Wednesday, July 25, 2007

الطفل اليان غونزاليس واطفال ليبيا!

من الطبيعي ان يستقبل الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف مواطنيه السته الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذي منح الجنسية البلغارية الشهر الماضي لدى وصولهم إلى العاصمة البلغارية صوفيا،بعيد الإفراج عنهم بموجب اتفاق ثنائي لتبادل المجرمين بين ليبيا وبلغاريا.
ومن غير الطبيعي ان يصدر الرئيس نفسه عفوا عن الممرضات والطبيب بمجرد وصولهم، وكأنه يكرمهم على ما ارتكبوه بحق اطفال ليبيا، بعد ادانتهم بحقن( 438) طفلا بفيروس نقص المناعة المكتسب مما أدى إلى وفاة (56 ) طفلا،وارتفع عدد المصابين إلى (460) بعد انتقال العدوى إلى عدد من الأمهات،رغم أن الاتفاق مع ليبيا يقضي بقضائهم محكوميتهم في السجون البلغارية وفى خطوة الرئيس بالعفو عنهم نقض لهذا الاتفاق.
القضية بملابساتها واجراءات المحاكمة الطويلة استقطبت تعاطفا دوليا منقطع النظير ليس مع الاطفال الابرياء كما يقول المنطق ولكن مع حاقني الاطفال بالايدز، واصبحت القضية من قضية جنائية امام المحاكم الليبية الى قضية سياسة دولية ومع الاسف حتى التسوية النهائية للقضية لم تخل من ظلال سياسية، وكشفت هذه القضية والاصطفاف الدولي مع الجناة ضد الضحايا من الاطفال الابرياء للمرة العاشرة ان ما يسمى بالمجتمع الدولي المتحضر يمارس ابشع صنوف التمييز بين انسان وانسان آخر فى النهوض للذود عن حقوقهم والتصدي لمن يعتدي عليهم، باعتبار ان حقوق الانسان فى اي مكان مقدسة يجب عدم انتهاكها غض الطرف عن جنس ولون وديانة المهدرة حقوقه وكرامته الانسانية ، ولكن من واقع ما نشاهده علي المسرح الدولي اليوم فان كل الشعارات النبيلة والالتزامات الصارمة بالدفاع عن حقوق الناس كافة لا اساس لها فى الواقع اليوم ، حيث اطفال العراق وفلسطين وليبيا اقل قيمة انسانية من اي طفل اوربي او امريكي تقوم الدنيا ولا تقعد لو احدهم خدش انسانيته ولو ببذيء اللفظ ناهيك عن الترويع والتجويع والتشريد والقتل الذي يمارس يوميا ضدهم دون ان يحرك العالم ساكنا وذات العالم النائم ينهض للدفاع عن قتلة ( 438) طفلاً ليبياً لا يستحقون نصف ما ابدته امريكا والعالم من تعاطف مع الطفل الكوبي إليان غونزاليس الذي اعادته امريكا العام 2000 الى كوبا رغم المظاهرات التي تطالب السلطات الأمريكية بعدم إعادته.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home