Sunday, February 05, 2006

فى بيتنا اسرائيلى

كثيرة هى الدراسات والتقارير التى اشارت الى التغلغل الاسرائيلى فى شرق افريقيا ، لأهمية المنطقة الاستراتيجية للكيان الاسرائيلى فهى من جهة جسر ومدخل مهم للقارة الافريقية، كما ان حلم الدولة الاسرائيلية الكبرى من النيل الى الفرات لا يمكن ان يتحقق الا عبر السيطرة على منابع نهر النيل فى شرق افريقيا، تاريخيا كانت يوغندا احدى الاوطان البديلة لليهود ، كثيرة هى الاسباب التى تجعل الاسرائيليين يتجهون الى شرق افريقيا ، وكثيرة التقاريرالصحافية والدراسات التى وثقت لذلك ولكن من رأى ليس كمن سمع او قرأ .
تزامن وجودى لايام قليلة فى نيروبى مع حادث انهيار بناية تجارية هزت الشارع والحكومة الكينية ، ووسط صيحات وصرخات الضحايا تحت انقاض البناية ، وهشاشة التجهيزات الكينية للتعامل مع مثل هذه الكوارث تسللت اسرائيل بقفازات انسانية ناعمة مدت يدها وخبراتها من اجل انقاذ ارواح الضحايا عندما ارسلت فى غضون عشر ساعات فقط من اعلان الحكومة الكينية نداء الاستغاثة فريقاً يتكون من ( 120) عسكرياً اسرائيلياً بآليات ثقيلة ومعدات حديثة وكلاب مدربة برغم ان فريقين امريكى وبريطانى لبيا ذات النداء الا ان الاسرائيليين هيمنو ا على الواجهة الاعلامية .
مهدت وسائل الاعلام الكينية لحضورهم بتكرار جملة واحدة وبصورة مقصودة ومملة وهى ان الاسرائيلين اصحاب خبرة فى هذا المجال لما ظلوا يتعرضون له من عمليات انتحارية من الفلسطينيين .
ونصبت كبرى محطات التلفزة الكينية (كى بى سى ) و(إن تى فى ) و(سيتيزن) كاميراتها فى مسرح الحدث ونقلت على الهواء مباشرة وصول الفريق الاسرائيلى والجهودالتى قام بها على مدى اربعة وعشرين ساعة متصلة وكان واضحا مدى الاستحسان الشعبى والامتنان لمجهودات الاسرائيليين ، والمشهد الذى نقلته هذه المحطات مجتمعة دون ان تتنبه لمدولاته البعيدة هو عندما عاد الرئيس الكينى كيباكى من الخرطوم منهيا مشاركته فى قمة الاتحاد الافريقى وتوجه من مطار كنياتا الدولى مباشرة لموقع الحدث كان فى استقباله الجنرال الاسرائيلى يتزاك قيرشون الذى اعطاه تقريرا عن الوضع بينما انزوى مفتش الشرطة الجنرال على حسين اول الحاضرين لموقع الحدث ، فاستحوذ الاسرائيلون بذلك على الامتنان الشعبى والرسمى .
فى مثل هذه الظروف الانسانية القاهرة لا احد يلوم الكينيين، لان اسرائيل استجابت لنداء الاستغاثة بسرعة وكفاءة وتركوا ذكريات حية فى نيروبى ،انبهر بقدراتهم الكينيون وطلبوا منهم تدريب فريق كينى يكون جاهزاً للتصدى لمثل هذه الكوارث.
هكذا تسللت اسرائيل الى قلوب الافارقة فى ثوب المنقذ وعبر البوابة الانسانية ، فهل نستطيع نحن وعبر ذات البوابة الولوج الى قلوب وعقول هؤلاء الذين لا يحملون عنا الا صورا شائهة؟!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home