Saturday, February 18, 2006

الموت جوعا لحكومة حماس !

طلب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، امس من حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة، وبذلك تدخل حركة حماس عهدا جديدا تنتقل فيه من صفوف المقاومة بالسلاح الى ساحة السياسية التى لا تقتضى من حماس تبديل ادواتها ولكن ليس بالضرورة تبديل جدلها، وطلب ابو مازن من حماس تشكيل الحكومة المقبلة وانعقاد اولى جلسات المجلس التشريعى الفلسطينى الذي تهيمن عليه اغلبية حماس البرلمانية يجعلان من وصول حماس الى السلطة امر واقع على الخائفين والمشفقين والمتحمسين تقبله ، ونظراً فى ماذا يمكن ان تفعل حماس داخل السلطة بدلا عن اسداء النصائح وارسال شارات التهديد ان اعملى كذا وانتهى عن كذا وكذا ، كما جرى خلال الفترة من اعلان نتائج الانتخابات نهاية يناير الماضى وحتى امس ، حيث تبرع الجميع بالهمس فى آذان قادة حماس او الجهر امام وسائل الاعلام ، وتعاظمت مصفوفة الممنوعات التى طرحها المهددون والمشفقون امام طاولة الحركة ، بينما لا احد يجروء على ان يقول لاسرائيل عليك فعل كذا وكذا فى مواجهة الواقع الفلسطينى الجديد .
ومع دخول حماس الفعلى الى دائرة السلطة ارتفعت وتيرة التهديدات من تصريحات فى الاعلام الى افعال تهدف الى تجويع الحكومة الفلسطينية الجديدة التى تقودها حماس ، وذلك عندما طالبت الولايات المتحدة باسترداد مبلغ (50) مليون دولار كانت قد قدمتها كمعونة للسلطة الفلسطينية قبل فوز حماس الكاسح فى الانتخابات الاخيرة ، وقالت الخارجية الامريكية ان السلطة وافقت على رد المبلغ ، ولم تتوقف امريكا عند هذا الحد من التناقض فى المواقف تجاه ما تسميه الاصطلاح السياسى والديمقراطى فى منطقة الشرق الاوسط بل اعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس
زيارة كلا من السعودية ومصر والإمارات الأسبوع المقبل لمناقشة مجموعة من الموضوعات منها كيفية التعامل مع حماس، ولإقناع تلك الدول بعدم سد أي فراغ في التمويل.
على الدول العربية المدرجة فى برنامج زيارة رايس الهادفة الى قطع الماء والهواء عن حركة حماس لوأد تجربتها فى المهد ، وتلك التى تلقت اتصالات من امريكا بعدم سد فراغ التمويل ، عليها ان تتخذ قرار التمويل او عدمه من منطلقات وطنية واقليمية ، وان لا تكون مواقفها ترجمة للتهديدات والاملاءات الامريكية، لان اختيار حماس شأن فلسطينى كما كان اختيار فتح، ومن ابجديات الديمقراطية والتحضر ، احترام خيارات الشعوب الحرة والنزيهة ، كون برنامج حماس السياسى لا يروق لامريكا او يتصادم مع مصالحها ، هذا لا يعنى اصطفاف المنطقة فى معسكر هدفه عرقلة خيار الشعب الفلسطينى ، كما ان التمويل بالنسبة لنا نحن العرب والاثرياء منا على وجه اخص واجب تجاه الدولة الفلسطينية حتى تستطيع تسير دولاب عملها وتحقق تطلعات شعبها فى السلام والحرية والكرامة الانسانية التى ينشدها .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home