Wednesday, September 13, 2006

الوسيط سيمبويو


لن ينسى السودانيون ابدا أسم الجنرال الكينى لازاراس سيمبويو، فهو واحد من بين قليلين من الجنرالات صنعوا السلام، وتحولوا من اشعال الحرب واذكاء نيرانها الى اطفائيين ووسطاء سلام ، واثمرت وساطة الجنرال الكينى وادارته (الصارمة) لمفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية عن اتفاق نيفاشا الشهير للسلام، ذلك الاتفاق الذى وضع حدا لحرب العشرين عاما، وحفر اسم سيمبويو غائرا فى الذاكرة السودانية، ولا يستدعى من الذاكرة إلا وهو محاط بالتبجيل والامتنان لسهمه الوافر فى احلال سلام السودان.
تجربة الوساطة فى التفاوض بمراحلها المختلفة، صعودا وهبوطا فى امل التوصل الى حل واحدة من اعقد واطول ازمات افريقيا، اودعها سيبويو دفتى كتاب صدر اخيرا فى نيروبى حمل عنوان (الوسيط جنرال سيمبويو وعملية سلام جنوب السودان) وقام باعداده الصحفى واساكا وبهنيا، وكشف من خلال الكتاب الذى احتوى ادق تفاصيل واسرار عملية التفاوض عن ايمانه العميق بالحلول الافريقية لمشكلات القارة وان لاضرورة فى ان يبحث ابناء القارة عن حلول لمشكلاتهم فى الخارج وقال إن السلام يتأتى عبر الحوار والإرادة والإستماع للآخر .
ضمن التفاصيل الكثيرة التى اوردها الكتاب ونقلت صحيفة (النيشن) الكينية بعض منها، استوقفنى حوار دار بين سيمبويو والمبعوث الامريكى للمفاوضات جيف ملينغتون، ويصلح كنموذج لرؤيتين مختلفتين فى حل المشكلات، الرؤية الافريقية التى تؤمن بالتمهل فى معالجة المشكلات، والامريكية التى تريد كل شىء وفى اسرع وقت، والواقعة كما رواها سيمبويو فى الكتاب تقول ان المبعوث الامريكى كان غاضبا من سيمبويو واتهمه بالتطويل فى التفاوض وطالبه بانهاء المسألة فى اقرب وقت ممكن بينما رؤية سيمبويو اعطاء الاطراف الوقت الكافى لبحث قضايا الخلاف والتوصل لحلول نهائية، وعندما وصل النقاش بينهما الى طريق مسدود، صاح سيمبويو غاضبا فى وجه ملينغتون وقال إن السودانيين هم الذين يقررون وليس الأمريكان ، وهدده بإطلاق النار عليه إذا لم ينصرف من مكتبه!
السناتور الامريكي السابق جون دانفورث مبعوث الرئيس بوش الخاص للسودان قال لصحيفة (كريستيان سينس مونتور) :»الجنرال سيمبويو يجب ان ينال جائزة نوبل للسلام« فقدرته على البقاء فى هذه المحادثات الطويلة والاستماع الى الاطراف كانت ضرورية ويرجع لها الفضل فى نتيجة المفاوضات، فمن يرشحه لهذا الاستحقاق وهو الجدير به وباحترام الشعب السودانى له .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home