Monday, June 18, 2007

فتح وحماس تفكيك للاسماء

فى عالم الصحافة يستهوي الصحافيون والقراء على حد سواء استخدام المختصرات للاسماء، لسلاسة استيعابها وفهمها، ونادرا ما يستخدمون وفى لغة الاخبار تحديدا الاشارة الى حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بعبارات من قبيل تصاعدت حدة العنف امس بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكني استخدمها هنا كاملة دون الاختصارات بمثابة دعوة لتفكيك هذه الاسماء، ومطابقتها لواقع الممارسة السياسية والنضالية لمنسوبي الحركتين، وهل بقي لهذه الاسماء من دالة على نبل المعاني التى انشأت هذه الحركات من اجلها، اي محاولة اليوم لاسقاط معاني التحرير الوطني او المقاومة الاسلامية على ارض العراك الحالي فى غزة ستكون النتيجة، ليست مخيبة للآمال وحسب، بل مسيئة ومشوهة لنضالات الشعب الفلسطيني الجسورة ضد الاحتلال الاسرائيلي ولا تزال،فاي تحرير ومن من؟ الذي تخوض معاركه حركة فتح الآن؟ واين الوطنية فى تقويض حكومة الوحدة الوطنية؟
وهل المقاومة الاسلامية تعني أعلان كتائب "عز الدين القسام" الجناح المسلّح لحركة "حماس" بأن غزة أصبحت "منطقة عسكرية مغلقة"، ليس امام الاسرائيليين وانما امام اخوتهم فى فتح من الفلسطينيين، حيث تدور فى شوراعها حرب الاخوة الاعداء،التى مع الاسف الشديد رصدت هيئة حقوقية فلسطينية استخدام طرقا جديدة في الاقتتال، حيث تم اعدام أشخاص بالرصاص بعد اختطافهم، وتم العثور على جثثهم وهم معصوبو العيون ومقيدي الايادي والارجل، كما تم رمي بعض المختطفين من على أسطح الابراج السكنية، يا إلهي كل هذه البشاعة تمارس تحت رايات التحرير الوطني والمقاومة الفلسطينية!
العراك بين الفلسطينيين وصل حد الجنون، وحار فيه المحللون والوسطاء والاطباء ، عشرات المبادرات وعشرات الاتفاقات لحقن الدم الفلسطيني وتماسك الصف الوطني فى مقابل عدو يتجهم الجميع، يبدو الان الاسعد بالتطورات الاخيرة، حيث لا يهمه ما اذا كان ماجري فى غزة انقلاب او مايحدث فى الضفة شرعية دستورية، ولكن المهم اضعاف الفلسطينين، و يبقي الحل فى العودة الى الشعارات المنصوصة فى الاسماء، حماس الى المقاومة وترك السياسة وفتح الى التحرير الوطني بالوسائل السلمية!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home