Monday, March 27, 2006

غياب حماس وحضور ايران فى قمة الخرطوم !


بعيدا عن جدلية هل غابت حماس عن قمة الخرطوم ام غيبوها؟ يمكننا الآن بعد اقتراب قمة الرؤساء العرب التى رسم الخبراء ووزراء الخارجية ملامحها،يمكن مناقشة مكاسب وخسارات القمة وحماس فى عدم الحضور المادى للحركة فى اول قمة عربية بعد فوزها بالانتخابات فى فلسطين وتشكيلها للحكومة الفلسطينية المقبلة التى تنتظر المصادقة عليها من قبل المرجعيات الفلسطينية كمنظمة التحرير والمجلس التشريعى وسط عاصفة وامتحان عصيب يواجه النظام السياسى الفلسطينى باسره، ملامح الاجندة النهائية المطروحه امام القادة العرب فى قمة الخرطوم حملت فى داخلها تحية وصفعة لحماس فى ذات الوقت.
اما التحية فهى (رفض رسم حدود اسرائيل من جانب واحد) وهو برنامج ايهود اولمرت الانتخابى الذى يسعى من خلاله ليس كسب الانتخابات وحسب وانما اقناع انصار حزب كاديما انه سائر على خطى سلفه شارون، واما الصفعة فهى المطالبة بتفعيل وتحديث المبادرة العربية التى تتناقض كليا مع ثوابت حماس التى ادت الى تعطيل تشكيلها للحكومة الفلسطينية وتتمحور حول عدم الاعتراف باسرائيل والاعتراف المتبادل هو اس المبادرة العربية التى طرحت اول مرة فى قمة بيروت 2002، ولاتزال القمم العربية اللاحقة تتمسك بها كطريق للحل بينما لم ترد عليها اسرائيل.
واذا كانت حماس هى الحاضر الغائب فى قمة الخرطوم ، فثمة ملفات اخرى لا تقل تعقيدا عن القضية الفلسطينية ، من سوء حظ الخرطوم انها ملفات مرحلة منذ عقود واخرى تعقدت بين قمتى الجزائر والخرطوم وهى الملف اللبنانى السورى ، وهو ملف شائك من جهة ان الجامعة العربية وكما وصفها رئيس تحرير صحيفة الانوار اللبنانية بانها نقابة الانظمة العربية ، وبالتالى فهى تسعى الى تثبيت الوضع الراهن والقيام بدور سفير النوايا الحسنة ومبلغ جهدها ومثابرتها هو تفعيل دبلوماسية (بوس اللحى) العربية التى تغلق الجراح على علاتها، والملف اللبنانى السورى لا يحتمل هذه الدبلوماسية انه بحاجة الى شفافية وشجاعة اكثر فهل تستطيع قمة الخرطوم تطبيع العلاقات اللبنانية السورية على نحو يضمن ديمومتها ويغلق الباب نهائيا امام القوى التى تتربص بالجارتين والمنطقة من خلال توسيع هوة الشقة والشقاق بينهما.
الملفات امام قمة الخرطوم عديدة، ومن ابرزها الملف العراقى، واشفقت من غضبة الامين العام عمرو موسى الذى قال فى فاتحة اعمال المجلس الوزارى ان الحوار الايرانى الامريكى تحرك من وراء ظهر العرب وهو مرفوض ، هون عليك يا عمرو ، فالسياسة الامريكية تحتمل الشىء ونقيضه، وامريكا حتى يستقر وضعها فى العراق وتحقق اهداف الغزو مستعدة ان تجلس مع الشيطان ناهيك عن ايران ، ولكن المهم وليس يجدر بقمة الخرطوم الوعى به ، هو لماذا وصلنا نحن الى هذا الهامش فى العملية العراقية ، لم يعد للعرب دور فى العراق ، وهم الذين وفروا كل شىء حتى يتم الغزو ، هم الذين قدموا الدعم اللوجستى والمادى والمعنوى ، وفى النهاية تسعى امريكا لمفاوضة ايران حول مستقبل العراق المزلق نحو ماهوى الحرب الاهلية ، امريكا استخدمت العرب مطية لاحتلال العراق وانتهى دورهم بالنسبة لها الآن ، وانظروا كيف مهدت امريكا لذلك بالضخ المتكرر فى الاعلام بان الارهاب فى العراق جاء من الدول العربية ولم تشر الى ايران رغم التدخل والتداخل الايرانى فى العراق ، كان ذلك مدروسا حتى يبدو الدور العربى هادماً ومخرباً بينما ايران دورها سلمى.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home