Saturday, February 25, 2006

الولايات الثالثة الافريقية !

الرؤساء الافارقة الساعون الى اجراء تعديلات فى دستاير بلدانهم تبيح لهم إرتكاب ام الكبائرالديمقراطية، الا وهى الترشح لولاية ثالثة، يكون الفوز فيها مضمون للرئيس الذى عبد الطريق الى الولاية الثالثة بموارد واعلام الدولة وليس الحزب خلال الولايتين الاولى والثانية، وبتخويف الناس ليس من عقاب آنى على عدم انتخابه وحسب بل من التغيير نفسه فبعض الناخبين يولدون عند الولاية الاولى اول قبيلها بقليل فتتفتح عيونهم واذهانهم على صورة القائد والاب فيصعب عليهم معايشة غيرهما ، وعندما يبلغون فى الولاية الثالثة مبلغ الانتخاب فسوف يصوتون تلقائياً لاستمرار الحياة بالوتائر التى الفوها ، هل سمع هؤلاء اباحة الاسلام للزواج من اكثر من امرأة مثنى وثلاث ورابع ولكنه اشترط ذلك بالعدل وإلا فواحدة، وهل سمع هؤلاء باختراع جديد اسمه انتهاء مدة صلاحية الرئيس ، اذ تشير دراسات علمية ان الرجل مهما بلغ من القوة والثورية لا يصلح ان يكون جالسا فى كرسى الرئاسة لاكثر من عشر سنوات، بعد عشر سنوات لكن يكون صالحا نفسيا وجسمانيا للتصدى لقضايا الناس وشجون الحكم وشؤونه، ولكنه يصلح للمشورة واسداء النصح والقيام باعمال خيرية وانسانية مثل كارتر ونيلسون مانديلا هذا الزعيم الافريقى الجدير بالاحترام والتبجيل الذى تنحى فى اللحظة المناسبة ولو كانت الرئاسة تخلد فهو الاجدر بها من هؤلاء المتشبثين.
ظاهرة التمديد للولاية الثالثة باتت مقلقة، وتهدد بتكريس السلطة لدى فئة صغيرة ولفترات طويلة، عبر تدابير تبدو من حيث الشكل والاجراء ديمقراطية مثل تعديل الدستور باغلبية برلمانية او باستفتاء عام والفوز فى الولاية الثالثة من خلال انتخابات عامة ولكنها فى جوهرها ومقصدها تنافى اسس الديمقراطية وتداول السلطة وتفتح الباب الى الزعيم الخالد ليمارس سطوته ويدير الدولة كمن يدير مزرعة دون الاحساس بان احداً ما سينزعها عنه سوى الموت.
من الغابون الى يوغندا الى نيجيريا الى تشاد الى ناميبيا وغيرها من البلدان التى مددت او التى فى طريقها الى تمديد الدستور نزولا الى رغبة القائد فى استكمال مسيرة النهضة والبناء والحرية، القائد الذى كرس حياته كلها للحكم وبالتالى يستحق من شعبه التصويت لصالحه كأقل رد الى تضحياته ، والشعوب على دين حكامها لاسيما الخالدون منهم ، تصوت للتمديد ولاعادة التنصيب ، ولم تقل (كفاية ) الا فى ملاوى وزامبيا التى اجهضت فيهما مشاريع الولاية الثالثة.
لو انك وزعت على قمة للرؤساء الافارقة بكامل حضورهم ، ورقة تحتوى سؤالاً واحداً هل تريد ولاية ثالثة او رابعة، وقلت لهم ان ذلك الاستقصاء سرى وليس بالضرورة ان تظهروا اسماءكم ، لأجاب الجميع بنعم وربما اضاف غير المسلمين و(خامسة)، إلا تابو امبيكى تليمذ نيلسون مانديلا النجيب ورئيس جنوب افريقيا الحالى الذى قال : بحلول العام 2009 اكون قد خدمت فى موقع الرئيس لمدة 15 عاما ، اعتقد انها فترة طويلة جدا!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home