Saturday, July 22, 2006

التحرك الإنسانى أولاً!

بعد ما يقارب الاسبوع من القصف والدمار الاسرائيلى على لبنان، بدأ المجتمع الدولى التحرك دبلوماسيا وبحلول سياسية تعبر عن مطالب اسرائيلية واضحة تتمثل فى اطلاق سراح الاسري اولا وتفكيك حزب الله ثانيا، ولكن المحير فى الامر لا الامم المتحدة ولا الاتحاد الاوروبى سارع الى الاستجابة للحاجة الانسانية الملحة فى لبنان الآن، فالحرب الاسرئيلية الشاملة على لبنان قامت على اهداف تدميرية للبنى التحتية وقطع اوصال المدن والبلدات عن بعضها وافرزت على الواقع خلال الايام القليلة الماضية واقعا مأساويا، كان الاجدر ان يجد الاستجابة الفورية من المجتمع الدولى، وفى كل الصراعات التى شهدناها فى العالم على الاقل فى العقود القليلة الماضية تهرع الاطقم الانسانية ووكالات الاغاثة اولا ثم لاحقا تأتى المساعى السياسية والدبلوماسية لانهاء الازمة ولكن مع لبنان الامر يختلف فالحل السياسى اهم من اغاثة المنكوبين الذين بعثوا باستغاثاتهم الى الجميع . ولعل التفسير الوحيد للعجلة فى التحرك السياسى يعود الى القلق الذى يبديه المجتع الدولى لمصير الجنديين الاسرائيليين اكثر من آلاف اللبنانيين الذين يعيشون تحت وابل من القصف الاسرئيلى وشح فى الغذاء والماء والدواء. الحل السياسى مطلوب وهذه المواجهة لن تنتهى الا بحل سياسى ولكن الحاجة الانسانية الآن هى الاكثر الحاحا، وكان يجب تضمينها فى المبادرات الدولية للحل السلمى كأن تتضمن التزاماً فورياً لاسرائيل بعدم التعرض للمواقع المدنية والخدمية فى حربها المفتوحة مع المقاومة، لاسيما والمقاومة التزمت نهجا اخلاقيا متقدما جدا بتحييدها لمواقع خطرة فى محيط حيفا من القصف الصاروخى الذى طال المدينة ، بينما فى المقابل لجأت اسرائيلى الى استرتيجية استهداف المدنيين بعد تحذيرهم عبر منشورات بإخلاء منازلهم ثم تقصفهم وهم فى الشوارع وفى ذلك تنكب لاعراف وادبيات الحروب فهى من جهة توهم الرأى العام العالمى بالتزامها الاخلاقى حين تعلن المدنيين بضرب المواقع بعيد ساعات وعليهم الخروج ثم تجهز عليهم وهم فى العراء .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home