Tuesday, October 06, 2009

القمة الأفريقية.. هاجس النزاعات

تقرير: محمود الدنعوكرست قمة الاتحاد الافريقى الطارئة التى انهت اعمالها أمس بالعاصمة الليبية طرابلس لانشغال القذافى بقضايا القارة الافريقية، التى تعاظم الاهتمام بها فى ظل رئاسته الحالية للاتحاد الافريقى، وحشد القذافى اجندة القمة بعديد القضايا الساخنة فى القارة من قبيل ازمة دارفور ، وخفض حدة التوتر بين تشاد والسودان، والوضع الامنى والسياسى المتفاقم في الصومال وفي منطقة البحيرات العظمى، إلى جانب التطورات الأخيرة للازمات السياسية فى غينيا ومدغشقر، ولكنها انتهت الى ذات الخلاصات التى افضت اليها القمم السابقة. واعتمدت القمة فى ختام اعمالها مقترح العقيد القذافى بان يكون بند حل المنازعات بندا دائما على جدول اعمال قمم الاتحاد الافريقى،وخطة عمل خاصة بتسوية النزاعات فى القارة ، ما انتهت عليه القمة دون الطموح ولكن هذا لا يعنى ان عقد مثل هذه القمم عديم الجدوى، فهى على الاقل لفتت انتباه العالم الى ان هناك نزاعات فى القارة الافريقية وان زعماء القارة جادون فى مساعى ايجاد حلول لهذه النزاعات التى وضح بان اياد خارج القارة هى التى تدفع ابناء ودول القارة الى القتال المفضى الى الهلاك والتشرذم، وكان الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى قد قال، فى كلمته الافتتاحية للقمة، إن «إسرائيل وراء أية مشكلة في أفريقيا»، داعيا إلى «طرد السفارات الإسرائيلية من الدول الافريقية كونها تسعى إلى إثارة الفتن بحجة حماية الاقليات ولكنهم لهم اطماعهم في أفريقيا». المهم ان القادة الافارقة فى قمة طرابلس تعهدوا ببذل الجهود اللازمة لمعالجة الاسباب الجذرية للنزاعات بطريقة شاملة ومنهجية بما يتوافق مع سيادة القانون والديمقراطية عبر الانتخابات والحكم الرشيد ونزع السلاح وضبط الاسلحة وحسن الجوار واكد القادة مجددا رفضهم التام للتغييرات غير الدستورية للحكومات وتعهدوا بتعزيز تدابير الوقاية من هذه الظاهرة والاستجابة لها وجددوا على ضرورة قيام الاعضاء بتشجيع الحكم الرشيد وسيادة القانون خاصة فيما يتعلق باجراء اصلاحات دستورية.الملفات الشائكة التى فتحتها قمة طرابلس واقرت فيها بأن شوطا كبيرا قد قطع في سبيل تسوية النزاعات في افريقيا خاصة فى بورندى وجزر القمر والكونغو الديمقراطية وليبيريا وجنوب السودان، ولكن اغلبها رحل الى العام القادم الذى اعتمده القادة الأفارقة عاما للسلم والامن والتنمية فى القارة، وطلبوا من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي اعداد برنامج مفصل يحدد الخطوات التى يمكن اتخاذها من اجل تشجيع السلم والامن والاستقرار فى القارة، وتلك هى المسألة تشجيع السلم والامن فى افريقيا وبناء سياج يحمى القارة من مستقبل النزاعات. اما النزاعات الراهنة فان وقفها يتطلب تضافر الجهود الاقليمية والدولية فالاتحاد الافريقى لوحده لن يكون بمقدوره حل النزاع فى الصومال مثلا لان طبيعته اكثر تعقيدا ولم تتقدم سوى دولتين افريقيتن بانهما تلتزمان بتعزيز قوات الاتحاد الافريقى هناك لحفظ السلام (المنشود) بالصومال ولو وجدت عمليات تسوية النزاع بالصومال الاهتمام الدولى على النحو الذى يجرى الآن لمحاربة القرصنة لأمكن التوصل الى تسوية لهذا النزاع ، والاهتمام الدولى مطلوب كذلك فى حمل اطراف التسويات السلمية بالبحيرات العظمى على الالتزام بتطبيق تلك الاتفاقيات على الوجه الذى يسهم فى عودة الاستقرار الى المنطقة.القمة التى لم تتخذ اجراءات من شأنها انهاء الحروب التي تشهدها بشكل عاجل ومستدام حظيت بحضور افريقى ودولي مميز برغم غياب رؤساء جنوب افريقيا جاكوب زوما والسنغال عبدالله واد ونيجيريا اومارو يار ادوا واوغندا يوري موسفيني، حيث شهدت الجلسة الختامية انضمام رئيس فنزويلا هوغو الذى قال «ان افريقيا الموحدة هي افريقيا الحرة» وقدم الدعوة للقادة الافارقة لحضور القمة الافريقية الاميركية الجنوبية الثانية التى تعقد يومى 26 و27 الجارى بفنزويلا مما يفتح نافذة جديدة للتعاون الافريقى اللاتيني والدخول فى شراكات منتجة بين دول الجنوب. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2/9/2009م

0 Comments:

Post a Comment

<< Home