Sunday, March 19, 2006

حكومة حماس مأزق التشكيل والتسيير

بات من المؤكد تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية منفردة بعد أن رفضت الكتل البرلمانية الاخرى المشاركة فى حكومة حماس التى رفضت استبدال بزة المقاومة المسلحة برباط عنق ديمقراطى على الطريقة العصرية تبدى معه حماس مرونة فى الفعل والقول السياسى بما ينسجم والتحول الذى تعيشه الحركة من صفوف المعارضة والمقاومة الى تشكيل الحكومة الفلسطينية.
حماس كانت بحاجة شديدة الى حكومة إئتلاف وطنى تصبح مصداً واقياً ضد المعارضة الدولية لوصول حماس الى السلطة ، التى بدأت بتجفيف منابع الدعم المالى للحكومة ، وبالتالى حكومة حماس ستواجه معضلة التمويل فضلا عن عقبات اخرى كثيرة محتمل مواجهتها ، كان يمكن للحكومة العريضة ان تمتص الكثير من هذه العقبات وتساعد الحركة نفسها الى تغيير اسلوبها ووسائلها بما يمليه عليها الواقع الجديد ، ولكن الانفراد الذى ارغمت عليه حماس لن يكون فى صالح تسريع عملية التحديث والتجديد لمحركات حماس الايدلوجية واكسابها مرونة عصرية تضمن لها الحياة فى مناخ سياسى معافى.
المفارقة كانت العلامة الابرز بين حماس وفتح كبرى التنظيمات السياسية الفلسطينية ، وتجلت فى اولى جلسات البرلمان الجديد باغلبية من حماس.
هذا الحراك تمرين ديمقراطى مفيد للفلسطينيين وخيراعداد لدولتهم المستقبلية المستقلة وعاصمتها القدس ان شاء الله ، وعلى الجميع فتحاويين وحماسيين الحفاظ على هذا الحراك فى اطاره الديمقراطى والحضارى فانسحاب نواب فتح من جلسة البرلمان الاولى وامتناعهم المشاركة فى حكومة حماس ينبغى ان لا يفهم باكثر من كونه عراك اجندات، فليس من حق احد باسم المصلحة الوطنية ان يفرض على اللآخر اجندة لا يؤمن بها ، وكشفت جولات الحوار والمشاورات الممهدة لتشكيل الحكومة عن نقاط اختلاف جوهرية لاسيما حول احترام الاتفاقات مع اسرائيل على نقضها المتكرر للعهود ، وفتح التى توفرت لها خبرة سياسية فى السلطة والتى تعتبر الاتفاقات التى وقعتها مع اسرائيل من اهم انجازاتها لا يمكن ان تتنازل عن ميراثها مهما كانت الحقائب الوزارية التى ستؤول اليها فى حكومة حماس.
البرنامج السياسى الذى اختار الشعب الفلسطينى على اساسه حماس يتضمن عدة وعود ولكن المطلب الفلسطينى الذى كان ولايزال هو احلال السلام ورد الحقوق الفلسطينية لاهلها وعودة اللاجئيين وتحرير كامل التراب ، فتح اختارت طريق التفاوض بالتواءاته الاسرائيلية التى لا يمكن كشف غموضها حتى بخارطة الطريق الدولية ، والرئيس الفلسطينى محمود عباس ابومازن زعيم فتح قد اوصى اسماعيل هنية رئيس الوزراء من حماس فى خطاب التكليف باتباع برنامجه للتفاوض من أجل السلام مع إسرائيل، ولكن الحركة قالت إن المحادثات مع إسرائيل تعتبر مضيعة للوقت ، الامتحان الحقيقى لحماس ليس فى تسيير الحكومة المقبلة منفردة ولكن البحث عن بديل للتفاوض مع اسرائيل يسرع احلال السلام .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home