Monday, March 26, 2007

جولة رايس والقمة العربية

جولة رايس الراهنة فى المنطقة ونتائجها، تصلح دون أدنى مبالغة عنوانا عريضا للقمة العربية بالرياض هذا الاسبوع، وارتباط الزيارة بالقمة العربية لا يأتى فقط من جهة ان قضايا الامة العربية باتت تستورد الحلول من الخارج او تفرض عليها فى الغالب الحلول من الخارج، وحلولنا بانصافها وانصاف ارباعها هى دوماً من ماركة صنع فى واشنطن او نيويورك ولكن بمواصفات البيت الابيض فى واشنطن.
عموما ارتباط زيارة رايس بالقمة العربية كمهاد ومهندس غير مرئي لاجندتها يأتى من زاويتين مهمتين، الأولى التوقيت حيث تأتي الزيارة عشية حزم السادة الرؤساء والملوك والامراء العرب حقائبهم، ميممين وجههم شطر المسجد الحرام، ليس للصلاة وحدها، بل الى احياء سوق عكاظ للخطابة العربية، والأمر الثاني يتعلق بموضوع الزيارة الرئيس والقمة العربية فى آن معاً، محاولة دفع دماء الحياة فى شرايين المبادرة العربية، التى تراها رايس خطوة مفيدة.
رايس اجرت محادثات في أسوان يوم السبت مع وزراء خارجية أربع دول عربية ممن يطلق عليها دولاً صديقة للولايات المتحدة، فى اطار حملة علاقات عامة ودبلوماسية تقوم بها رايس ربما للرد على الانتقادات الموجهة لإدارة الرئيس الامريكي جورج بوش، لكونها تنقصها الرؤية والعزيمة للإسهام فى دفع عملية سلام الشرق الاوسط المتجمدة.
المبادرة العربية التي شكلت القاسم المشترك لاجندة زيارة رايس والقمة العربية، يعود تاريخ ظهورها الى قمة بيروت فى مارس من العام 2002 م، عندما اقترحتها السعودية وتبنتها القمة العربية بالاجماع ، وتنص على اقامة علاقات طبيعية بين اسرائيل والدول العربية مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها العام 1967 وايجاد حل لمشكلة اللاجئين، ووجدت المبادرة الرفض من اسرائيل، ولكن رايس تري انها يمكن ان تصبح اساساً متيناً للدبلوماسية النشطة المفضية الى اقامة دولتين جارتين فلسطينية واسرائيلية. ويبقى على رايس ان كانت مقتنعة ان في المبادرة العربية، مخرج لكسر جمود عملية السلام وانهاء حالة اللامبالاة الامريكية بقضية الشرق الاوسط الاقدم والاكثر تعقيدا، ان تضغط على اسرائيل لقبول المبادرة العربية اولاً، دون اسقاط لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وإلا فان جولاتها المتكررة والرباعيات الدولية والعربية لا تعدو اكثر من سياحة دبلوماسية.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home