Tuesday, November 28, 2006

حول مؤتمر العلاقات الصينية العربية


تستضيف الخرطوم اليوم مؤتمر العلاقات الصينية العربية برعاية نائب الرئيس السودانى على عثمان محمد طه ومبادرة من الجامعة العربية، ويأتى مؤتمر الخرطوم استكمالا لمنتدى التعاون الصينى الافريقى الذى انعقد فى بكين اخيرا، وفى ظل تنام للدور الصينى فى المنطقة العربية والافريقية، لاسيما فى المجال الاقتصادى والتجارى، واثار الحضور الصينى الكثيف فى المنطقتين جدلا اعلاميا وايقظ المخاوف الامريكية من دخول المنطقتين تحت المعطف الصينى، لاسيما وان اغلب مجالات التعاون الصينى مع العرب والافارقة تتعلق بصناعة النفط وهو مجال حيوى بالنسبة لامريكا ومحور صراعاتها وحروبها الخارجية لتأمين منابعه ومساراته من ظلال اية هيمنة اخرى عليه.
يرد بعض المتابعين لمسار التقارب الصينى مع العرب والافارقة الى مبدأ الصين فى التعامل مع الآخر والذى يقوم على تبادل المنافع الاقتصادية والنأى عن التدخل فى الشؤون السياسية والسيادية للآخر، وهو ما اثار فى وجهها عاصفة من انتقادات منظمات حقوقية غربية باعتبار انها تستثمر الاموال فى دول ولدى رؤساء لا يوقرون حقوق شعوبهم، وهى -اى الصين- من خلال الاستثمارات النفطية والتجارة الواسعة مع بلدان عربية وافريقية تسهم فى ثراء هؤلاء الحكام وتتجاهل الشعوب الفقيرة.
نائب الرئيس السودانى راعى هذا الملتقى الصينى العربى المهم قال فى حديث لوكالة انباء الصين (شينخوا) :''ان الصين شريك اقتصادى مهم، والشراكة معها مفتوحة وتقوم على أسس موضوعية''.، ولعل الاسس الموضوعية التى اشار اليها طه هى واحدة من اسرار متانة العلاقة الصينية العربية من جهة والصينية الافريقية من جهة اخرى على هذا النحو الذى يثير حفيظة دول كبرى تتطلع لادوار لها فى المنطقتين واخرى كانت تهيمن على المنطقتين وتشعر الآن ان البساط ينسحب من تحتها لصالح الصين، لانها ادركت سر المعادلة فى العلاقات الدولية وهى الشراكة والندية وتبادل المنافع دون ان تحشر انفك فى ما يعنيك وما لايعنيك.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home