Thursday, February 16, 2006

عم الفساد البر والبحر الكينى

القاسم المشترك بين احاديث الكينيين هذه الايام هو الفساد ، فساد الحكومة ومؤسساتها وكبار التنفيذيين فيها ، فما اشتجر اثنان فى ازقة (ماسايا ماركت) إلا وكان شيطان الفساد ثالثهما ولا تناغى عاشقان فى عيد الحب تحت ظلال (اوهورو بارك) الوارفة الخضرة الا وكان الحديث عن الفساد حاضراً، وحكومة كيباكى الراهنة التى جاءت حربا على الفساد العام 2002 صار الفساد اليوم حربا على وجودها ، وباتت تعد ايامها فثمة قناعة تمشى فى شوارع نيروبى تؤكد ان كيباكى لن يفوز فى الانتخابات القادة فى 2007 ، هذا اذا لم يطمر طوفان الفساد حكومته قبيل اوانها.
وقد بدأ طوفان الفساد يجرف من حكومة كيباكى اكثر المتهمين بالفساد لاسيما فى الملف الذى طفحت رائحته اخيرا، او مايعرف بفضيحة (انغلوليسينج) الشركة الوهمية التى ابتلعت نحو 200 مليون دولار من الخزانة العامة مقابل خدمات منها اصدار جوازات سفر غير قابلة للتزوير ومعامل جنائية، فضيحة (انغلو ليسينج) هى الاكبر فى كينيا منذ (عملية جولدنبرج) في التسعينات وتقدر بنحو مليار دولار.
فضيحة (انغلوليسينج) انطوت على فضيحة اخرى اذا اشار جون جيثونجو الرئيس السابق لادارة مكافحة الفساد الى انه اطلع الرئيس كيباكى قبيل استقالته العام الماضى على هذه الفضيحة وعلى المتورطين فيها من وزرائه ، ولكن كيباكى المشغول بمعركة الدستور غض الطرف عن كلام ونصيحة جيثونجو الذى اضطر اخيرا الى تسريب ذلك الى الاعلام فى نوفمبر الماضى لتقوم وسائل الاعلام بحملة تطالب فيها بمثول كل من ورد اسمه فى وثائق جيثونجو الخطيرة .
امس الاول وتحت ضغط الشارع والصحافة قبل كيباكى استقالة وزيرى التعليم والطاقة ليلتحقا بوزير المالية الذى قدم استقالته فى الاول من فبراير، وقال كيباكى انه قبل استقاله هؤلاء ليفتح الباب امام التحقيق.
السفير البريطاني في كينيا عبر عن قلقه أخيرا ان الفساد في كينيا يعيق التقدم الاقتصادي وان الحكومة الكينية اشتركت بصفقات فساد بلغت 192 مليون دولار.
اولى الضربات التى تلقها الشعب الكينى من تفاقم سجل الفساد فى حكومة كيباكى هو قرار البنك الدولى حجب خمسة قروض بقيمة 250 مليون دولار عن كينيا بعد فضيحة (انغلوليسينج).
روائح الفساد الكريهة شوهت صورة كينيا امام المانحين والمستثمرين والفساد فى كينيا يشمل المستويات كافة والخطر ان يتحول الى سلوك عام وعادة يومية يمارسها المواطن دون ادنى احساس بالذنب، وهذا ما تنذر به نتائج دراسة أجرتها منظمة الشفافية الدولية نشرت مطلع فبراير الجارى وخلصت الى أن الشرطة الكينية أكثر مؤسسة ينتشر فيها الفساد .
على حكومة كيباكى مواجهة طوفان الفساد هذا بحزم فهى لا شك ذاهبة ولكن سمعة كينيا وسمعة افريقيا هى الاهم ، فالفساد فى الاصل يمارسه اشخاص ولكن الحماية لهم تأتى من حكومة كيباكى التى انتخبها الشعب الكينى على اساس برنامج سياسى تمحور على محاربة الفساد ،المعركة الآن بين الفساد وكيباكى ترى من يقضى على الآخر ؟!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home