Saturday, March 25, 2006

صدمة المياه وضرورة الوعى بها


صدمنى بيان جمعية تقانة المياه تحت عنوان (صدمة المياه) فى اليوم العالمى للمياه الذى صادف الثانى والعشرين من مارس ومصدر الصدمة ليس البيان والنسخة المرسلة الى شخصى بتحريض ذكى من الدكتورعبدالله صالح استاذ الفلسفة والحضارة الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية، ولكن الصدمة جاءت من اننى وغيرى كنا غافلين عن امر المياه طالما نجد ما يطفىء ظمأنا يوميا، فلفت البيان نظرى وبصرى الى البحث عن موضوع المياه مستعينا فى ذلك بالشبكة العنكبوتية،التى اضحت موردا عذبا للمعلومات، وتحسست موضع الألم من خلال الخلاصات الاخبارية عن القمة العالمية لادارة المياة التى انعقدت مطلع هذا الاسبوع بالمكسيك، وقالت ان الظمأ الى الماء يفتك بثلث سكان الأرض وان نحو 1.1 مليار يفتقرون الى المياه العذبة بينما يموت 43 الفاً كل يوم لنقص المياه الصالحة للشرب.
القمة رسمت صورة قاتمة لمستقبل المياه فى العالم واشارت الى انه بحلول العام 2050 عندما يصبح عدد سكان الارض 9.3 مليار نسمة فلن يجدون ما يكفيهم من المياه ، وتتزامن قمة المكسيك مع تقرير للامم المتحدة اشارالى ان خُمس سكان كوكب الأرض يفتقدون المياه الصالحة للشرب بسبب سوء إدارة الموارد.
لسنا بحاجة الى التذكير باهمية المياه فى الحياة وتكفى تلاوة الاية 30 من سورة الانبياء :(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)،والاسلام شديد الاعلاء من قيمة إدارة الموارد فالناس شركاء فى ثلاثة ولاتسرفوا فى استخدام المياه حتى وان كانت لإنبل الاعمال كالوضوء للصلاة المكتوبة، المخرج الوحيد للبشرية من نفق ازمة المياه يمكن فى عدم الاسراف فى الاستخدام وتقليل معدلات الهدر للمياه، ولعل هذا بعض ما اشارت اليه قمة المكسيك التى القت بتبعة شح موارد المياه في كوكب الأرض بصورة محورية على المزارع وبعض أنظمة الري.
السودان الذى يشقه اطول انهار الدنيا، يبدو متكأء على هذه المعلومة الجغرافية ولا يساوره -على المستوى الرسمى- ادنى قلق ان هذا النهر العظيم ماض فى اتجاه النضوب، فتقرير للامم المتحدة اشار الى فقدان النهر الى 30 بليون متراً مكعباً من المياه ، ولم يبق فى حوضه اكثر من 2بليون متر مكعب، والسودان ينطبق عليه المثل (كالعير يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول)، فعلى بعد امتار من نهر النيل او من النيلين الازرق والابيض تجد شح المياه يتجسد فى ابشع صورة ، نفوق للماشية وهجرات للبشر نحو مظان المياه التى اضحى نقصانها يشكل تهديدا فعليا للحياة ، تهديدا لا يقل عن حركات التمرد فى الغرب او الشرق، والغفلة الرسمية والتى تحتاج فعلا الى صدمة لايقاظها تذكرنى ما قاله الرئيس السورى بشار الاسد فى خطابه المطول امام تجمع الاحزاب العربية اخيرا فى دمشق ونشرته (الرأى العام) واشار اليه الاستاذ راشد عبد الرحيم فى عموده (اشارات) ، وايجازه فى كثرة النصائح لسوريا ان تنحنى امام العاصفة الدولية لتمر بينما الخطر يداهمها من تحت من الجزور،وهو مايستحق الانتباه والتحوط اكثر من العاصفة العلويه، والسودان الرسمى مشغول ومنشغل بعواصف سياسية تنزر بتدخل دولى وبمآلات خطيرة بينما الماء ينضب من اتحت اقدامنا فهل تنبهنا لذلك ؟ .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home