Thursday, June 22, 2006

العلاقات الصينية الافريقية عودة على البدء !

في مايو من العام 1956 أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع مصر كأول دولة افريقية ترسى معها بكين ركائز الوشائج الاقتصادية والسياسية مع القارة الافريقية، وامس استهل رئيس الوزراء الصيني وين جياباو من القاهرة جولة افريقية تشمل أيضا غانا وجمهورية الكونغو وجنوب أفريقيا ويوغندا وتنزانيا وأنغولا، فى ما يشبه العودة على البدء وخلال الـ (50) عاما المنصرمة حقق التعاون والتبادلات بين الصين وافريقيا قفزات هائلة، حيث ازداد حجم التبادل التجاري بين الجانبين من عشرة ملايين دولار أمريكي في خمسينات القرن الماضي إلى قرابة (40) مليار دولار أمريكي في العام الماضي.
فى يناير الماضى وبمناسبة مرو ر خمسين عاماعلى إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وافريقيا، صدرت فى بكين وثيقة مهمة حوت سياساتها تجاه افريقيا التى يجملها ليو زنغ مساعد وزير الخارجية الصيني فى سعي بكين الجاد إلى بناء شراكة استراتيجية مثمرة مع افريقيا من حيث الثقة المتبادلة سياسيا والمنفعة المتبادلة اقتصاديا والاقتباس المتبادل ثقافيا انطلاقا من المصالح الأساسية للشعبين الصيني والافريقي.
وتأكيدا لحرص بكين فى علاقات وطيدة مع افريقيا أسست منتدى التعاون الصيني الافريقي العام 2000 ، ولعب المنتدى دورا كبيرا في تعزيز التبادلات الصينية الافريقية.
وتقول زارة التجارة الصينية انه فى الفترة من 2003 الى 2005 حافظت صادرات الصين الى افريقيا على زيادة بنسبة اكثر (35%) . واحتلت صادرات المنتجات الميكانيكية والالكترونية المركز الاول، ومن شركاء الصين التجاريين الرئيسيين فى افريقيا جنوب افريقيا وانجولا والسودان ونيجيريا والكونغو.
هذه الحقائق والارقام يقابلها نمو مضرد فى العلاقات الثقافية والاجتماعية وتقارب صينى افريقى رغم محاولات امريكا لافساد هذه العلاقة التى تجىء خصما على الاقتصاد والتجارة الامريكية، وفى افريقيا اصبح الوجود الصينى فى الشارع مشهدا طبيعيا وقلما تطارد الصينى وصمة (اجنبى) فى افريقيا ، شاهدت فى مطار اديس ابابا الجديدة الذى شيده الصينيون ببراعة فائقة شاهدت (اطفالا) صينيين ونحن الذين تعودنا على مشاهدة الصينين نساء ورجالاً فى مناطق متفرقة من السودان ولكننى لم اشهد طفلاً صينياً (على الهواء مباشرة ) الا فى مطار اديس فسألت زميل اثيوبى عن الوجود الصينى فى اديس ابابا وهؤلا الاطفال فقال لى نحن موعودون بجيل جديد من الصينيين فالامر عندنا وصل الى مصاهرات صينية افريقية.
السر وراء التقارب الصينى الافريقى ان الصينيين لا يحشرون (انفوهم) فى الشؤون الداخلية للدول الافريقية رغم ان المنظمات التى تناهض انتهاكات حقوق الانسان تتهم الصين بمساعدة الحكومات الفاسدة فى افريقيا والسبب الثانى ان الصينيين والشرقيين عموما اقرب الى المزاج الشعبى الافريقيى الذى يعلى من شأن القيم الاخلاقية فى المعاملات ويبقى الامل فى ان يستنسخ الافارقة من الشخصية الصينية الحيوية والمثابرة على العمل لان الافارقة ولطبيعة المناخ قليلو النشاط وان عظمت همتهم.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home