Saturday, February 11, 2006

السل فى شرق افريقيا !

بات العالم فى يقين ان الايدز هو الداء الذى لا دواء له، فحصر جهوده فى كيفية تفادى الاصابة بفايرس (اتش اى فى ) المسبب للمرض، ولكن يصبح من العار ان نفقد سنويا مليونى شخص بسبب داء يمكن علاجه ، الا وهو السل .

وبما ان افريقيا دوما الحاضن لهذه الاوبئة والاكثر احتراقا بها فانها تفقد يوميا (1500) من ابنائها ، بالسل ولك ان تتخيل كم تبقى عندما يلتهم تنين الايدز والملاريا ما تبقى من سكان افريقيا ، ولا تنسى انه فى افريقيا من لم يمت بالمرض مات بالمجاعة والحروب الاهلية .

يلتئم الآن فى مدينة ممبسا الساحلية الكينية مؤتمر وزراء الصحة فى شرق ووسط وجنوب افريقيا ، لدراسة سبل تعزيز مدى الالتزام بتلقى المرضى الجرعات فى مواعيدها درءا لعودة المرض، لان علاج السل برغم انه ممكن فهو معقد ومكلف جدا ، إذ يستمر تلقى الجرعات على مدى ثمانية اشهر وعلى المريض متابعة ذلك فى حال حدوث خلل فى اية مرحلة يعنى ذلك العودة الى بداية المأساة ممثل منظمة الصحة العالمية شدد على ضرورة ان تتبنى وزارات الصحة استراتيجيات تعزز العلاج تحت الإشراف المباشر (DOTS)لمرض السل..

اجتماع ممبسا الراهن والذى يتناول كذلك الايدز،لان السل يطلق عليه المرض الانتهازى لارتباطه بالايدز ، سبقه اجتماع مابوتو فى اغسطس من العام الماضى والذى انتهى باعلان حالة الطوراىء فى الاقليم ضد مرض السل، الا ان تحركا والتزاما افريقيا قويا لمحاربة هذا الداء لا يزال مطلوبا.

الحلقة الاضعف فى ملحمة النوايا الحسنة للقضاء على هذا الداء هى التمويل ، والدول المانحة تعطيك باليمين وتحت ضوء الاعلام الساطع وتأخذ ما أعطتك بالشمال فى هدوء بعيدا عن ضجيج الكاميرات ، والقصة بفصولها المأساوية روتها وزيرة الصحة الكينية امس امام مؤتمر ممبسا ، عندما قالت ان البلدان الافريقية تلقت 69 بليون دولار كمساعدات تنموية ، لم تستفد الا من 22 فقط اما الباقى فقد عاد الى اصحابه فى العالم الاول فى شكل انفاق على المعدات والاستشارات .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home