Wednesday, January 17, 2007

التدخل الإثيوبى والكينى فى الصومال !

الوضع الراهن فى الصومال يفرض على جيرانه التفاعل مع تداعياته، ولكن هناك ثمة مصالح واستراتيجيات اقليمية متقاطعة مع اخرى دولية على ارض الصومال تحدد شكل ومدى تدخل جيران الصومال فى الازمة الراهنة، وقد دخلت إثيوبيا فعلاً بقواتها فى الصومال فى خطوة اثارت جدلاًواسعاً حول دوافعها هل تقوم بها اديس ابابا اصالة عن نفسها ام نيابةً عن الولايات المتحدة الامريكية التى رحبت بالتدخل الاثيوبيى عبر رسالة حملها السناتور سام برونباك عن الادارة الامريكية والشعب الامريكى لاديس ابابا – حسب صحيفة اثيوبيان هيرلد- حيا فيها حكومة ملس زيناوى على تدخلها فى الصومال لتحرير الشعب الصومالى من الجماعات الارهابية على حد وصف الرسالة.
هذه المباركة الامريكية للتدخل الاثيوبى تكشف حجم التواطؤ بينهما، ويبدو ان واشنطن لم تستوعب الدرس العراقى، عندما اضعفت العراق بالاحتلال وجنى ثمار ذلك دول فى الاقليم لا ترغب واشنطن اصلا فى ان يصلها خير من اى مكان ناهيك عن العراق، واليوم نفس السيناريو يتكرر، امريكا تحشد بوارجها الحربية وطائراتها وتقدم الدعم للقوات الاثيوبية لهذه المحاكم وينتهى بالصومال المطاف فى يد اثيوبيا لتحقق حلماً تاريخياً دون كلفة باهظة.
وعلى مر التاريخ كانت اثيوبيا لا ترضى عن نظام صومالى مستقر ومستقل فهى تريده إما مضطرباً وممزقاً أو موالياً لها، ولكن فى المقابل هناك جارة اخرى للصومال هى كينيا التى تمثل التدخل السلمى فهى التى رعت اتفاق المصالحة الصومالية وهى التى استضافت الحكومة الانتقالية والبرلمان الصومالى قبل ان ينتقل الى بيداوه مع تحسن نسبى فى الاوضاع الامنية وملثما اغلقت حدودها الآن فى وجه المحاكم كانت اغلقتها فى وجه فلول امراء الحرب الفارين من الصومال منتصف العام الماضى كل ذلك من اجل تثبيت الحكومة الانتقالية وانفاذ اتفاق المصالحة الذى رعته ودعمته، وهنا نجد المفارقة فى التدخل الاثيوبى والكينى على الاقل فى الاسلوب إن لم يكن فى الاهداف .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home