Sunday, June 11, 2006

39 عاما من النكسة العربية


عملية فحص دم بسيطة لاية دولة عربية يتم اجراؤها بمناسبة مرور 39 عاما على نكسة حزيران يونيو تؤكد ان جرثومة النكبة مقيمة فى الدم والجسد والفكر العربى ، وهى نتيجة يمكن لكل شاخص للمشهد العربى الراهن التوصل اليها دون تكبد عناء فحص الدم الذى اصبح بارداً ، فبعد 39 عاما تطالعنا الصحف بمنشيتات عريضة فشل الحوار الفلسطينى الفلسطينى ! وهو المانشيت الذى يختزل هوان اللحظة العربية ويكشف الى أى درك تدحرجنا وتناثرت همومنا وقضايانا القومية وتقزمت حتى اضحت فى اعلى قممها ان يتواصل الحوار الفلسطينى الفلسطينى !، بعد ان كانت فلسطين هى قضية العرب المحورية فى 67 صار الوفاق الفلسطينى هو مطلبنا فى 2006 وعلى ذلك قس انحطاطنا، لم تعد ازالة اسرائيل من الوجود هى اجندتنا الراهنة بعد أن طبعنا معها سرا وعلانية !
تبخر كل شىء فى غضون الـ39 عاماً، لم تعد اسرائيل محاصرة دولياً. فنحن العرب من حمل صخور حصار اسرائيل وفتحت كل دولة ثغرة فى جدار الحصار من خلال اتفاقات ثنائية مع اسرائيل اعطتها شرعية الوجود بيننا كدولة ولم تعطنا اى شىء ربما سلام ذاتى لكل دولة ارادت ان (تخلص من وجع الرأس) ولكن الجسد ظل يعانى نقص المناعة والكرامة المكتسبة!
تمر ذكرى النكبة والعرب غير العرب ، فلم تعد مصر عبد الناصر ضاجة بالحمية العربية وليبيا خرجت للتو من شبكة الخدمة العروبية بعد ان نالت رضا امريكا ولبنان ارتدت الى حربها الاهلية الا قليلا والسودان الذى انتصر فيه العرب باطلاق اللاءات الثلاث عقب النكسة يعيش ازماته ويواجه خطر التفتيت فى حرقة وصمت وغلت يد سوريا بالعقوبات الامريكية والتهديدات المتصلة فانكسر آخر سياج للعروبة اما العراق فالجراح هناك اصابت العرب فى قلبهم النابض ولو استمر النزيف الطائفى بهذه الوتيرة فلن يطول ذلك الزمان الذى سيصبح الفتى العربى فى بغداد غريب الوجه واليد واللسان .
هكذا يبدو المشهد العربى موغلا فى القتامة عشية ذكرى النكبة وكأن الزمان ارتد بنا الى اجواء النكسة ذاتها.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home