Tuesday, August 01, 2006

حراك اقليمى بعد قانا

لم تقتصرتداعيات مجزرة قانا التى ارتكبتها آلة الموت الاسرائيلية بحق الابرياء من النساء والاطفال ، على الداخل اللبنانى الذى اعادت له الكارثة تماسك لحمته الواقية، وحسب بل تجاوزت التداعيات الفارقة للمحيط الاقليمى والدولى باستثناء امريكا التى باتت وحيدة فى موقفها النشاز وفى تماهيها المطلق مع اسرائيل لدرجة بتنا فى حيرة من تمييز العربة من الحصان، هل اسرائيل تقود الحرب ومن خلفها امريكا ام الحرب حرب امريكا ومن خلفها اسرائيل، ليس المهم فك هذه الشفرة الواضحة ، ولكن المهم ان لا تترك المواقف الامريكية النشاز تمر هكذا دون التدبر فيها وفضحها للرأى العام العالمى ليزداد يقينا بان الادارة الامريكية الراهنة بلا اخلاق ولا احترام للانسانية وهى جمع من شتات شذاذ الآفاق .
عودة الى تداعيات قانا والى الجانب الايجابى من الصدمة المذهلة، الذى يتجلى فى تعزيز الوحدة اللبنانية ضد العدو، وظهور تضامن اقليمى مع لبنان فى محنته الراهنة وهى محنة المنطقة بأسرها، ومحنة يتمخض عنها واقع جديد فى المنطقة، واقع لا يمت بصلة الى ماقبل 12 يوليو، واقع يتشكل من اشلاء وانقاض قانا واخواتها من القرى والبلدات فى الجنوب اللبنانى ، حيث رائحة الموت والدم والخراب وارقام الضحايا التى تتضاعف فى اليوم عشرات المرات، هذا الواقع الجديد الآخذ فى التبلور اعاد ويعيد مع كل منعطف خطير - مثل قانا- خلط الاوراق السياسية بالمنطقة ، وانتقال دول من خانة الفرجة واللامبالاة الى دائرة الفعل الايجابى حتى وإن كان تنديدا لفظيا بجرائم اسرائيل وقد عز ذلك فى ايام الحرب الاولى قبيل انقشاع ضباب الاعلام الاسرائيلى والامريكى، حراكا دبلوماسية اقليميا كثيفا شهدناه فى مرحلة مابعد قانا ، نأمل ان تتبلور فى موقف اقليمى قوى داعم لوقف فورى لإطلاق النار دون شروط، قبل الدخول فى مفاوضات تبحث الملفات كافة وتفضى الى تسوية شاملة للصراع العربى الاسرائيلى على نحو يرد الحقوق الى اصحابها ويحفظ الكرامة والسيادة ويضع حدا للتهديدات الاسرائيلية بشن حرب سابعة على البلدان العربية فى التاريخ.
الحراك الاقليمى الذى اشرنا اليه يتمثل فى زيارة وزير خارجية ايران الى بيروت فى وقت أجرى رئيس البرلمان الإيراني محادثات هاتفية مع رئيس مجلس الشورى السعودي ورئيس البرلمان الكويتي لتنسيق المواقف حول الأزمة اللبنانية.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home