Monday, July 31, 2006

مجزرة قانا الثانية !

ندد العالم بمجزرة قانا الاولى فى ابريل من العام 1996، والتى خلفت اكثر من مئة شهيد اغلبهم من الاطفال والنساء كانو قد لاذوا مقر القوات الدولية لحمايتهم من القصف الاسرائيلى ، وبعد عشر سنوات تعيد اسرائيل المشاهد ذاتها وبدم ابرد من الثلج غير هيابة من المجتمع الدولى بعد موات ضميرها الانسانى الذى لا يعرف للدم العربى حرمه او قيمة ، المجزرة التى جرت امس وراح ضحيتها اكثر من خمسين شهيدا نصفهم من الاطفال، لا تبدو مغايرة لسياق الافعال الوحشية التى ترتكبها الدولة العبرية ، ولكنها تضع العالم مجددا امام مسؤولياته الانسانية لان هذه المجزرة لو ارتكبت فى مكان غير المكان لقامة قيامة المجتمع الدولى واوقع بالفاعل اقصى العقوبات لكنها اسرائيل المتحللة من الاعراف والقوانيين والاخلاق الدولية كافة.
مجزرة قانا شكلت لحظة فارقة فى مسار الحرب الراهنة وستكون منعطف يغيير تكتيكات المعركة ويؤجل نهايتها على الطريقة التى كانت اسرائيل تأمل بعد قصف قانا ابان تواجد وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية ، ولكن ردات الفعل الغاضبة من بيروت وقرار الحكومة اللبنانية بالغاء زيارة رايس لبيروت فى الوقت الراهن ،لان الوقت الآن - حسب رئيس الوزراء السنيورة - لم يعد للحديث عن محادثات حول المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، وإنما لوقف فوري لإطلاق النار!
والافضل لرايس ان تظل فى تل ابيب حتى لا تسمع فى بيروت ما لا تستطيع معه صبرا، لان هذه المجزرة البشعة يصفها الشعب اللبنانى بانها من صنع امريكا سواء الاسلحة الذكية /الغبية او الغطاء الذى توفرة لاسرائيل لإرتكاب مثل تلك المجازر ، والتطقت قناة الجزيرة عبارة من لسان احد المسعفيين فى قانا عندما نادى على الصحافيين ان هلموا لمشاهدة ماذا فعلت الحضارة الامريكية بنا ولم يقل الاسرائيلية !
اسرائيل ارتكبت اخطاء فادحة بهذه العملية ليست الاخطاء التى نتحدث عنها تتعلق بجانب الانسانى وعدد الضحايا والطريقة البشعة التى اجهزت بها اسرائيل على ارواح الابرياء الذين حالت بينهم والمسعفين بقصف الطرق المؤدية الى الموقع ولكن اخطاء عسكرية وسياسية ارتكبتها اسرائيل الموتورة والمرتبكة جدا بفعل صمود المقاومة ، واكبر الاخطأ انها فشلت حتى الآن فى اصابة هدف لحزب الله وهذا التبرير السخيف لا يقنع حتى مدبجه ،فالضحايا جميعهم من المدنيين بل من الاطفال والنساء ليس بينهم مقاتل وليس معهم كاتيوشا ، وخسرت بتلك العملية العرض الذى قدمه حزب الله عن طريق رئيس المجلس النيابى نبيه برى الذى اعلن عن تغيير العرض بعد قانا كما ان السيدة رايس اضطرت للحديث عن ان الوقت قد حان لوقف اطلاق النار وكأنما السيدة رايس كانت تنتظر طوال الاسبوعين الماضين مجزرة ببشاعة قانا لتشفى غليلها قبل وقف اطلاق النار!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home