Tuesday, June 20, 2006

ايران واللعب مع الكبار


لا تزال تمسك جيدا باوراق اللعب مع المجمتع الدولى وتحيط برنامجها النووى الطموح بالغموض، فقد بات من المرجح ان تقترح طهران إدخال تعديلات على حزمة الحوافز التي عرضها الغرب مقابل تخليها عن برنامج تخصيب اليورانيوم، والحوافز الغربية هى جزء من جملة ترغيب لطهران جاءت بعد حملة ترهيب عاصفة لم تفلح فى تغيير المواقف الايرانية المتمترسة خلف الحق الشرعى الذى تسمح به معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فى تطوير قدراتها النووية التى تجزم ايران ان نواياها لتطوير تلك القدرات سلمية وليست لبناء ترسانة عسكرية تصبح مهدداً حقيقياً لامن اسرائيل والمنطقة ، واللافت ان الردود الايرانية ابان حملة الترهيب كانت سريعة وقاطعة بعدم التراجع عن تخصيب اليورانيوم والمشروع النووى الايرانى ولكن عندما طرحت المجموعة الاوربية الحوافز فى مستهل حملة الترغيب كان الرد الايرانى المتأنى وبلغة دبلوماسية ان بعض الحوافز مقبول والبعض الآخر بحاجة إلى تعديل.
وينتاب المجمتع الدولى مخاوف عدة من تحول البرنامج النووى الايرانى من الاستخدام السلمى الى العسكرى وهو امر فى غاية السهولة حتى من الناحية التقنية فتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة ينتج الوقود الضروري للمولدات النووية، وفي مستوى أعلى ينتج المواد الضرورية لصنع قنبلة نووية.
إيران من جهتها ظلت تعلن مرارا وتكرارا ان هدفها من وراء برنامجها النووي،تأمين 20 في المائة من الطاقة الكهربائية وهو ما تثير حوله امريكا شكوكا كثيرة وترى أن إيران لا تحتاج إلى الطاقة النووية لأنها تمتلك احتياطات ضخمة من النفط والغاز، ولا تنسى امريكا ان تلفت انتباه العالم الى حقيقة تقنية بسيطة وهى أن الطاقة المتولدة عن النفط أرخص من نظيرتها النووية.
وتصف ايران معارضة الغرب لبرنامجها النووي بأن لها دوافع سياسية وتستشهد على ذلك بعدم وجود معارضة لذلك البرنامج في بداياته إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي حيث ساعدت الدول الغربية والولايات المتحدة في إرساء دعائم ذلك البرنامج.
وبالانتقال من مرحلة الترهيب الى الترغيب بالحوافز التى قيل انها لايمكن رفضها، يدخل الصراع بين ايران والغرب محكاً جديداً لا تزال فيه ايران قابضة على اوراق اللعب.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home