Sunday, March 11, 2007

حول مؤتمر بغداد!

تحديات وآمال عراض رافقت انعقاد المؤتمر الاقليمي الدولي حول الوضع في العراق امس، لكنها تكسرت تحت وقع التفجيرات التى ضربت –حسب وكالة رويترز- المنطقة بين فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء ومبنى وزارة الخارجية حيث تجري وقائع المؤتمر، وفى مكان آخر داخل بغداد المدينة الاقل امنا فى العالم قتل ما لا يقل عن 20 مدنياً،وأصيب نحو 45 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة، وقع بحي (مدينة الصدر).
التفجيرات التى هزت مقر المؤتمر، لم تصب احدا بأذى، لكنها على غرار(العيار اللمايصيبش يدوش) بثت موجات من الرعب فى نفوس المؤتمرين، الذين جاءوا من جوار العراق ومن بلدان بعيدة كالصين وروسيا وفرنسا يحدوهم أمل فى وضع حد للفوضى الامنية والسياسية بالعراق، ولكنهم يجمع بعضهم ولاسيما دول الجوار قاسم الخوف المشترك من تطاير شرارة نار الفتنة الطائفية بالعراق الى الخارج، والكل يسعى الى ايجاد موازنة صعبة بين اطفاء النار وتجنب احراق ثيابه.رئيس الوزراء العراقى نور المالكى، فى خطابه، تجاهل عن عمد او خوف اسباب العنف فى العراق، وطلب من دول الجوار رفع يدها عن العراق، وفى ذلك اقرار ضمنى بتدخل دول الجوار فى الشأن العراقى، وهى ادانة للمالكى وحكومته التى يتباها بكونها منتخبة من الشعب العراقى وتمثل مصالحه بينما فى الواقع هى رهينة لقوى اقليمية ودولية، تصريح المالكى محاولة للهروب من مسؤولية الحكومة الراهنة فى توفير الامن للمواطنين بتوزيع الاتهامات لدول الجوار ، وغض الطرف عن الدور الامريكى الذى هو اساس ازمة العراق الراهنة، فواشنطون هى التى اوجدت الواقع المرير بالعراق، ويمكنها وحدها اعادة الاوضاع الى طبيعتها بسحب قواتها ووجودها غير الشرعى فى العراق، وليس فى حشد دول الاقليم والدول الكبرى لتتحمل معها اخطاءها فى المنطقة ، ومحاولة ايهام العالم ان الفشل فى العراق هو فشل المجتمع الدولى فى حين ان قرار تدمير العراق وايصاله الى هذا الدرك كان قرارا امريكيا صرفاً، ومؤتمر بغداد امس يخدم مصالح امريكا اكثر من العراق، فهى من جهة اخرى تريد فتح نافذة للحوار مع طهران ودمشق من بغداد.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home