدين حيث تجرى فى الثالث والعشرين من فبراير الجارى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، وتكتسب اهميتها من اجواء المعارك التى اثارت غبارها الحملات الانتخابية السابقة لها ، ومن شخوصها الرئيس يورى موسفينى الساعى الى اضافة ست سنوات اخرى لسنى حكمه التى تجاوزت العشرين بايام قليلة ، ومنافسة الشرس الدكتور كيزا بسيقى الذى يتمتع باصرار اسطورى فى دخول حلبة التنافس للمرة الثانية بعد ان خسرامام موسفينى فى العام 2001 الانتخابات بحصوله فقط على (27%) من الاصوات مقابل (70%) للرئيس موسفينى ، ولم يكن الطريق الى الانتخابات ممهدا امام كيزا الذى تقلب فى جمر المنافى والمعتقلات والمحاكم ،فاضافت مسيرته الدرامية بمحطاتها المثيرة من اعتقالات وتظاهرات وجدل امام المحاكم وعلى صفحات الصحف بعدا جاذبا لوسائل الاعلام لتغطية هذه الانتخابات التى تعطيها القضايا التى يزايد كل فريق عليها السخونة المطلوبة ، فالمعارضة تشهر فى وجه موسفينى لائحة طويلة من الوعود المؤجلة التحقيق منذ العام 1986 وتنطلق المعارضة فى هجومها على موسفينى من تشبثه السافر بالسلطة وفشله الذريع فى استئصال الفساد ، وخيبته فى انهاء الصراع فى شمال البلاد مع جيش الرب ، وتجمع اطياف المعارضة على ان موسفينى لم يقدم الا النذر اليسير فى محاربة الفقر.فى المقابل بنى موسفينى حملته الانتخابية على ما اسماه انجازات منظورة فى مجالات الرعاية الصحية والتعليم ومحاربة الفقر والاقتصاد والبنى التحتية.
سيقرر اكثر من عشرة ملايين ناخب على مدى عشر ساعات من خلال عشرين الف مركز اقتراع ، ليس هوية الرئيس القادم فقط بل ملامح مرحلة كاملة يتطلع اليها اليوغنديون ، فاما ان يواصل موسفينى وحزبه (حركة المقاومة الوطنية ) حكم يوغندا منذ 1986، او ينتصر دعاة التغيير فيحملوا حزب (منبر التغيير الديمقراطى ) بزعامة كيزا ، وإحتمال ضعيف ان تصل اول إمراة الى سدة الحكم هى ارملة الرئيس الاسبق ابوتى ، والمعركة الانتخابية الراهنة تبدو فى مجملها معركة بين خصمين لدودين هما موسفينى وكيزا ، فالثانى منذ ان فشل فى انتخابات 2001 ظل يشن هجوما شنيعا على موسفينى خلال فترة منفاه الاختيارى التى امتدت لاربعة اعوام بين امريكا وجنوب افريقيا ، وعندما عاد فى نوفمبر الماضى عقد فور وصوله لمطار عنتبى مؤتمرا صحافيا كال فيه جميع انواع الانتقادات لموسفينى ، فلم يستطيع موسفينى عليه صبرا فاودعه السجن بعد اقل من اسبوعين من عودته وظل حتى الاسبوع الماضى يواجه تهمة امام المحكمة تتعلق بالارهاب والخيانة الوطنية والاغتصاب اعتبرها كيزا بدافع سياسى وللنيل منه كأهم منافس لموسفينى ، وكان موسفينى يواصل حملته الانتخابية متنقلا بين الارياف اليوغندية بينما كيزا اما معتقلا او ماثلا امام المحكمة ويقول موسفينى ان كيزا لن يفوز عليه وهو لايشكل اى تهديد بالنسبة له ، ويتسم كيزا العقيد السابق فى الجيش وابن ضابط الشرطة المتحدر من غرب يوغندا بصرامة والصبر من اجل تحقيق هدفه السياسى ، وقد كان صديقا مقربا الى موسفينى وعضوا فى الحركة الشعبية اليوغندية بزعامة موسفينى ، وعند تخرجه فى كلية الطب عام 1975 من جامعة ماكررى عمل الطبيب الخاص لموسفينى منتقلا معه فى الادغال ايام العمل العسكرى، وعندما تسلم موسفينى السلطة عينه وزيردولة بوزارة الداخلية وهو لم يبلغ بعد الثلاثين من عمره ، لكن المسافات بين موسفينى وكيزا بدأت فى التباعد كلما صعد نجم كيزا جماهيرا على حساب موسفينى ، فبدأ الفتور يدب فى العلاقة مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينان ثم جاءت المفاصلة قبيل انتخابات 2001 عندما وصف كيزا علنا الحركة الحاكمة بعدم الديمقراطية والنزاهة وبالفساد، ثم انسلخ عن موسفينى وخاض الانتخابات ضده كمرشح مستقل ، وبعكس موسفينى الذى يتكىء على تاريخ حزبه النضالى الطويل ، فان كاريزما كيزا الشخصية وليس حزبه منبر التغيير الديمقراطى هى ما يعول عليها فى حسم التنافس لصالحه ،والمعركة بين موسفينى وكيزا انتقلت الى زوجاتهم جانيت موسفينى المرشحه لعضوية المجلس المحلى في روهاما، غرب يوغندا، وبيانيما بسيقى القيادية بمنبر التغيير الديمقراطى عندما تبادلن التهديدات علنا بكشف المستور، و بيانيما بسيقى التى كانت مقربة وزوجها فى يوم ما من موسفينى هددت بكشف بمخالفات مالية تتعلق بالانتخابات السابقة ، وتسربت رسالة الى صحيفة (نيوفيشن) الحكومية ونشرتها فى الرابع عشر من يناير الماضى الرسالة من قياديين فى المنبر هما جاك سابيتي وويني بيانيما يطلبان فيها من رئيس المحكمة العليا بنجامن أودوكي فتح تحقيق حول رشوى قدمها البرلمان الذى تسيطر عليه الحكومة إلى قاضيين كبيرين للتأثير عليهم للحكم ضدّ بسيقى وبلغت (600) مليون شلن وهى مايعادل (331) الف دولار، وعندما طالبت السيدة جانيت موسفينى من المعارضة الكف عن توجيه الاهانات لزوجها ردت عليها بيانيما بسيقى بالقول ان السياسة كالمطبخ اذ كنت لا تحتملين حرارة المواقد عليك الخروج من المطبخ .
واصابت الحملات الانتخابية بين ابرز مرشحين العديد من اليوغنديين الوطنيين بخيبة امل، فالصراع بين شخصين ، ولم يقدم اى من الحزبين والمرشحين برنامجا سياسيا يخلص يوغندا من تراجع النموالاقتصادى ومن تفاقم المشاكل الامنية فى الشمال ومن تحسن علاقاتها الاقليمية ، يقول جون مايجا، الناطق بلسان الحزب الديمقراطي :انه شىء مؤسف ، فالحملات يفترض ان تكون حول القضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية،ولكن التبادل المستمر للاتهامات بين المنافسين البارزين يشير الى ان التنافس شخصى وليس حول القضايا.
وبعيدا عن الهجوم والهجوم المضاد حول المسائل الشخصية تناولت حملة المعارضة انتقادات موضوعية الى فترة الرئيس موسفينى لاسيما حول موضوع الفساد الذى ضرب مفاصل مهمة فى الدولة فالضباط والجنود الذين ارسلهم موسفينى الى الكنغو عادوا بفضائح مالية كبري تتعلق بالاتجار فى الماس ، كما ان تهما بدفع رشاوى لنواب فى البلمان لإقرار تعديلات فى الدستور تسمح لموسفينى بالترشح لفترة ثالثة ، وكان الصندوق العالمى لمحاربة الايدز والسل والملاريا قد قطع معوناته عن يوغندا بتهمة سوء تصريف الموارد ، ولكن معسكر مؤيدى موسفينى له من الانجازات ما يمكنه من المساومة بها فى سوق اصوات الناخبين ، فموسفينى هو محرر الاقتصاد اليوغندى وهو الذى دعا المستثمرين الاسيويين للعودة بعد ان طردهم سلفه عيدى امين ، كما ان موسفينى واحد من القادة الافارقة القلائل المشهود لهم دوليا بالعمل لخفض معدلات الاصابة بالايدز وسط مواطنيه.
يخوض الانتخابات كذلك ثلاث مرشحين بحظوظ ضئيلة فى الفوز وهم ارملة الرئيس الاسبق ملتون ابوتى ماريا ابوتى التى تتزعم حزب مؤتمر شعب يوغندا، وهى تحاول استثمار التعاطف الشعبى الذى تجسد فى جنازة زوجها نهاية العام الماضى وهو مؤسس الدولة اليوغندية ، كما انها اول امرأة تترشح للرئاسة وهو ما يجذب لها اصوات النساء ، ورغم انها (كمبالية) فان اصوات اقليم بوجاندا معقل حزبها وزوجها يكمن ان تنافس عليها ، والملاحظ ان اغلب المرشحين ينحدورن من اقليم بوجاندا ، وماريا البالغة من العمر سبعين عاما عملت بالسفارة اليوغندية فى واشنطون قبل ان يتزوجها ابوتى ، ولا تمتلك تجارب سياسية فزعامة الحزب ورثتها بعد رحيل زوجها العام الماضى ، اما المرشح الثانى فهو جون سيبانا كيزيتو زعيم الحزب الديمقراطى وهو يبلغ الحادى والسبعين من عمره وحسب الدستور اليوغندى فان جون وكذلك ماريا ابوتى لا يحق لهما الترشح فى الانتخابات القادمة فى حال عدم فوزهما هذه المرة فالدستور يضع سن الـ(75) كسقف نهائي لمن يريد الترشح للرئاسة ، ويتطلع جون خريج كلية الإقتصاد في جامعة أوريغون، بالولايات المتحدة الأمريكية ورئيس بلدية كمبالا السابق الى الرئاسة رغم الانتقادات التى توجه الى حزبه بالتحيز العشائرى والدينى ، وهو صاحب تجربة سياسية مقارنة بماريا فقد عمل وزيرا للتعاون والبلديات فى حكومة موسفينى الثورية الاولى اواخر الثمانينات، وخدم فى المجموعة الاقتصادية لشرق افريقيا ، اما المرشح الثالث والمستقل عبد بوانيكا فهو اصغرهم سنا (38)عاما ، ويرى المراقبون انه اقل حظا لتذبذب مواقفه ، ففى انتخابات 1996 شن هجوما على موسفينى وفى انتخابات 2001 هاجم كيزا ، وبوانيكا خريج الطب البيطرى من جامعة مكررى يدير شركة استثمارية خاصة فى مجال الطب البيطرى وهو متدين وقسيس دائم الصلوات بكنائس كمبالا .
آخر استطلاع للرأى اجراه معهد (استيدمان غروب) ومقره نيروبى لصالح صحيفة (مونتور) اليوغندية ونشرته فى الثامن عشر من فبراير الجارى اعطى الاستطلاع الرئيس موسفينى (47%) من الاصوات بينما حصل الدكتوركيزا بسيقى على (36%)،وحلت ماريا ابوتى ثالثة بـ(4%) و جون سيبانا حصل على (3%)، واحد فى المئة للمرشح المستقل عبد بوانيكا ، وكان استقصاء سابق اجرى فى مطلع ديسمبر المنصرم اعطى موسفينى ذات النسبة ومنح كيزا (32%)، ولكن برغم ان نتائج الاستطلاعين اعطت موسيفنى الصادرة ، الا انها لم تعطه الرئاسة التى بحسب الدستور اليوغندى لا يكمن الوصول اليها الا بعد الحصول على (50%) من اصوات الناخبين.
التجارب الانتخابية السابقة سواء فى يوغندا او غيرها من البلدان الافريقية المشابهة جعلت الرقابة الدولية عليها شرطا سابقا للقبول بنتائجها دون او مع الاحتجاج بعدم نزاهتها ، ويراقب هذه الانتخابات حوالى (400) مراقب اجنبى ،من الاتحاد الاوربى والكومنولث والاتحاد الافريقى ومجموعة شرق افريقيا ، فضلا عن (30) الف مراقب محلى من منظمات المجتمع المدنى ، منظمة هيومن رايتس ووتش الناشطة فى مجال الدفاع لاعن حقوق الانسان اصدرت فى الثالث عشر من فبراير تقريرا من مقرها بنيويورك طالبت فيه المراقبين بفتح اعينهم على الآخر ، واعتماد وسائل واساليب ناجعة للرقابة اللصيقة على العملية الانتخابية ، وقالت فى تقريرها انها تابعة الحملات الانتخابية ورصد الاجواء السابقة للانتخابات فخرجت منها بمخاوف كبيرة اخطرها حملات التخويف والتهديد للناخبين التى تمارسها الاجهزة الامنية ، كما شككت المنظمة فى نزاهة تمويل الحملات الانتخابية والتغطية الاعلامية لها بين المرشحين والاحزاب، وتتوقع لجنة الانتخابات ان تجرى العملية الانتخابية فى اجواء يظللها الامن والنزاهة وذلك من مسار الحملات الانتخابية التى مرت بسلام ما عدا احداث طفيفة ومتفرقة فى انحاء البلاد حسب بيان اللجنة ، بينما المشهد بزواية مراسل البى بى سى فى كمبالا ويل روس يبدو مغايرا لامانى اللجنة ، فهو يتوقع تصاعدا فى العنف اثناء عملية الاقتراع استنادا الى التصعيد والتحرش المتبادل بين انصار موسفينى وانصار كيزا ، لاسيما وان اثنين من انصار كيزا سقطا برصاص اطلقه مجهول عليهما امام المحكمة الدستورية لحظة احتفائهم بقرار المحكمة تأجيل النظر فى بعض القضايا العالقة ضد كيزا الى مابعد الانتخابات .

Saturday, February 18, 2006

الموت جوعا لحكومة حماس !

طلب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، امس من حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة، وبذلك تدخل حركة حماس عهدا جديدا تنتقل فيه من صفوف المقاومة بالسلاح الى ساحة السياسية التى لا تقتضى من حماس تبديل ادواتها ولكن ليس بالضرورة تبديل جدلها، وطلب ابو مازن من حماس تشكيل الحكومة المقبلة وانعقاد اولى جلسات المجلس التشريعى الفلسطينى الذي تهيمن عليه اغلبية حماس البرلمانية يجعلان من وصول حماس الى السلطة امر واقع على الخائفين والمشفقين والمتحمسين تقبله ، ونظراً فى ماذا يمكن ان تفعل حماس داخل السلطة بدلا عن اسداء النصائح وارسال شارات التهديد ان اعملى كذا وانتهى عن كذا وكذا ، كما جرى خلال الفترة من اعلان نتائج الانتخابات نهاية يناير الماضى وحتى امس ، حيث تبرع الجميع بالهمس فى آذان قادة حماس او الجهر امام وسائل الاعلام ، وتعاظمت مصفوفة الممنوعات التى طرحها المهددون والمشفقون امام طاولة الحركة ، بينما لا احد يجروء على ان يقول لاسرائيل عليك فعل كذا وكذا فى مواجهة الواقع الفلسطينى الجديد .
ومع دخول حماس الفعلى الى دائرة السلطة ارتفعت وتيرة التهديدات من تصريحات فى الاعلام الى افعال تهدف الى تجويع الحكومة الفلسطينية الجديدة التى تقودها حماس ، وذلك عندما طالبت الولايات المتحدة باسترداد مبلغ (50) مليون دولار كانت قد قدمتها كمعونة للسلطة الفلسطينية قبل فوز حماس الكاسح فى الانتخابات الاخيرة ، وقالت الخارجية الامريكية ان السلطة وافقت على رد المبلغ ، ولم تتوقف امريكا عند هذا الحد من التناقض فى المواقف تجاه ما تسميه الاصطلاح السياسى والديمقراطى فى منطقة الشرق الاوسط بل اعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس
زيارة كلا من السعودية ومصر والإمارات الأسبوع المقبل لمناقشة مجموعة من الموضوعات منها كيفية التعامل مع حماس، ولإقناع تلك الدول بعدم سد أي فراغ في التمويل.
على الدول العربية المدرجة فى برنامج زيارة رايس الهادفة الى قطع الماء والهواء عن حركة حماس لوأد تجربتها فى المهد ، وتلك التى تلقت اتصالات من امريكا بعدم سد فراغ التمويل ، عليها ان تتخذ قرار التمويل او عدمه من منطلقات وطنية واقليمية ، وان لا تكون مواقفها ترجمة للتهديدات والاملاءات الامريكية، لان اختيار حماس شأن فلسطينى كما كان اختيار فتح، ومن ابجديات الديمقراطية والتحضر ، احترام خيارات الشعوب الحرة والنزيهة ، كون برنامج حماس السياسى لا يروق لامريكا او يتصادم مع مصالحها ، هذا لا يعنى اصطفاف المنطقة فى معسكر هدفه عرقلة خيار الشعب الفلسطينى ، كما ان التمويل بالنسبة لنا نحن العرب والاثرياء منا على وجه اخص واجب تجاه الدولة الفلسطينية حتى تستطيع تسير دولاب عملها وتحقق تطلعات شعبها فى السلام والحرية والكرامة الانسانية التى ينشدها .

Thursday, February 16, 2006

عم الفساد البر والبحر الكينى

القاسم المشترك بين احاديث الكينيين هذه الايام هو الفساد ، فساد الحكومة ومؤسساتها وكبار التنفيذيين فيها ، فما اشتجر اثنان فى ازقة (ماسايا ماركت) إلا وكان شيطان الفساد ثالثهما ولا تناغى عاشقان فى عيد الحب تحت ظلال (اوهورو بارك) الوارفة الخضرة الا وكان الحديث عن الفساد حاضراً، وحكومة كيباكى الراهنة التى جاءت حربا على الفساد العام 2002 صار الفساد اليوم حربا على وجودها ، وباتت تعد ايامها فثمة قناعة تمشى فى شوارع نيروبى تؤكد ان كيباكى لن يفوز فى الانتخابات القادة فى 2007 ، هذا اذا لم يطمر طوفان الفساد حكومته قبيل اوانها.
وقد بدأ طوفان الفساد يجرف من حكومة كيباكى اكثر المتهمين بالفساد لاسيما فى الملف الذى طفحت رائحته اخيرا، او مايعرف بفضيحة (انغلوليسينج) الشركة الوهمية التى ابتلعت نحو 200 مليون دولار من الخزانة العامة مقابل خدمات منها اصدار جوازات سفر غير قابلة للتزوير ومعامل جنائية، فضيحة (انغلو ليسينج) هى الاكبر فى كينيا منذ (عملية جولدنبرج) في التسعينات وتقدر بنحو مليار دولار.
فضيحة (انغلوليسينج) انطوت على فضيحة اخرى اذا اشار جون جيثونجو الرئيس السابق لادارة مكافحة الفساد الى انه اطلع الرئيس كيباكى قبيل استقالته العام الماضى على هذه الفضيحة وعلى المتورطين فيها من وزرائه ، ولكن كيباكى المشغول بمعركة الدستور غض الطرف عن كلام ونصيحة جيثونجو الذى اضطر اخيرا الى تسريب ذلك الى الاعلام فى نوفمبر الماضى لتقوم وسائل الاعلام بحملة تطالب فيها بمثول كل من ورد اسمه فى وثائق جيثونجو الخطيرة .
امس الاول وتحت ضغط الشارع والصحافة قبل كيباكى استقالة وزيرى التعليم والطاقة ليلتحقا بوزير المالية الذى قدم استقالته فى الاول من فبراير، وقال كيباكى انه قبل استقاله هؤلاء ليفتح الباب امام التحقيق.
السفير البريطاني في كينيا عبر عن قلقه أخيرا ان الفساد في كينيا يعيق التقدم الاقتصادي وان الحكومة الكينية اشتركت بصفقات فساد بلغت 192 مليون دولار.
اولى الضربات التى تلقها الشعب الكينى من تفاقم سجل الفساد فى حكومة كيباكى هو قرار البنك الدولى حجب خمسة قروض بقيمة 250 مليون دولار عن كينيا بعد فضيحة (انغلوليسينج).
روائح الفساد الكريهة شوهت صورة كينيا امام المانحين والمستثمرين والفساد فى كينيا يشمل المستويات كافة والخطر ان يتحول الى سلوك عام وعادة يومية يمارسها المواطن دون ادنى احساس بالذنب، وهذا ما تنذر به نتائج دراسة أجرتها منظمة الشفافية الدولية نشرت مطلع فبراير الجارى وخلصت الى أن الشرطة الكينية أكثر مؤسسة ينتشر فيها الفساد .
على حكومة كيباكى مواجهة طوفان الفساد هذا بحزم فهى لا شك ذاهبة ولكن سمعة كينيا وسمعة افريقيا هى الاهم ، فالفساد فى الاصل يمارسه اشخاص ولكن الحماية لهم تأتى من حكومة كيباكى التى انتخبها الشعب الكينى على اساس برنامج سياسى تمحور على محاربة الفساد ،المعركة الآن بين الفساد وكيباكى ترى من يقضى على الآخر ؟!

Tuesday, February 14, 2006

الحريرى الغائب الحاضر !

تشهد اليوم ساحة الشهداء فى وسط بيروت احياء الذكرى الاولى لإستشهاد رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الاسبق الذى اغتيل فى مثل هذا اليوم من العام 2005 ، فى حادثة اشعلت فتيل الفتنة وادخلت لبنان فى نفق مظلم وهزت كل ثوابت الوشائج الاقليمية ، عام مضى على رحيل الحريرى لم تسبر اغوار الحقيقة بعد ، ربما نحتاج الى سنوات وسنوات حتى تنجلى الحقيقة كاملة امام اعيننا ، ولكن الجميع غرق الآن فى دوامة البحث عن اوإخفاء الحقيقة ، ومسيرة البحث عن الحقيقة تعتورها لهفة التواقين الى كشفها وحرص الساعين الى طمرها ، وبين هؤلاء واولئك تنسرب المنطقة الى مجاهل من عدم الاستقرار السياسى والفوضى الامنية فعملية اغتيال الحريرى تناسلت الى سلسلة اغتيالات طالت الصحفيين قصير وتوينى وآخرين ، واعادت تشكيل الخارطة السياسية فى لبنان وسوريا على نحو يشى بنسف جسور العلاقة بين البلدين الجارين .
النار التى اشتعلت باغتيال الحريرى وظلت تلتهم علاقة الجوار السورى البنانى صب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط زيتا كثيفا عشية التحضير للاحتفال بالذكرى الحزينة عندما كشف للمرة الاولى ان وجود خريطة للجيش اللبناني يعود تاريخها الى العام 1962 تظهر ان مزارع شبعا هي خارج الحدود اللبنانية. مما يسمح لقوة مسلحة بالسيطرة على الجنوب واستخدامه عبر الحلف اللبناني السوري الايراني الى أفق غير محدد.
عام من غياب رفيق الحريرى الحاضر الغائب فى كل حركات وسكنات الفعل السياسى اللبنانى خلال عام الرمادة والحزن الكبير ، وعام والسؤال الأول الذى طرح قبل ان تجف دماء الحريرى لا يزال بلا اجابة من فعل ذلك ولمصلحة من؟!
دخلت الامم المتحدة وتدخلت امريكا وفرنسا من باب التحقيق والكشف عن الحقيقة فى ظاهر المهمة اما باطنها فهو الاصطياد فى المياه الاقليمية المعتكر صفوها بفعل تضارب الاجندات الدولية رغم ان الكشف عن قاتل الحريرى ودوافعه مهمة نبيلة ومنتظرة من الجميع فى المنطقة إلا ان الانكباب الدولى على هذا الملف بالذات يفتح ابواب الريبة على مصاريعها ، بالنظر الى التكاسل الدولى تجاه نبش ملابسات رحيل الزعيم ياسر عرفات.
فى ذكرى رحيل رجل لبنان الكبير، على اللبنانيين ان يقفوا مع انفسهم بعد ان هدأت الى حد ما المشاعر التى صدمت بحجم الفجيعة الفاجعة ، وان يتأملوا فى كيفية اعادة ترميم التصدعات التى خلفتها التداعيات الامنية والقانونية والسياسية على مجمل الحياة ، حيث ذهب البعض فى غمرة الغضب الحارق الى المناداة بانتزاع لبنان من نهر العروبة والاتكاءة الى الجذور الفينيقية لبعض اللبنانيين كعنوان لهويتهم المستقبلية ، وفى ذلك التوجه الفج اساءة الى الشهيد الحريرى الذى يرى هؤلاء جهلا انهم يثأرون له، فهو كان عروبيا ومن واشد المدافعين عنها.

Saturday, February 11, 2006

السل فى شرق افريقيا !

بات العالم فى يقين ان الايدز هو الداء الذى لا دواء له، فحصر جهوده فى كيفية تفادى الاصابة بفايرس (اتش اى فى ) المسبب للمرض، ولكن يصبح من العار ان نفقد سنويا مليونى شخص بسبب داء يمكن علاجه ، الا وهو السل .

وبما ان افريقيا دوما الحاضن لهذه الاوبئة والاكثر احتراقا بها فانها تفقد يوميا (1500) من ابنائها ، بالسل ولك ان تتخيل كم تبقى عندما يلتهم تنين الايدز والملاريا ما تبقى من سكان افريقيا ، ولا تنسى انه فى افريقيا من لم يمت بالمرض مات بالمجاعة والحروب الاهلية .

يلتئم الآن فى مدينة ممبسا الساحلية الكينية مؤتمر وزراء الصحة فى شرق ووسط وجنوب افريقيا ، لدراسة سبل تعزيز مدى الالتزام بتلقى المرضى الجرعات فى مواعيدها درءا لعودة المرض، لان علاج السل برغم انه ممكن فهو معقد ومكلف جدا ، إذ يستمر تلقى الجرعات على مدى ثمانية اشهر وعلى المريض متابعة ذلك فى حال حدوث خلل فى اية مرحلة يعنى ذلك العودة الى بداية المأساة ممثل منظمة الصحة العالمية شدد على ضرورة ان تتبنى وزارات الصحة استراتيجيات تعزز العلاج تحت الإشراف المباشر (DOTS)لمرض السل..

اجتماع ممبسا الراهن والذى يتناول كذلك الايدز،لان السل يطلق عليه المرض الانتهازى لارتباطه بالايدز ، سبقه اجتماع مابوتو فى اغسطس من العام الماضى والذى انتهى باعلان حالة الطوراىء فى الاقليم ضد مرض السل، الا ان تحركا والتزاما افريقيا قويا لمحاربة هذا الداء لا يزال مطلوبا.

الحلقة الاضعف فى ملحمة النوايا الحسنة للقضاء على هذا الداء هى التمويل ، والدول المانحة تعطيك باليمين وتحت ضوء الاعلام الساطع وتأخذ ما أعطتك بالشمال فى هدوء بعيدا عن ضجيج الكاميرات ، والقصة بفصولها المأساوية روتها وزيرة الصحة الكينية امس امام مؤتمر ممبسا ، عندما قالت ان البلدان الافريقية تلقت 69 بليون دولار كمساعدات تنموية ، لم تستفد الا من 22 فقط اما الباقى فقد عاد الى اصحابه فى العالم الاول فى شكل انفاق على المعدات والاستشارات .

Sunday, February 05, 2006

فى بيتنا اسرائيلى

كثيرة هى الدراسات والتقارير التى اشارت الى التغلغل الاسرائيلى فى شرق افريقيا ، لأهمية المنطقة الاستراتيجية للكيان الاسرائيلى فهى من جهة جسر ومدخل مهم للقارة الافريقية، كما ان حلم الدولة الاسرائيلية الكبرى من النيل الى الفرات لا يمكن ان يتحقق الا عبر السيطرة على منابع نهر النيل فى شرق افريقيا، تاريخيا كانت يوغندا احدى الاوطان البديلة لليهود ، كثيرة هى الاسباب التى تجعل الاسرائيليين يتجهون الى شرق افريقيا ، وكثيرة التقاريرالصحافية والدراسات التى وثقت لذلك ولكن من رأى ليس كمن سمع او قرأ .
تزامن وجودى لايام قليلة فى نيروبى مع حادث انهيار بناية تجارية هزت الشارع والحكومة الكينية ، ووسط صيحات وصرخات الضحايا تحت انقاض البناية ، وهشاشة التجهيزات الكينية للتعامل مع مثل هذه الكوارث تسللت اسرائيل بقفازات انسانية ناعمة مدت يدها وخبراتها من اجل انقاذ ارواح الضحايا عندما ارسلت فى غضون عشر ساعات فقط من اعلان الحكومة الكينية نداء الاستغاثة فريقاً يتكون من ( 120) عسكرياً اسرائيلياً بآليات ثقيلة ومعدات حديثة وكلاب مدربة برغم ان فريقين امريكى وبريطانى لبيا ذات النداء الا ان الاسرائيليين هيمنو ا على الواجهة الاعلامية .
مهدت وسائل الاعلام الكينية لحضورهم بتكرار جملة واحدة وبصورة مقصودة ومملة وهى ان الاسرائيلين اصحاب خبرة فى هذا المجال لما ظلوا يتعرضون له من عمليات انتحارية من الفلسطينيين .
ونصبت كبرى محطات التلفزة الكينية (كى بى سى ) و(إن تى فى ) و(سيتيزن) كاميراتها فى مسرح الحدث ونقلت على الهواء مباشرة وصول الفريق الاسرائيلى والجهودالتى قام بها على مدى اربعة وعشرين ساعة متصلة وكان واضحا مدى الاستحسان الشعبى والامتنان لمجهودات الاسرائيليين ، والمشهد الذى نقلته هذه المحطات مجتمعة دون ان تتنبه لمدولاته البعيدة هو عندما عاد الرئيس الكينى كيباكى من الخرطوم منهيا مشاركته فى قمة الاتحاد الافريقى وتوجه من مطار كنياتا الدولى مباشرة لموقع الحدث كان فى استقباله الجنرال الاسرائيلى يتزاك قيرشون الذى اعطاه تقريرا عن الوضع بينما انزوى مفتش الشرطة الجنرال على حسين اول الحاضرين لموقع الحدث ، فاستحوذ الاسرائيلون بذلك على الامتنان الشعبى والرسمى .
فى مثل هذه الظروف الانسانية القاهرة لا احد يلوم الكينيين، لان اسرائيل استجابت لنداء الاستغاثة بسرعة وكفاءة وتركوا ذكريات حية فى نيروبى ،انبهر بقدراتهم الكينيون وطلبوا منهم تدريب فريق كينى يكون جاهزاً للتصدى لمثل هذه الكوارث.
هكذا تسللت اسرائيل الى قلوب الافارقة فى ثوب المنقذ وعبر البوابة الانسانية ، فهل نستطيع نحن وعبر ذات البوابة الولوج الى قلوب وعقول هؤلاء الذين لا يحملون عنا الا صورا شائهة؟!

Food for peace

addanou

During Oslo international donors conference, held in April 2005, donor countries pledged 4.5 billion US dollars to bolster peace and reconstruction in the war-plagued southern Sudan.
Very easy to make commitments before camera and press men but not easy to bring those commitments to the ground.
The Sudanese Minister of Finance, Al-Zubair Ahmed Al-Hassan, announced that a meeting would be held in Paris in next March to assess the fulfillment of the donors to their commitments declared at Oslo Donors’ Conference in April 2005.
The minister pointed out that the donors have extended 150 million dollars till the end of the year 2005, 100 million dollars out of which were given to south Sudan, while the other 50 million dollars were provided to the northern states
The Sudanese minister of foreign affaires lam akol said to alshaq alawsat arbic papers based in London that the donors link their commitment to improve the station in darfour .
That main no donation to peace in south until the end of crisis in darfour in the west are we in the way to anew food for peace policy by the international community
Two rebel movements in west, the Sudan Liberation Army (SLA) and the smaller Justice and Equality Movement (JEM), took up arms in early 2003 over what they see as marginalization by Khartoum.