Wednesday, March 01, 2006

موسفينى موديل 2011 !


مشكلة افريقيا بشكل عام ويوغندا على وجه الخصوص ليست فى الشعب بل فى القادة المتشبثين بالسلطة لأطول فترة) ، للوهلة الاولى تبدو هذه العبارة مقتبسة من احدى خطب المعارض اليوغندى الدكتور كيزا بسيقى ابان حملته الانتخابية القصيرة قبيل الانتخابات التى فاز فيها الرئيس يورى موسفينى بولاية ثالثة تنتهى عند العام 2011 وهو الذى ظل يجلس على سدة الحكم منذ عقدين من الزمان ، ولكن فى الواقع ان العبارات اعلاه قالها موسفينى ، موسفينى موديل 1986 المشحون بالثورية الافريقانية يوم كان موسفينى واحداً من عتاة (البان افريكانيزيم) ، وكان حينها يخاطب تلميحا الرؤساء عيدى امين وملتون ابوتى وتيتو اوكيللى.
عشرون عاما فى سدة الحكم وبريقه الخلاب كانت كافية لأن ينقض موسفينى نسجه بيده، ويأتى بخلق طالما نهى عنه ، ولا يرى عاراً فيما صنع من تشبث بالسلطة ، وبعد عشرين عاما يدخل موسفينى تعديلا على الدستور يسمح له بخوض الانتخابات ليفوز فيها بــ(59% ) من الاصوات مقابل( 37%) لمنافسه كيزا ، ولم يحدد بعد موسفينى ما اذا كان سيخوض انتخابات 2011 ام لا ، ولكنه حمل خطاب نشوة الانتصار وعودا يتطلب تحقيقها سنوات قد تتجاوز عمر الولاية الثالثة، وهى بسط الامن وتوفيرالطاقة ومد الطرق وتعبيدها وايلاء الاقتصادات والصناعات الصغيرة الرعاية والعناية وهى ملامح خطة عمل الولاية الثالثة للرئيس موسفينى ، ولكن السؤال الذى لا مفر منه ألم تكن هذه هى مطالب اليوغنديين على مدى العشرين عاما الماضية، ولماذا فشل موسفينى فى تحقيقها فى عشرين عاما ويعد الآن بتحقيقها خلال خمس سنوات فقط؟.
التحدى الاكبر الذى يواجه موسفينى فى ولايته الجديدة ليست الدعاوى الطاعنة فى نزاهة الانتخابات التى يعتزم كيزا واقطاب المعارضة رفعها فور إكتمال لوائح رصد الخروقات والمخالفات ، ولكن اكبر ما يواجه موسفينى هو كيف يمكن اقناع المواطن اليوغندى بما قاله فى خطاب النصر بان الصراع فى الشمال انتهى وان كونى زعيم جيش الرب هزم شرهزيمة ، التحدى فى ترجمة اقوال موسفينى امنا وطمأنينة وتنمية فى شمال يوغندا خلال السنوات الخمس القادمات.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home