Monday, August 14, 2006

إنتصار (إلا ربع) لحزب الله

لم يبق على بدء سريان وقف اطلاق بين اسرائيل وحزب الله فى حربهما الدائرة منذ اكثر من شهر سوى ايام ، بعض المصادر الاسرائيلية توقعت ذلك غدا الاثنين، ولكن ليس التوقيت هو مايشغل البال بل الطريقة التى انتهت بها الحرب، فهذه الحرب، كما كل الحروب كان ينبغى لها ان تنتهى الى منتصر ومنهزم، لكنها انتهت الى منتصر (إلا ربع) وهو حزب الله ، ومنهزم (إلا ربع ) وهى اسرائيل ، فرغم احراز حزب الله نتائج مذهلة فى الميدان، الا ان الاطراف التى (طبخت) مشروع الحل الدبلوماسي بما فيها (الوفد العربي ) لم تشأ ان يخرج حزب الله من هذه الحرب منتصراً او هكذا يمكن ان يصوره القرار الدولى ، بعد ان حقق على الارض مكاسب تثير ريبة شركائه فى الداخل اللبنانى والخارج العربى، ولوخرج (منتصرا) بمنطوق القرار الدولى فلن يجد الزعماء العرب (المشككون) فى نواياه وقدراته عذرا، امام شعوبهم، فكان لابد ان يخرج القرار على النحو الذى خرج به، ويسجل للعرب نصرا دبلوماسيا قل نظيره، فقد كان للوفد العربى الى مجلس الامن دوره الحاسم فى التعديلات التى ادخلت على مشروع القرار الاول، ورغم اعتراف وزير حارجية قطر ان القرار ليس مثاليا ولكنه افضل ما يمكن تحقيقه فى ظل الظروف الدولية الراهنة بتحالفاتها وتكتلاتها المتشعبة.
ما اشرنا اليه من نصر (إلا ربع) لحزب الله ، يتعلق بالبند القائل بتسليم الجنديين الاسيرين دون شروط ، وما انقذ اسرائيل من الهزيمة الكاملة فى القرار تجاهل الحديث عن مزارع شبعا، وفى المقابل تجاوز القرار الحديث عن نزع سلاح حزب الله وإحالته تلقائيا الى الحوار اللبنانى اللبنانى ، واجمع العديد من المراقبين على ان لغة القرار «1701» كانت متقدمة جداً فى التعاطى مع حزب الله فهى ربما تكون الاشارة الاولى الى الحزب فى قرار دولي دون اتباعه بصفه (ميليشيا) ناهيك عن نعته بالمنظمة الارهابية كما تشتهى اسرائيل .
القرار «1701» الذي يدعو الى وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل و''حزب الله'' تمهيداً لوقف نار دائم، وانسحاب اسرائيلي من الاراضي اللبنانية بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب تدعمه قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان ''اليونيفيل'' التي تقرر تعزيزها ليصل عددها الى «15» الف رجل مزودين عتاداً وصلاحيات اوسع، يشكل مخرجاً للمجتمع الدولي الذى تحرك اخيرا جدا ، ومخرجا لاسرائيل من هزيمة ساحقة على يد حزب الله ، وما تقوم به من عمليات الآن ما هو إلا محاولة للخروج بما يحفظ ماء وجه حكومة اولمرت المهددة بحساب عسير من الداخل الاسرائيلى بعد انقشاع الازمة لسوء اداراتها للمعركة على حد تعبير المعارضة ونتائج استطلاعات الرأي الاسرائيلي .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home