Monday, January 08, 2007

إغتيال صدام طمس للحقائق


واجه الشهيد صدام حسين الموت بثبات منقطع النظير ووجه وضىء بينما جلادوه ملثمون خائفون غير مصدقين انهم امام الهزبر صدام الذى زأر فى وجوههم الخائفة مستهزأ (هى هيه المرجلة) ثم صعد الى ملكوت الله مكللا بالجسارة والرهبة وصنع من لحظة موته تاريخا اختزل كل ما احتشتد به الذاكرة العربية من صور البطولة الباذخة فى مقارعة الاعداء والثبات عند الموت ولهذا لم يكن الذين اعلنوا عن تشييد تمثال لصدام وهو يضىء فوق المقصلة بجانب تمثال المجاهد عمر المختار مغاليين، فالرجلان مع اختلاف تجاربهما جسدا اروع مشاهد الشجاعة العربية فى مواجهة الموت.
الحبكة الدرامية التى اعلن من خلالها القبض/أسر الرئيس صدام حسين أريد لها ان تهز الصورة التى يحملها ملايين العرب عن هذا القائد المثير للجدل حتى فى لحظة استشهاده، ودلق كتاب الصحف والمحللون السياسون انهاراً من الحبر حول (الحفرة) التى وجد فيها صدام والروايات البوليسية عن تتبعه وضاعت وسط تلك الروايات الضجيج الاعلامى السؤال المهم حول وضعه كأسير حرب وهل يحق للقوات الامريكية اصلا القبض عليه حتى ولو بطريقة محترمة غير مهزلة (الحفرة)، وعندما اغتالته مليشيات (الصفويين) راح الناس مجدداً يجادلون فى الطريقة البريرية والهمجية التى نفذ خلالها حكم الاعدام الباطل دون امعان النظر فى عدم مشروعية الاجراءات المهزلة التى افضت الى اغتيال صدام حسين وتورط واشنطون فى جريمة الاعدام رغم مسارعتها التبرؤ من دمه فى محاولة ساذجة لتهدئة فوران الشارع العربى الغاضب فهل يعقل ان تقوم حكومة (الدمى) بقيادة المالكى فعل اى شىء دون موافقة امريكا؟!
اعدام/إغتيال صدام وبهذا الاسلوب الهمجى يؤسس لمرحلة خطيرة من الصراع الطائفى فى العراق الذى جاء مع الاحتلال وتصاعد بفعل تدخلات ايرانية صارخة فى المشهد العراقى لتصفية حسابات وأحقاد تاريخية من العرب السنة بالعراق، تجلت الطائفية البغيضة فى مشهد اعدام صدام.
ليتهم صبروا حتى تنتهى المحاكمات الاخرى، ليعرف العالم حقائق مذهلة عن مرحلة مهمة من تاريخ العراق كان صدام محورها، موت صدام لا يشفى الا غليل الطائفيين ولكن الاهم ان يعرف العراقيون اسرار مرحلة من حياتهم.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home