Tuesday, January 30, 2007

بناء قدرات الاحزاب السودانية


نصت اتفاقية السلام الشاملة بين الحكومة والحركة الشعبية على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول العام 2009، وبما ان الاحزاب الكبرى فى البلاد تعيش منذ نهاية ثمانينات القرن الماضى فى حالة بيات شتوى فهى بحاجة الى اعادتها الى الحياة من جديد، ولكن من الذى يقوم بتلك المهمة فقدرات ومواردالاحزاب الذاتية عاجزة عن القيام بمهمة العودة الى الحياة وبعافية تمكنها من دخول ديربى الانتخابات على نحو لا يضمن فوزها فقط بل يضمن نجاح التجربة الانتخابية كثمرة من ثمرات الاتفاق ولبنة فى بناء متصل يحقق التحول الديمقراطى المنشود، ومن هنا جاء مشروع لتعزيز الاحزاب السودانية برعاية بريطانية ومشاركة من المعهد الدولى للديمقراطية وهيئة التنمية البريطانية وبمشاركة معهد الانتخابات فى جنوب افريقيا والمركز الكندى البرلمانى ووزارة التعاون الدولى فى السودان.
المشروع الذى انطلق بالفعل يحتاح من الاحزاب نفسها الى نظرة موضوعية فمثل هذه البرامج تنفذ فى الكثير من البلدان الخارجة للتو من الصراعات الدموية والراغبة فى استدامة السلام والاستقرار عبر ممارسة التداول السلمى والديمقراطى للسلطة، وبالتالى هذا لا يقدح فى عراقة احزابنا وبلوغها سن النضوج فى الممارسة ولكن قطع التجارب الحزبية مع كل انقلاب او ثورة عسكرية يجعل احزابنا السياسية بحاجة الى مثل هذه البرامج الاسعافية لاعادتها الى الحياة، وسعى الدكتور عبدالله حمدوك، مدير ادارة افريقيا والشرق الاوسط بالمعهد الدولى للديمقراطية وهو كفاءة سودانية يجدر الافتخار بها، الى التأكيد خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده امس مع السفير البريطانى بالخرطوم على ان لا احد يسعى الى تجاوز تراث الممارسة الحزبية فى السودان وانما تتجه الجهود الى الاستفادة من التجارب الشبيهة بالسودان كتجربة نيجيريا وباكستان اللتين شهدتا انقلابات عسكرية كثيرة وفى كل مرة تستعاد فيها الديمقراطية تنشأ احزاب جديدة ويحدث انقطاع فى تراكم التجارب والخبرات وهى تماثل احوال الاحزاب السياسية فى السودان .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home