Thursday, July 13, 2006

دعم باليمين واسترداد بالشمال

عشرات المؤتمرات للمانحين تنعقد وتنفض باسم اكثر من دولة بحاجة الى إعانة، احبار كثيرة تدبج بها اوراق وتقارير تحدد بشكل دقيق مصارف هذه المنح والهبات والمجالات الاكثر حاجة للدعم، ومع ذلك تستمر المعاناة على الارض تتناسل اعداد الجوعى والمرضى والمشردين بوتائر متسارعة ، وتظل المشاريع التى تهدف الى إطعامهم من جوع وتأمينهم من خوف حلما عصى المنال، بينما يرى هؤلاء البؤساء مئات السيارات الفارهة والموظفين الدوليين المرفهين يجوسون خلال المعسكرات والجيوب النائية يحصونهم عددا ويدونون كل صغيرة وكبيرة عنهم ويعدونهم بابدال الحال باحسن امنا واستقرارا ورفاهية، ولا تلبث ان تعيش تلك الوعود على الارض الواقع الا بمقدار انقشاع الغبار الذى تخلفه سياراتهم عندما توليهم إدبارها، وتركهم لهجير النسيان الانسانى لمعاناتهم.
الملايين التى يعد بها المانحون وتلك التى يتم الايفاء بها لم تستطع انهاء مشاهد المعاناة الانسانية من عوز ومرض وابتلاءات الطبيعة وبنى الانسان لإخوتهم العزل والفقراء ، مما يجعل سؤالا مثل أين ذهبت كل تلك الاموال؟ جديرا بأن يطرح ويبذل جهد كبير للاجابة عليه، ليس رأفة بهؤلاء التعساء واعادة توجيه مسارات الصرف وحسب وانما اعمالا واعلاء لقيمة الشفافية وان لايهدر هذا الدعم السخى فى غير حاجة المحتاجين اليه فعلا.
السؤال عن مصارف اموال الداعمين والمانحين الدوليين للمجموعات والبلدان التى تعانى نقصا فى الغذاء او الدواء او الامن تصدت له منظمة Action Aid International من خلال مراجعات دقيقة لملفات المنظمات والوكالات الانسانية التى يمر عبرها هذا الدعم للمستفيدين وانتهت الى نتيجة مذهلة وهى ان ربع الدعم الانسانى والتنموى الدولى يهدر فى ما يسمى بالدعم التقنى والاستشارات الفنية واشارت الى ان العاملين بهذه المنظمات يتلقون اعلى المرتبات قد تصل الى 1000 دولار فى اليوم.
الدراسة كشفت عن جانب آخر وهو عودة الدعم الى اصحابه بطرق غير مباشرة فمثلا خلال العامين 2005 و2006 سيطرت الشركات البريطانية على 80% من العقودات التى وقعتها وزارة التنمية الدولية لتوفير الدعم للمحتاجين حول العالم اى ان الدعم ارتد الى بريطانيا من خلال الشركات التى توفر الدعم الفنى والاستشارات ذات الكلفة العالية .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home