Monday, March 13, 2006

من يخلف ولد الطايع ؟

الغموض الذى تستمده من صحرائها الشاسعة وورود المفاجآت هو ما يحيط المشهد السياسى فى موريتانيا، ورجلها القوى الفريق ولد فال قائد حركة التغيير الثورية او الانقلاب العسكرى الابيض على الرئيس السابق ولد الطايع ، فبعد سته اشهرمن ذلك التغيير ، لا تزال علامات الاستفهام ترتفع ، رغم الخطوات العاجلة التى انجزتها حكومة المجلس العسكرى لتهيئة الميدان للتنافس عبر صناديق الاقتراع لخلافة ولد الطايع ، والزهد الكبير الذى ابداه اعضاء المجلس وتأكيدهم فى اكثر من مناسبة انهم لا ولن يخوضوا الانتخابات المقبلة التى حدد لها مارس المقبل لاختيار رئيس للبلاد ، تسبقها انتخابات نيابية وكتابة دستور جديد .
رغم كل اشارات التطمين التى ارسالها قادة المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية وتعهدهم بانتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة، ولكن الشارع الموريتانى تلفه الحيرة من امكانية تحقيق ذلك ، فلا يمكن ان يكون اعضاء المجلس العسكرى تنظيماً ملائكياً كان هدفه فقط تخليص البلاد من حكم ولد الطايع وحرث الارض وتهيئتها للتداول الحر والديمقراطى للسلطة بينما هم وقوف متفرجون ومسهلون للعملية ، ولان المنطقة لم تتعود على هذا النوع الشفاف والنزيه جدا من السياسيين ذهبت احاديث الشارع الموريتنانى الى التكهن بمن هو مرشح المجلس العسكرى بالوكالة ، لان فكرة ان لا يترشح احد من المجلس وان لايدعم المجلس اى مرشح ، لم تنزل منزلة اليقين عند اغلب الموريتانيين ، من ابرز المرشحين الذين تحوم حولهم شبة الترشح بالوكالة عن المجلس العسكرى ، الضابط البحري السابق دحان ولد أحمد محمود، وهو أحد رجالات نظام الرئيس الأسبق ولد هيدالة الأقوياء، ويتمتع بثقافة عالية، حيث يتقن سبع لغات أجنبية، وهو مهندس قوانين وتشريعات كثيرة أحدثت هزة في البنية الاجتماعية والسياسية في البلد، وخصوصاً قانون إلغاء الرق،وبحسب صحيفة الخليج الاماراتية الصادرة امس فان حظوظ ولد أحمد كبيرة لاسيما وهو لم يسبق أن تطلخ في أي ملف فساد أو انتهاكات حقوق الإنسان التي تشكل هاجساً يؤرق أفراداً كثيرين في المؤسسة العسكرية، كما أنه ليس بعيداً من العروبيين عموماً في موريتانيا، ويتمتع بعلاقات طيبة في العالم العربي، ويحظى بثقة واحترام كل رجالات المؤسسة العسكرية.
بعيد الانقلاب كتبت هنا ودعوت الى الانتظار لينجلى غموض ولد فال الى واحد من نموذجين فى افريقيا نموذج الفريق عبد الرحمن سوار الدهب فى السودان الذى شكل جسراً للتحول من نظام نميرى العسكرى الى فضاء التجربة الديمقراطية الحزبية ، وارسى امثولة نادرة فى عدم التشبث بالسلطة وهو ابن المؤسسة العسكرية التى تبدو نهمة لاقتناص مثل هذه الفرص ، اما النموذج الآخر والذى آمل ان لايقتدى به مع انه حل وسط هو نموذج الجنرال بوزيزيه وتجربته الظازجة فى افريقيا الوسطى بخوض الانتخابات بعد عامين من انقلابه على باتاسيه والفوز بها بعد مرحلتين من السباق المحموم مع منافسيه دون ان تسجل ضده تهم بالتزوير ، لكن ولد فال يبدو انه يتهيأ لنموذج ثالث يكون هو مبتدره ومحدد معالمه.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home