Wednesday, May 17, 2006

ما وراء التطبيع الامريكى الليبى !

حذفت امريكا عبارة واحدة مفادها ان ليبيا (لا تتعاون بشكل كامل) مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، من اضابير الخارجية الامريكية، فقط عبارة ، فقامت قيامة وسائل الاعلام العالمية وطفقت الفضاءات تزيل اسفل الشاشة بعبارة خبر عاجل عودة العلاقات الامريكة الليبية وجىء بالمحليين والاختصاصين فى الشأن الليبى لتفسير ذلك القرار الامريكى الذى انهى بكلمات وعبارات قليلة لم تكلف السيدة رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة اكثر من دقائق معدودة لتهدم جدارا حجب العلاقات الامريكة الليبية لعقود من الزمان ، الخطوة الامريكية كانت متوقعة بالنظر للتحول الكبير فى المواقف الليبية خلال السنوات الثلاث الماضية.
معلوم ان القرار الليبى جاء مكافأة لقرار العقيد القذافى التفكيك الطوعى للبرنامج النووى الليبى المثير للجدل ،الذى اتخذه فى ديسمبر من العام 2003 وسبقته التعويضات الليبية لضحايا تفجيرات لوكربى والنيجر، ولكن توقيت اعادة العلاقات ورفع اسم ليبيا من لائحة البلدان الراعية للارهاب يتضمن رسالة اغراء لايران بتفكيك برنامجها النووى لتحصل على ذات الامتياز الليبى خصوصا ان القرار الامريكى تزامن مع عرض اغراء اوربى لايران بترك تخصيب اليورانيوم والحصول على تسهيلات تقنية من الاتحاد الاوربى.
الارتياح الذى عم الشارع الليبى أملا فى انعكاس تطبيع العلاقات بين طرابلس وواشنطون على تحسن الوضع الاقتصادى وتيسير حرية حركة الليبين من والى امريكا ، امتدت الى الجامعة العربية التى رحبت بالخطوة الامريكية ودعت الى انهاء حالة الخلاف مع سوريا عن طريق الحوار باعتباره اسلوب حضارى .تطبيع العلاقات الليبية الامريكية ستكون له آثاره على المنطقة العربية والافريقية وهما المجال الحيوى الذى تتحرك فيه ليبيا بفاعلية ترشحها الى دور اقليمى حسبت له امريكا حسابها وسعت الى استثماره ، كما ان الخطوة الامريكية تنم عن اعادة ترتيب المنطقة على اساس نقاط الارتكاز للنفوذ الامريكى .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home