Saturday, March 11, 2006

القبعات الخضر ام الزرق !

رمى الاتحاد الافريقى بكرة ازمة دارفور فى ملعب الحكومة السودانية وامهلها سته اشهر اخرى لإحراز هدف السلام والامن من ضربة وطنية حرة ومباشرة قبل اللجوء الى ركلات الترجيح من قبل القوات الدولية التى يخشى ان لا تسدد الكرة داخل مرمى حفظ السلام بل تستفيد من حالة التسلل لتفرض واقعا ينتهى بالسودان الى نموذج لا يقل خرابا عن العراق وافغانستان.
وقرار مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقى بتمديد تفويض قواته لحفظ السلام بدارفور الى سته اشهر اخرى تنتهى فى سبتمبر والقبول من حيث المبدأ بتحويل المهمة الشاقة لحفظ السلام الى الامم المتحدة ، جاء حلا وسطا بين الرفض الحكومى القاطع للقوات الدولية البديلة للافريقية ، والدعوات الدولية باستبدال القوات الافريقية التى عجزت عن خفض مستوى العنف فى الاقليم ، وانخرطت الحكومة قبيل اجتماع الجمعة الحاسم فى نشاط دبلوماسى لاهث لحشد التأييد الافريقى لموقفها الرافض لاستبدال القبعات الخضر فى دارفور باخريات زرق، ونجحت الحكومة فى هذا المسعى وكسبت الجولة دبلوماسياً ، ولكنها لم تكسب المعركة بعد ، وآمل ان لا تركن الحكومة لنشوة الانتصار الذى صورته بالخروج بهذا القرار ، الذى أجل التدخل الدولى فقط لسته اشهر اخرى ، وعلى الحكومة منذ اليوم ان تتجاوز مربع الخوف من التدويل والبكاء على اطلال سيادة الدولة الوطنية ، وتدخل مباشرة فى تسريع الحل السياسى للازمة فهو الترياق الواقى ضد اى تدخل دولى حميداً كان ام خبيثاً.
شبح التدخل لم ينقشع عن سماء السودان نهائيا لكنه تأجل فقط ويستفاد من ما قاله ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ان تمديد التفويض الممنوح للاتحاد الافريقي إلى 30 سبتمبر سيمنح المنظمة وقتا لاقناع السودان بقبول وجود للامم المتحدة في الاقليم.
الأشهر الستة كافية لاحلال السلام فى دارفور فى حال اعلاء اطراف النزاع كافة من قيمة الحوار ، ومثلما قال وزير خارجية بريطانيا جاك استرو قبل اسابيع عندما زار مقر المفاوضات بابوجا ولمس البطء الذى لازمها ، ان صبرالمجتمع الدولى قد نفد ، وقد آن الاوان ليقول الشعب السودانى الذى يطأ جمر الحرب ان صبره قد نفد تجاه اطراف الصراع كافة ، وعليهم اعادة تحميل برامج الجدية والالتزام فى اجهزتهم التفاوضية لتصبح ذات مردود اسرع يضع نهاية لهذه الازمة ، حتى لا ننتظر من الاتحاد الافريقى ان يقول لا لدخول القوات الدولية ونحن الذين فرشنا لها الارض ورودا بمراوحة مفاوضات ابوجا لمكانها ، وحتى لا نهلل لمجرد تمديد بقاء القوات الافريقية لسته اشهر فى بلادنا وهى فى الواقع لا تختلف عن تلك التى ترفضها الحكومة سوى فى لون القبعات !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home