Monday, June 11, 2007

أرحموا الملائكة يرحمكم التاريخ

في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
في كل مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزقَـهُ الموت
الموتُ الموتُ الموتْ

»Œقبل خمسين عاما صاغت الشاعرة العراقية نازك الملائكة هذة الابيات من قصيدتها الاشهر (كوليرا) التى يؤرخ بها لبدايات الشعر الحر فى الوطن العربي، الصورة تكاد تنطق بالواقع فى العراق اليوم ، حيث الموت سيد المشاهد والرؤى، والاعلى من اصوات الشعراء وذؤابات نخيل العراق الباسق، الملائكة ترقد الآن وحيدة ومنسية فى مستشفي بالقاهرة، تماما كما يرقد العراق كله جسدا مسجى على مجرى دجلة والفرات فى انتظار من يلقنه الشهادة الاخيرة ، بينما القوم مختصمون حول صيغة الشهادة ، وكأن الشيعة والسنة ليسوا مسلمين لهم دين واحد ونبي واحد وقبلة واحدة، شاعرة العراق الاولى في القرن العشرين، تكابد آلام المرض فى صبر وصمت اسطوريين ، وكأنها تقول انا لست اقل من الشعب العراقي الذي يواجه الموت يوميا فى العراق، وهي التي قالت فى قصيدتها (انا)
والدهرُ يسألُ مَنْ أنا
أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ
من فتنةِ الأملِ الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمساً جديد

الملائكة تحتاج الآن دعوات الملايين من قراء شعرها بالوطن العربي ودعم الخيرين لتتجاوز هذه المحنة الصحية، ومن نكد الدهر عليها وعلى العراق ان يوجه الرئيس جلال طالباني ورئيس وزرائه نوري المالكي، بمتابعة حالتها الصحية، ارحموا الملائكة يا هؤلاء يرحمكم التاريخ !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home