Monday, July 09, 2007

مشرف بين نارين !

المسافة التى تقف فيها باكستان برويز مشرف من تنظيم القاعدة وفرعه المحلي طالبان ومن واشنطون والغرب هي اساس الازمة الراهنة فى باكستان التى تهدد اول ماتهدد بقاء مشرف على سدة الحكم، ومشرف فى الواقع بين نارين الاقتراب من احداها يعني الحريق من الاخرى، فكلما اقترب من واشنطون عبر الانخراط النشيط فى حربها الكونية ضد الارهاب ثار ضده الاسلاميون، واذا تراخى فى حملته لكبح الاسلاميين ضغطت عليه واشنطون ليعود ناشطا فى الحرب على الارهاب او يواجه سيف العزلة الدولية المسلول فى وجه حكمه غير الديمقراطي.
وازمة مشرف فى تحديد المسافة المناسبة التى يقف فيها من نارين تسعيان لالتهام كرسي السلطة التى جاءها عبر فوهة البندقية وليس صناديق الاقتراع، وازمة المسجد الاحمر
الراهنة فى اسلام اباد تنزيل لهذا الصراع على ارض المواجهات وخيمة النتائج على المواطن الباكستاني الذي صار ضحية الصراعات الاقليمية والكونية التى تتخذ من بلاده مسرحا لها، وازمة المسجد الاحمر نقلت المعركة من تخوم باكستان على حدودها مع افغانستان الى قلب باكستان وعلى مقربة من مقر اقامة الرئيس مشرف الذى تعرض لمحاولة اغتيال ليست هى الاولي وفى نفس المكان تقريبا مما يضع اكثر من علامة استفهام حول مدى قدرة وتغلغل العناصر المناوئة لمشرف داخل دوائر قريبة من الرئيس.
الجولة الراهنة من المواجهة بين مشرف والاسلاميين بلغت حصيلتها الرسمية حتى امس الاحد 19 قتيلا بينهم جندي وبضعة مدنيين، فيما اكد عبد الرشيد غازي (قائد الناشطين المتحصنين في المسجد)من جهته ان 70 شخصا منهم 30 امرأة قد قتلوا في المسجد منذ اندلاع المواجهات يوم الثلاثاء.
الاخطر فى المواجهة الحالية ليس كثافة استخدام النار بل اعتمد طرفا الصراع النار اداة رئيسة لحسم المواجهة، واقسم كل من مشرف وغازي بالقتال حتى الموت وغابت تماما لغة الحوار، وفى غياب اية بادرة للعودة الى الحوار فان السيناريوهات المقبلة ستكون مدمرة والخاسر الوحيد الشعب الباكستاني المسكين.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home