Wednesday, September 05, 2007

المسلمون والانتخابات الكينية

تتسم الانتخابات الكينية بحرارة التنافس واشتعال حرب التكتلات والتحالفات فالتجربة علمت الكثير من الاحزاب ان الدخول الى الحلبة كحزب منفرد لا يضمن لها مقاعد فى البرلمان او يمنح مرشحها حق الاقامة فى (الاستيت هاوس) او مقر الدولة بمساحاته الشاسعة والمعشوشبة كرمز مهم، فى دولة كثيرا ما يفاخر ابناؤها بنضوج التجربة الديمقراطية الانتخابية عندهم حيث تكاد تنعدم المقارنة بينهم ومحيطهم الافريقي.
شهدت كينيا فى الايام الماضية سجالات وجولات ديمقراطية، انتهت الى تحديد ثلاثة متسابقين اساسيين لسباق الرئاسة القادمة فى ديسمبر المقبل، حيث ينازل يواجه الرئيس مواي كيباكي منافسة شديدة من ريلا اودينغا عن (حركة اورانج" أو البرتقالة" الديمقراطية) وكالينزو مسيوكا عن (حركة اورانج الديمقراطية – كينيا)، واعطت آخر استطلاعات الرأى الرئيس كيباكي (45%) من الاصوات فى المركز الاول وريلا اودينغا ثانيا بـ(25%).
المعركة الانتخابية البرلمانية والرئاسية فى ديسمبر المقبل ستكون حامية الوطيس من واقع التحضير لها، والاستقطابات الحادة بين معسكر المعارضة والحكومة حيث قال اودينغا مخاطبا الآلاف من انصار حركة اورانج فى نيروبي عقب فوزه بمقعد الترشح للرئاسة عن الحركة ان"الانتخابات المقبلة ستكون معركة بين قوى الحفاظ على الوضع الراهن وقوى التغيير."
يشكل المسلمون في كينيا حوالى (35%) من جملة السكان اي ما يزيد على (8) ملايين مسلم،يعيش اغلبهم فى المدن الساحلية مثل باتا ولامو ومالندي وممبسة فضلا عن العاصمة نيروبي ، كغيرهم من السكان غشيتهم حمي ما قبل الانتخابات، ولكنهم سجلوا موقفا مشرفا عندما خرجت قيادات المجلس الاعلى لمسلمى كينياSUPKEM ومجلس الائمة والدعاة CIPK لتعلن للناس انها كأهم مرجعيات للمسلمين فى كينيا لا تتدخل فى خيارات الناخب المسلم ودعت الناس الى التصويت لمن تروق لهم برامجه دون ان تكون هناك وصايا على المسلمين وقال الشيخ محمد ادريس رئيس مجلس الائمة ان القضايا السياسية هي جزء من الحقوق الديمقراطية التي تمارس على الصعيد الفردي.
هذا الموقف المتقدم فى النظر الى القيم الديمقراطية والتمسك بها، يعبر عن البيئة التى يعيش فيها المسلم الكيني، وهى بيئة تؤمن بالتحول الديمقراطي وتنبذ العنف السياسي باشكاله كافة بالتالي ما مكان لمسلم ان يكون مناقضا لهذا الواقع.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home