Tuesday, June 05, 2007

حول جولة بليرالافريقية الاخيرة

زيارة الوداع التى يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى افريقيا هذا الاسبوع قبل اعلان استقالته فى نهاية يونيو القادم، لا يتوقع فيها بلير مشقة وعنتاً اللهم الا عنت السفر الى مجاهل افريقيا، فبلير الذى افسد الموضوع العراقي ختام مسيرته السياسية، وعجل برحيله مجللا بعار (تابع بوش) فى متاهة العراق، ينظر اليه فى افريقيا، بعين غير التي يرى بها فى الشرق الاوسط واوربا، فهنا فى القارة المنسية التى تكابد مخاطر الجوع والايدز وتتعافي ببطيء من جراحات الصراعات الداخلية وتعاني غياب الحكم الرشيد ، هنا يتموضع بلير فى الصف الاول من المتعاطفين مع القارة ولو باضعف الايمان، من خلال التعبير عن نوايا وخطط طموحه لردم الهوة بين القارة الافريقية العالم الاول بالقضاء على الفقر من خلال الغاء ديون القارة وتشجيع التنمية المستدامة مع ضرورة الحكم الرشيد.
و بلير هو من اقر بان العالم أجمع مسؤول عن سبل انتشال إفريقيا من الفقر،ويصف بول وليامز مؤلف (السياسة الاجنبية في ظل حزب العمال الجديد من 1997 حتى 2005) اداء بلير بالنسبة لافريقيا بـ''المتفاوت''، وهو ربما الوحيد الذي استخدم عبارات قاسية فى وصف اداء بلير بالمتفاوت ولم يستطع القول بانه ضعيف، ليس لان بلير كان ناشطا فى افريقيا ويوليها الاهتمام الذي تستحق ولكن بالنظر الى الاهتمام الدولي بقضايا مثل محاربة الفقر فى افريقيا نجد ان بلير هو الافضل ، ويكفي انه سعي بجد الى إنزال أفريقيا منزلة أولوية فى قمة الثمانية الكبار، وشكل لجنة إفريقيا بهدف مساعدة الدول الإفريقية في مكافحة الفقر عن طريق الشراكة مع الدول المتقدمة، فضلا عن تخصص( 50%) من موازنة وزارة التنمية الدولية لدول افريقيا جنوب الصحراء.
ويمكن ايجاز رؤية بلير حول افريقيا فى إقامة شراكة جديدة بين الغرب وافريقيا وتسوية الصراعات التى تمنع افقر قارات العالم من النمو، وهناك من يرى فى دافع بلير تلك محاولات للتقليل من عبء الاخطاء التاريخية والاخلاقية التى تتحملها بلاده كمستعمر سابق لمعظم بلدان القارة .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home