Sunday, July 23, 2006

شرق أوسط جديد

ما نراه هنا هو آلام مخاض لولادة شرق اوسط جديد، ومهما فعلنا، فيجب ان نضمن اننا ندفع باتجاه شرق اوسط جديد وليس باتجاه الشرق الاوسط القديم". هذه الكلمات التى قالتها وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس وتناقلتها وسائل الاعلام العالمية، لا تشىء بان السيدة رايس سقطت عليها التفاحة فطفقت تصرخ وجدتها وجدتها ، الفصراع الدائر الآن فى الشرق الاوسط حتما سيفضى الى شرق اوسط جديد، ولكن السؤال الاهم اى شرق اوسط سيولد من رحم هذه الحرب؟ أهو الشرق الاوسط الذى تشتهى رايس تبلوره من رماد وحطام لبنان، شرق اوسط خاضع كليا للمشيئة الامريكية عبر بوليسها الاقليمى اسرائيل ، أم شرق أوسط للعرب فيه كامل السيادة والكرامة وحق الحياة النبيلة.
الحرب الراهنة فى لبنان اختلطت فيها الاوراق وتباينت الاهداف، فمن جهة ترى فيها امريكا والغرب ومع الاسف بعض البلدان العربية، انها حرب يخوضها حزب الله بالوكالة عن ايران وبدعم من سوريا لتصفية حسابات خاصة مع امريكا ، ومن جهة اخرى يرى بعض الاسرائيليين ان حكومة اولمرت زجت بهم فى حرب بالوكالة عن امريكا فى مواجهة ايران وسوريا ، والداخل اللبنانى كما الخراج العربى منقسم حول دوافع ومشروعية خوض حزب الله للحرب مع اسرائيل فى هذا التوقيت بالذات بينما الواقع يقول ان حزب الله فرضت عليه الحرب وكان لابد ان يكمل المشوار حتى النصر او الهزيمة واللتان تنعكس آثارهما خيراً او شراً على المنطقة بأسرها كما أشار الامين العام لحزب الله حسن نصر فى آخر احاديثه التلفزيونية مع قناة الحزيرة ، ومآلات هذه الحرب المفتوحة هى التى تبلور الشرق الاوسط الجديد الذى تحدثت عنه رايس .
ربما تفصح رايس فى جولتها للمنطقة قليلا عن الشرق الاوسط الجديد الذى تنتظر ميلاده ولكن ليس بالامانى وحدها، فالحرب الراهنة تبدو اكثر تعقيدا من حرب افغانستان والعراق للتقاطعات الاقليمية التى ذكرناها والتى لايمكن تجاهلها مطلقاً فى التحليل لهذه الحرب ولكننا لسنا بصدد تبريرها او عدم تبريرها انطلاقا من التقاطعات الاقليمية، فالدفاع عن ارض لبنان وانسان لبنان فرض عين على جميع سكان وحكام المنطقة لدفع الضرر اولاً وكبح جماح التغولات الاسرائيلية والنزعات العدوانية ثانيا ، وتفشيل المشاريع الدولية الرامية الى استثمار الموقف لولادة شرق اوسط جديد ينسجم مع مصالحها واهدافها ولا يمت بصلة للشرق الاوسط الراهن او القديم على حد وصف رايس.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home