Wednesday, March 29, 2006

صدام والدورى فى القمة العربية

الرئيس العراقى السابق صدام حسين ونائبه عزة الدورى وضعا القمة العربية امام حرج بالغ،عندما طالبا القادة العرب الصدح بموقفهم من المقاومة العراقية ومن الحرب الاهلية الوشيكة ومخططات التقسيم التى اشار اليها صدام فى رسالته للقمة، عزة إبراهيم الدوري طالب القادة العرب الاعتراف بالمقاومة العراقية واعتبارها الممثل الشرعي للعراقيين، فهل يمتلك القادة العرب الشجاعة الكافية للاعتراف بالمقاومة حتى وان اتبعوا إعترافهم بتقييد لمفهوم المقاومة الذى التبس فى كثير من المواضع مع الارهاب والفوضى الامنية التى تستهدف المدنيين والمقدسات الدينية.

وربما حسب القادة العرب انهم ارتاحوا وتخلصوا بيد الزمان او الامريكان من الدورى الذى كثيرا ما اربك برتكولات القمم السابقة لا سيما فى الايام الاخيرة للنظام عندما كان صدام يبعثه كممثل للعراق، ومعروف عن الدورى انه لا يتردد فى كيل الاتهامات والسباب لخصومه امام وسائل الاعلام ولايزال مشهد الملاسنات مع الوزير الكويتي أحمد الفهد الصباح فى قمة المؤتمر الإسلامي بقطر في مارس2003 قبيل الحرب الأمريكية على العراق بايام قليلة حيا فى الذاكرة كدليل على انسداد افق الحوار واحترام الرأى الآخر فى المخيلة والممارسة العربية لفضيلة الاختلاف.

الرسالتان الخطية والصوتية التى وجههما صدام ونائبه للقمة، رسالة صدام الخطية نشرتها صحيفة القدس العربى ورسالة الدورى الصوتية بثتها قناة الجزيرة، الرسالتان برغم ان القمة لن تأخذهما مأخذ الجد لكنهما حققتا حضورا لصدام ونائبه فى القمة فى وقت غاب فيه الرئيس العراقى الحالى المنتخب امريكيا جلال الطالبانى، وقمة الخرطوم المثقلة بالملفات الشائكة عليها ايلاء الملف العراقى الاهتمام المطلوب، حتى لا يغيب العراق عن القمة القادمة، لانه لو لا سمح الله ومضى سيناريو الاحتلال الى مآلاته، فلن يكون هناك عراق موحد كالذى الفانه، بل سيكون هناك اكثر من عراق، ستجتزأ كل قومياته بمقدار ما لديها من قوة السلاح عراقا لها وربما ابدلت كل شىء فيه من الاسم واللغة والثقافة والتوجه، على العرب ومن قمتهم بالخرطوم اليوم ادراك ما يمكن ادراكه قبل ان ينهار كل شىء فى العراق، فالسعى حثيثاً ومن جبهات وجهات عدة لسلخ العراق عن مجاله العربى ، ونحن غافلون نغضب حين تتجاوزنا امريكا وتفاوض ايران فى مستقبل العراق، فهل غضب العرب هو فعلا من خشيتهم من طبيعة التخطيط ان لم نقل المخطط الامريكى الايرانى ام غضبهم ناتج عن التجاوز الامريكى لهم فقط لان الرضا الامريكى بات مقدما على المصالح الوطنية والقومية لدى الكثير من القادة العرب.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home