Saturday, April 22, 2006

تراجع فى اللاجئين وزيادة فى النازحين !

عندما تتخذ قرار بمغادرة منزلك طائعا مختارا ومتطلعا الى واقع افضل حسب طموحاتك فانت اذن اخترت الاغتراب او الهجرة ومهما تجشمت من مشقة التسفار وعانيت من الحنين الى الديار ،فلاشك انت سعيد بقرارك ، ومتصالح مع تداعياته ، ولكن هناك من ارغم على مغادرة دياره واوطانه حتى وان جارت عليه فيه عزيزة ولا ضاقت بلاد باهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق، الفريق الثانى من الناس والذين اصطلح على تسميتهم بالنازحين واللاجئين، هم اكثر الناس تعاسة فى الارض، هائمون على وجوههم يتسولون الماء والمأوى والكرامة الانسانية، كما انهم يمثلون الانكسارات الكبرى للبشرية فى طريق تطورها نحو صيانة الحقوق والكرامة الانسانية ، وحق للعالم ان يفرح بمحتوى تقرير حالة النازحين واللاجئين فى العالم الذى صدر امس والذى بشر بتراجع فى اعداد اللاجئين فى العالم وان الهائمين على وجوههم ( 92 ) ملايين فقط وهو اقل معدل منذ 25 عاما مضت. التقرير الدولى الراصد لارقام وشجون النزوح واللجوء اشار الى مفارقة جديرة بالتأمل وهى ان اعداد العابرين قسرا للحدود طلبا للجوء فى تراجع بينما النازحين داخليا فى اوطانهم فى صعود مخيف اذ سجلت فى كل من الكنغو الديمقراطية والسودان خلال العام 2005 اكثر من 75 ملايين حالة نزوح داخلى ، فى الوقت الذى عاد فيه 4 ملايين لاجىء افغانى الى ديارهم ، وكذلك الامر فى سيراليون وبورندى وليبيريا.

ازمة اللجوء والنزوح تتطلب مبادرات دولية لاستئصالها بتوفير الامن والاستقرار اولا بالتنمية المستدامة التى توفر عيشا كريما للانسان يعصمه من التيه فى ديار غيره ، وعلى المستوى الوطنى نطمح فى تسريع وتيرة الحل السلمى لمشاكل السودان كافة حتى يعود اللاجئون والنازحون ويختفى اسم السودان نهائيا من صدر قوائم وتقارير المنظمات الدولية.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home