Saturday, April 01, 2006

الهروب الاخير لتشارلز تايلور

سوف أتذكركم في أي مكان أعيش فيه، وأقول لكم إنني سأعود مرة أخرى إن شاء الله) هذه كانت آخر كلمات الرئيس الليبيريى السابق تشارلز تايلور لشعبه وهو يغادر منروفيا فى اغسطس من العام 2003 الى المنفى النيجيرى فى اطار اتفاق انقذ ليبريا من حرب اهلية ، وظل تايلور فى المنفى النيجيرى بينما تصاعدت المطالب الدولية بتسليمه لمحكمة جرائم الحرب السيراليونية حيث تتنظره 17 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتحريك الفصائل المتمردة أثناء الحرب الأهلية في سيراليون 1991 - 2001 ،وتهمة بإيواء عناصر تنظيم القاعدة الذين نفذوا الاعتداءات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام .1998
تايلور عاد الى منروفيا ولم يعد ، جاءها مكبلا وعابرا الى سيراليون و لم يستطع التجوال فى شوارع منروفيا ومشاهدة مناصريه واعدائه الذين يتنسمون عهدا ديمقراطيا جديدا بانتخابهم لأول امرأة فى افريقيا رئيسا هى ايلين سيرليف، التى انضمت الى المطالبات والضغوطات الاوربية والامريكية ونجحت فى الحصول على موافقة الرئيس النيجيرى اوباسانجو فى تسليم تايلور الى المحكمة ، لكن تايلور بعد ان ادرك انه لن يفلت من قبضة العدالة الدولية ، لجأ الى اسلوبه القديم فى الهرب، ممنيا النفس بنجاح المحاولة هذه المرة كما فعلها من قبل عندما هرب من السجن الامريكى ليقود العمل المسلح ضد نظام صمويل دو ، ولكن امريكا هذه المرة كانت له بالمرصاد ، فبعد الاعلان عن اختفاء تايلور ليل الاثنين الماضى من مقر إقامته بالمنفى في مدينة (كالابار) النيجيرية ،بالتزامن مع زيارة للرئيس النيجيرى الى البيت الابيض ، هددت امريكا بحرمان اباسانجو من مصافحة الرئيس بوش قبل ان توضح الاجهزة الامنية النيجيرية الحارسة لتايلور ملابسات اختفائه ، وجاءت الاوامر من واشنطون الى ابوجا وانتشر الجنود فى كل الاتجاهات، وحظ تايلور العاثر اوقعه هذه المرة فى ايدى الامن النيجيرى وهو يهم بعبور الحدود النيجيرية الكمرونية.
التطورات الدرامتيكية التى رافقت اعتقال تايلور وجعلت منه حدثا تاريخيا، لا تكفى وحدها لاطفاء غضب ضحايا الحرب السيراليونية ، الذين لم يشف غليلهم من القتلة على رغم من تشكيل المحكمة الدولية ، التى نفد منها كبار المتهمين اما بالموت كفودى سنكوح وسام بكورى او بالهرب كجون بول كروما، و سيكون مثول تايلور امام المحكمة هو الحدث الابرز فى اجراءاتها ، ومحاكمة تايلور لو قدر لها ان تتم فستكون الاولى من نوعها فى افريقيا حيث يمثل قائد امام العدالة بعد ان تنزع منه الحصانة التى كان يتمرس خلفها ويسفك الدماء ويقتل الابرياء دون حسيب او رقيب،وستبقى المفاجآت تسيطر على مصير هذه المحكمة فربما هرب تايلور مرة اخرى من معتقلها او مات كما فعل سنكوح اثناء مداولاتها لينطوى ملف اسود سطره الرجل باضطهاد شعبه ولم يسلم منه حتى الجيران الذين يحاكمونه الآن.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home