Saturday, April 29, 2006

افريكانيات

مراجعات اسبوعية
في السياسة والأدب
محمود الدنعو
إمرأة لا تعرف الصدفة
150 يوماً من ادارة ايلين سيرليف

فى يناير الماضى ادت ايلن سيرليف القسم كرئيسة لليبيريا وسط مراسم زاهية الحبور لكونها اول امرأة فى افريقيا تتولى الرئاسة ومن خلال انتخابات حرة ونزيهة جرت على انقاض مرحلة من تسلط الرجل الواحد (شارلس تايلور) الذى يمثل امام محكمة جرائم الحرب بسيراليون فى 11 تهمة تتعلق بالحرب الاهلية فى سيراليون وفى ليبيريا ، الشعب الليبريى وشعوب المنطقة كافة علقوا آمالاً عراضاً على سيرليف لتنقل البلاد من وهدة الحرب والخراب الى آفاق الاستقرار والتنمية المستدامة، ويبدو ان هذه الآمال لن تذهب سدى ، فسيرليف لا تملك عصا سحرية ولكنها تنتهج مبدأ غائباً عن كثير من القادة الافارقة وهو مبدأ التخطيط ، واصدرت للتو تقريرا لاداء حكومتها خلال الاربعة اشهر الاولى من عمرها ، وتضمن اربعة اهداف رئيسة تتساوى فى اهميتها وهى استتباب الامن واحياء النشاط الاقتصادى واعادة اعمار البنى التحتية وتوفير الخدمات الاساسية ، وتعزيز الحكم الرشيد وحكم القانون، وتقرير الاشهر الاربعة الاولى هو جزء من استراتيجية طويلة المدى للتنمية واعادة الاعمار فى ليبيريا تنوى حكومة سيرليف تنفيذها، ووعدت بنهاية يونيو القادم تقديم مسودة استراتيجية متوسطة المدى لاستئصال الفقر والتنمية تعتمد بشكل رئيس على تحليلات الخبراء المحليين والمشاورات مع اعضاء المجلس التشريعى والمجتمع المدنى والقطاع الخاص. التقرير قدم بالتفصيل ما انجز وما هو قيد الانجاز من مشروعات ومبادرات لاعادة الاعمار والسلم بعد عقدين من الاضطرابات الامنية والسياسية ، وبغض النظر عن تفاصيل هذه المشروعات ومحطات الاخفاق والنجاح بها فان النهج الذى ابتدعته سيرليف يستحق الاشادة وهو جدير بالاقتداء .

متى تنتهى حقبة موغابى ؟
فى كتابه الذى حمل عنوان What Happens After Robert Mugabe? او ماذا يحدث بعد موغابى ،قام غوف هيل بحفريات فى العديد من المقابلات والبحوث لمن اطلق عليهم غوف الملمين بتاريخ زمبابوى ليقدم من خلال الاستنتاجات فحصاً لاسباب وطبيعة التدهور الاقتصادى والاجتماعى والسياسة وتراجع بيئة الخدمة المدنية فى زمبابوى ورسم الكتاب والذى يبدو كمقالة صحفية تم تطويرها معالم الخروج من الازمة فى الوقت الراهن وفى مرحلة ما بعد الرئيس روبرت موغابى ، ورغم ان جل الكتاب مكرس لانتقاد حقبة موغابى التى يراها الكاتب سوداء بغير خير ، الا ان الكاتب يرى فى قضية الاراضى التى اثارها موغابى قضية حقيقية وليست للاستهلاك السياسى وتتطلب حلا شفافا ، والاختلاف الوحيد هو فى اسلوب المعالجة ، ودعا الكاتب الى مناقشة الربط بين حكم الافارقة الذين قادو بلدانهم الى الاستقلال والفشل الاقتصادى والسياسى الذريع لحقبهم ، وسجل الكاتب نجاحات لاسيما فى مجال التعليم انجزتها حكومة موغابى فى السنوات العشر الاولى من عمرها ، ولكنها سرعان ما انزلقت فى مهاوى الفساد وانتهاكات حقوق الانسان ، وتفشى المحسوبية مما فاقم ازمة البطالة والفقر ، ويرى الكاتب من اجل الاسراع فى اعادة شفاء زمبابوى من حقبة موغابى يتطلب ذلك تدخلاً سريعاً للمجتمع الدولى فور انتهاء حقبة موغابى ولكن يبقى السؤال الذى لم يجد له الكاتب اجابة متى تنتهى حقبة موغابى ؟

نبش أسرار (الغولاق ) البريطانى فى كينيا
قصة ثوار الماو ماو تفوز بجائز بوليتزر

اعلن منتصف الاسبوع المنصرم بالولايات المتحدة الامريكية عن فوز كتاب Imperial Reckoning: The Untold Story of Britainصs Gulag in Kenya او (تصفية حساب امبريالى :القصة غير المحكية عن الغولاق البريطانى فى كينيا ) بجائزة Pulitzer الرفيعة وهو من تأليف البروفيسور بجامعة هارفارد كارولين اليكنس، والكتاب عبارة عن تحقيق تاريخى فى واحد من ابشع الاساليب الاستعمارية فى كبح جماح حركات التحرر الوطنى ابان حقبة الاستعمار فى افريقيا، ويقدم الكتاب وصفا دقيقا للكيفية التى سحق بها المستعمر البريطانى عصيان جماعة الماو ماو فى كينيا ، وقالت المؤلفة فى حفل استلام الجائزة انها قصة تستحق ان تروى للناس كاملة ، عندما يتم حبس مليون ونصف المليون شخص ويموت اكثر من مائة الف منهم من جراء الاهانة والمجاعة والتعذيب المنظم ، فتلك جريمة نكراء ، والابشع هو التكتم الرسمى حولها ، فحتى اليوم هناك عدد من الناس ليست لديهم فكرة عن وجود (الغولاق) البريطانى فى كينيا ، الكتاب يورد من ضمن الحقائق البشعة ان حوالى 11 الف كينى لقوا حتفهم فى السجون البريطانية حسب السجلات الرسمية ، واشار الكتاب الى ان سلطات الاستعمار بالغت فى تقدير مدى الخطر الذى كانت تمثله الماوماو ، وان الجنود البريطانيون كانو يستخدمون وسائل وحشية فى التعذيب كقطع الاصابع بمدية حادة ، واعدموا آلاف الثوار بينما لقى 32 من البيض المقيمين مصرعهم اثناء القتال بين ثوار الماوماو والجيش البريطانى ، وقالت كارولين فى مقابلة مع ''صحيفة الواشنطون بوست'' ان الجائزة ليست لها وحدها وانما للرجال والنساء الذين رووا لها تاريخهم الذى اخذ منهم .

الرؤساء السابقون : حادث وحديث!
ما كان للصحافة الافريقية ان تفرد كل تلك المساحات للرؤساء السابقين لأفريقيا لو لا حادث الحركة الذى اصاب رئيسا تنزانيا وغانا الاسبقين اصابات طفيفة، فتبارت وسائل الاعلام الافريقية فى نقل الخبر ، وكان لابد لها ان تشرح للرأى العام لماذا هما فى جنوب افريقيا وماذا يفعلان ربما نزولا الى شروط مهنية بحته فى كتابة الاخبار ، ومنها تعرفنا ان الرئيس التنزانى السابق على حسن موانى والرئيس الغانى السابق جيرى رولينغس اللذين تعرضا لحادث الحركة كان فى طريقهما لحضور المائدة المستديرة للرؤساء الافارقة السابقين التى استضافتها جامعة ويتوتراستاند بجوهانسبيرج ، وحضرها عشرة من الرؤساء السابقين من ابرزهم نيلسون مانديلا ودنيال اراب موى والدكتوركنيث كاوندا وتناول لقاء السابقين الذى جرى بين 19 و23 ابريل الجارى عدة قضايا تهم القارة الافريقية منها الهجرة واطلق المؤتمر نداء لعودة العقول والخبرات الافريقية المهاجرة حتى تستفيد القارة من هذه الخبرات والمعارف حيث تشير الاحصاءات الى تواجد 200 الف عالم افريقى فى الولايات المتحدة الامريكية وحدها وان حوالى 40 الف من حملة الدكتوراة من الافارقة يعيشون خارج القارة ولا تنتفع بخبراتهم وابحاثهم ، وناقش الرؤساء السابقون صورة افريقيا فى وسائل الاعلام الامريكية وقال الرئيس كاوندا ان اللقاء دعا الدول الافريقية الى ابتداع استراتيجيات اعلامية لتصحيح الصور السالبة التى يبثها الاعلام الامريكى عن القارة الافريقية . والرؤسا ء السابقون يجتمعون سنويا لاستعراض تطورات الديمقراطية والحكم الرشيد فى افريقيا ، ويقومون بدور الناصح والمشير ويملكون الاجيال القادمة خبراتهم ويوظفون علاقاتهم لصالح الديمقراطية والتنمية فى افريقيا واستئصال الفقر والايدز من القارة . وتبقى الاشارة هنا الى انه قبل اكثر من عقدين من الزمان ما كنا نسمع بالرؤساء السابقين فهم اما منفيون او تمت تصفيتهم بواسطة الانقلابيين ، فان يصبح لنا اكثر من عشرة رؤساء سابقين نشطين فى مجالات التنمية والسلام فهذا امر يستحق التأمل ، وفى السودان يدرك الناس مبادرات الرئيس الكينى السابق دنيال اراب موى من اجل السلام فى السودان والصومال والدور الذى تقوم به مؤسسة موى فى تدريب الكوادر الجنوبية فى اطار جهد دولى لبناء قدرات حكومة جنوب السودان من اجل استدامة السلام والتنمية .

1 Comments:

Blogger Mo said...

nice, keep up the good work

8:38 AM  

Post a Comment

<< Home