Wednesday, July 05, 2006

الموجة الثالثة فى افريقيا

فى ما يشبه خطبة الوداع امام القادة الافارقة اشاد الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان بما اسماه (انبعاث الموجة الثالثة ) فى القارة بعد موجتى الاستقلال والنضال ضد الدكتاتوريات وسوء الحكم، وامتدح عنان التقدم الذي انجز في القارة في مجال التنمية والامن وحقوق الانسان، وكان عنان يتحدث فى افتتاح قمة الاتحاد الافريقى السبت فى العاصمة القامبية بانجول وهى آخر قمة يخاطبها كأمين عام للمنظمة الدولية حيث يغادر هذا المنصب فى ديسبمر المقبل ، واشادات عنان هذه لم تأت مجاملة من ابن القارة السمراء للقادة المجتمعين فى بانجول ولكنها انعكاس حقيقى لطبيعة التحولات السياسية والاقتصادية الكبيرة التى شهدتها القارة فى العقود الاخيرة ورغم ان جدول اعمال قمة بانجول يحتشد بعدد من القضايا المعقدة كدارفور والصومال والكوت دى فوار الا انها على تعقيداتها وخطورتها تصبح اقل بكثير مما كانت تعانى منه القارة فى الازمنة السابقة .
هذه الملفات المطروحة امام القمة وامام افريقيا عموما سواء الازمة فى الكنغو او الكوت دى فوار او الصومال او دارفور جميعها استطاع العمل الجماعى الافريقى ان يرسم لها خرائط طرق تفضى الى الحلول السلمية والمستدامة وتحتاج فقط الى متابعة تنفيذ ما جاء فى خرائط الطرق تلك وحث الرعاة والمانحين والمتعهدين الايفاء بتعهداتهم تجاه التنمية التى تشكل الترياق الواق من الصراعات الاقليمية والوطنية فى القارة .
حتى لا تأخذنا (الموجة الثالثة) بعيدا فى اودية التفاؤل وابتداع واقع وردى اللون لا يمت بصلة للقتامة الراهنة فاننا نسجل هنا بان ثمة معضلات لا تزال ممسكة بتلابيب الناهضين والمتفائلين بمستقبل مشرق للقارة واخطرها تفشى وباء الايدز القاتل الذى يهلك البشر وينهش الاقتصاد ويعرقل التقدم المعرفى والتقنى، ومثل الايدز تفتك الملاريا والسل بمقدرات القارة البشرية والاقتصادية ، وبالتالى الحاجة ملحة الآن فى احداث تحول فى بوصلة الاهتمام الرسمى من دول القارة من الاشتغال والانشغال بالهموم السياسية واطفاء بؤر الصراعات التى نجحت الى حد ما فيها الى التركيز على تحويل الواقع الاجتماعى والاقتصادى بتخلصيه من كوابح الفقر والجهل والمرض كى ينطلق فى (موجة ثالثة ) خالية من الحرب والجوع والمرض .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home