Wednesday, April 19, 2006

بانغى تعزل سفيرها بالخرطوم


يبدو ان علاقات السودان بجواره الغربى مرشحة للمزيد من التدهور، من جراء تداعيات الاحداث فى تشاد ، فبينما جاهرت تشاد بقطع علاقاتها مع السودان ، تلجلجت افريقيا الوسطى التى تربطها بالسودان وتشاد علاقات حيوية قطع اي منها يكلفها وشعبها الكثير من المعاناة التى هم فى غنى عنها ، ولكن بانغى ارادت مناصرة جارتها انجمينا وفى نفس الوقت الابقاء على الباب موارباً بينها والخرطوم ، فاغلقت الحدود دون ان تعلن القطيعة الدبلوماسية ، واغلاق الحدود بين السودان وافريقيا الوسطى، ستكون له انعكاسات وخيمة على الاقتصاد الافرواوسطى ، فسكان المناطق المتاخمة للسودان يعتمدون فى معاشهم على التكسب من طريق التجارة التقليدية بين السودان وافريقيا الوسطى ، ومن الجبايات التى تفرضها السلطات المحلية والقبلية على رعاة الماشية السودانيين الذين يجتازون الحدود الى عمق الاراضى الافرواوسطية عندما يعز الماء والكلأ بالسودان فى فصل الصيف .
التصعيد الجديد والموارب من قبل بانغى هو ما تناقلته وكالات الانباء امس ، عن قرار للرئيس فرانسو بوزيزيه بعزل السفير بيير بنجامين سفير بانغى بالخرطوم من منصبه ، بتهمة الضلوع فى الاحداث الجارية فى تشاد لقلب نظام الرئيس ادريس ديبى ، وجاء فى حيثيات القرار ان السفير بنجامين يدين بالولاء للرئيس السابق انجى فليكس باتاسيه الذى تتهمه بانغى بدعم التمرد فى تشاد ، وقال وزير خارجية افريقيا الوسطى جون بول نغوباندى ان لدى السفير بنجامين اتصالات مع الرئيس السابق وهى اتصالات مشبوهة ولهذا السبب تم عزله .
لو ان السفير بنجامين ظل يحافظ على ولائه السابق للرئيس باتاسيه وهو الذى عينه فى السودان ، لماذا لم تسع بانغى من قبل الى تصحيح هذا الوضع باستدعاء او فصل السفير ، بدلا من انتظار هذا التوقيت الحرج لتعلن فصل سفيرها بالسودان لانه يساند التمرد فى تشاد ، فى وقت تتهم فيه تشاد السودان صراحة بدعم التمرد ضدها ، مما يعطى انطباعا بان السودان هو المكان الذى تحاك فيه المؤامرات لقلب نظام الحكم فى تشاد بمساندات اقليمية.
طرد سفير بانغى من الخرطوم بالمبررات التى ذكرتها بانغى ، يبدو فى ظاهره شأناً خاصاً ببانغى ولكن عند قراءته مع قرار اغلاق الحدود ومع الظرف الاقليمى الراهن نجد انه يمثل تدهوراً جديداً فى العلاقات السودانية الافرواوسطية

0 Comments:

Post a Comment

<< Home