Thursday, May 11, 2006

كي لا تتحول غزة الى مقديشو اخرى !


صعود حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الى السلطة عبر الانتخابات هل يصبح صعوداً الى الهاوية ؟ الاحتمالات لا تزال مفتوحة امام مآلات التنازع بين رأسى السلطة الفلسطينية ، تبادل التصريحات وحتى الرصاص متواصل بين معسكر حماس الذى يسيطر على الحكومة ومعسكرالرئاسة الفلسطينية الذى تمثله حركة الفتح، والغائب الوحيد فى الشد بين الطرفين هو (شعرة معاوية) ، تنازع رأسى السلطة بالاضافة الى الضائقة الاقتصادية التى خلفها الحصار المالى الدولى على حكومة حماس ، جعلتا المسرح الفلسطينى معداً تماما للعنف بكل اشكاله والفلتان الامنى بكافة عواقبه الوخيمة ، فحالة الاحباط السياسى والمعيشى تفقد الشارع الفلسطينى بوصلة ضبط النفس التى ينادى بها الجميع.
فبعد اكثر من ثلاثة اشهر على تولى حماس زمام الحكومة الفلسطينية ، لا تزال العقبات توضع امام تسيير هذه الحكومة لمهامها ، عقبات دولية واخرى اقليمية وداخلية وهى الاخطر، داخلية تتعلق باعادة هيكلة الحركة نفسها للتواؤم مع واقع الحكومة التى تديرها حماس الآن ببزة المقاومة العسكرية ، واخرى تتعلق بحركة الفتح التى تسعى من حيث تدرى او لاتدرى الى افشال حكومة حماس، بعض تحركات فتح مبلوعة فى اطار ادبيات المعارضة ولكن على فتح ان تدرك حقيقة ان الوضع الفلسطينى استثناء ، فان الثقب الذى تدخل منه المياه لقلب سفينة حماس فى البحر هو نفسه الذى سيدخل منه الحوت الاسرائيلى ليبتلع البحر والبر الفلسطينى ولن يكون ساعتها رابح وخاسر فالجميع سيغرقون .
لن يسر احد ان تتحول غزة الى مقديشو اخرى مدينة من الخراب والموت ومرمى لنيران الفصائل المتناحرة على الشىء واللاشىء، التصعيد الاخير فى غزة خطير ويحتاج مبادرة عربية لوأد الفتنة فى مهدها قبل ان تستفحل الى تهديد بشبح حرب اهلية اخرى فى الوطن العربى، ومن دواعى التفاؤل ان تصريحات عقلاء وقادة الحركتين تدعو الى التهدئة وتعلى من شأن الحوار كأداة وحيدة لحل الخـلافات السياسية.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home