Monday, July 24, 2006

قراءة مع أوري أوفنيري

تصبح قراءة الصحافة الاسرائيلية هذه الايام من شاكلة الواجب الثقيل على القلب ، فثمة اصوات غير عقلانية تدق طبول الحرب على العرب واقلام كالافاعى تبث سموم الحقد والكراهية ، ولكن من بين هذا الركام هناك اقلام لا يمكن الا احترامها رغم الاختلاف معها ، ومنها الكاتب والناشط فى مجال السلام عضو الكنيست السابق، أوري افنيري زعيم (قوش شالوم ) او كتلة السلام ، وما انفك الاستاذ احمد حسن محمد صالح يتحف قراء هذه الصحيفة بترجمه مقالاته الى العربية وهو الذى نبهنى الى حيادية هذا الكاتب وعقلانيته.
كتب أوري افنيري على موقع (ميديا مونتور) بالانترنت مقالة بعنوان: (هل تحترق بيروت) وجه فيه انتقادات حادة لحكومة اولمرت التى يديرها الجنرالات ويتحكمون بقرارالحرب وأن احداً من وزراء حكومته لم يجرأ بالسؤال عن موعد بداية ونهاية الحرب، وتساءل أورى افنيرى عن ما هو حصاد سياسة القتل التى تنتهجها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فعندما قتلت موسوى ظهرنصر الله وعندما قتلت الشيخ ياسين خلفه مجموعة من القادة الراديكاليين واغتيال عرفات جاء بحكومة حماس !
ويخلص أورى افنيرى فى مقالته الى ان نهاية الحرب الراهنة لن تكون فى مصلحة اسرائيل ولا لبنان ولا حتى فلسطين وان الشرق الاوسط الجديد الذى سيولد من رحم هذه المواجهة سوف يصبح اسوأ مكان فى الارض للمرء ان يعيش فيه.
ومع دخول الحرب الراهنة في أسبوعها الثانى تصاعد الجدل بشأن اسباب ومواقيت اندلاعها وفى هذا الشأن كشفت صحيفة (سان فرانسيسكو كرونيكل) الاميركية ان الحرب تم الإعداد لها منذ أكثر من عام. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان الاسرائيلية جيرالد ستاينبرغ، انه (من بين كل حروب إسرائيل منذ عام ,1948 فإن هذه الحرب هي التي استعدت لها إسرائيل أكبر استعداد)!
ولعل هذا ما يستشف من كلام أورى افنيرى حول شخصية حسن نصر الله الذى قال انه لايمكن ان يكون دمية بين يدي إيران وسوريا. إنه يترأس حركة لبنانية فاعلة، ويحسب حساب الربح والخسارة. لو كان قد طلب منه أن ينفذ العملية من قبل إيران أو سوريا - ولا يوجد أي إثبات لذلك - لما كان سيستجيب لهما، لو اعتقد للحظة بأن هذه العملية لا تتماشى مع أهداف حركته.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home