Sunday, April 02, 2006

فرنسا مع من فى تشاد؟


لا يزال الغموض يكتنف ملابسات المحاولة الانقلابية الاخيرة فى تشاد، ويحتاج سبر اغوار اسرارها وقت يطول ببقاء الرئيس ادريس ديبى فى السلطة فى حال فوزه فى الانتخابات القادمة ، ولكن صحيفة لوموند الفرنسية فى عددها الصادر امس اوردت تقريرا لكاتبيها فليب بيرنارد و لوران زيشينى كشفا جانبا مهما من الحقيقية ، وهو مشاركة القوات الفرنسية فى ابطال مفعول الانقلاب على الرئيس ديبى، حيث اورد التقرير ان اكثر من الف جندى فرنسى تابعين للقاعدة الفرنسية فى العاصمة انجمينا تولوا حراسة المطار ليلة الرابع عشر من مارس الماضى وبالتالى افسدوا خطة الانقلابيين فى اسقاط طائرة ديبى.
الوجود العسكرى الفرنسى فى تشاد تبرره باريس دوما بانه جاء تلبيه لطلب من انجمينا لحمايتها من اخطار خارجية لاسيما فى ثمانينات القرن الماضى عندما اوشك الخلاف الليبى التشادى على الانتقال الى صدام دام ، وتملك تشاد ثالث اكبر قاعدة عسكرية فى افريقيا بانجمنيا فضلا عن داكار فى السنغال وجيبوتى. والمثير ان تشاد لا تندرج ضمن الدول التى وقعت معها فرنسا اتفاقيات دفاع مشترك وهى الكمرون والكوت دى فوار والغابون وتوغو وافريقيا الوسطى والسنغال والامارات العربية المتحدة وقطر.
الدعم الفرنسى لم يتوقف عند حماية العاصمة انجمينا حيث يعيش 3000 من رعاياها ورعايا غربيين، كما فعلت من قبل فى الكوت دى فوار وقامت باجلاء الرعايا الاجانب من العاصمة ابديجان تحت وابل من الرصاص المتبادل بين القوات النظامية الموالية لـ ''غباغبو'' وثوار المعارضة العاجية من انصار الحسن وتارا ، لكن فرنسا ـ حسب المعارضة التشادية ـ تقدم الدعم اللوجستى لقوات الحكومة فى معاركها ضد المعارضة التى تتخذ من محازاة الحدود مع السودان مسرح لها،وهو ما نفته مصادر عسكرية فرنسية لصحيفة اللوموند ولكنها اقرت بقيامها بنقل الرئيس التشادى وحراسه الشخصيين على متن طائراتها الى فرشانه القريبة من ادرى، ولكنها لم تنقل جرحى الجيش النظامى ولم توصل لهم اى نوع من الامداد.
هذا الحضور الفرنسى القوى على المشهد التشادى الذى يشهد تعقيدا قابلاً للانفجار، يفتح الباب واسعا امام التساؤلات عن الدورالفرنسى فى المنطقة، وهل تراهن فرنسا على ادريس ديبى فى الفوز بولاية ثالثة ، وهل يأتى دعمها له فى اطار الصراع الدولى حول النفط التشادى ، حيث استقوت الشركات الامريكية والاسيوية بالبنك الدولى لتحجيم الحكومة التشادية من التصرف فى عائدات النفط وتوجيهها فى مصارف التنمية ومحاربة الفقر بدلا من التسلح وتمويل الصراعات.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home