Wednesday, July 26, 2006

رايس وصلت!

بوصول وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الى المنطقة، تبدأ المرحلة الثانية من الحرب الاسرائيلية المفتوحة على المنطقة بأسرها، فالسياسة الامريكية تجاه المنطقة والتى تتماشى مع مصالح اسرائيل تقوم على سياسة الارض المحروقة، وفى تبادل محسوب للادوار، قامت اسرائيل اولا بحرق الارض، ومهدت لرايس طبقا للسيناريو الامريكى الاسرائيلى، كى تملىء شروطاً وليس حلول دبلوماسية على المنطقة. وحتى تفصح رايس عن نتائج جولتها حيث وصلت بيروت ظهرامس،والتقت رئيس الوزراء السنيورة ورئيس المجلس النيابى نبيه برى دون أن تدلي بأي تصريحات للصحافيين ،ولعل فى صمت رايس كلام وكلام ولكننا بصدد محاولة لقراءة الاجواء التى تحيط بهذه الزيارة وترجح فشلها فى وضع حد للحرب الاسرائيلية على لبنان، وكانت رايس قد استبقت زيارتها باعلان ما اسمته الشرق الاوسط الجديد وهو نسخة غير منقحة من الشرق الاوسط الكبير الذى روجت له ادارة بوش فى المنطقة ،كما انها مهدت الى الزيارة بارسال اشارات لاسرائيل تشجعها على الاستمرار فى قتل اللبنانيين،عندما تحدثت عن ان الوقت لم يعد مناسباً لوقف اطلاق النار، وهى لغة غريبة ومريبة فى الوقت نفسه فلم نسمع فى كل الحروب ان يقال ان الوقت غير مناسب لوقف اطلاق النار إلا ان كان من احد اطراف هذه الحرب فهل كانت رايس طرفا فى الحرب ، القرائن والادلة المبثوثة فى وسائل الاعلام تقول ان رايس وحكومتها طرفان فى الصراع بإعطائهما الضوء الاخضرلاسرائيل للمضى فى جرائمها بالمنطقة بحجة انها تدافع عن نفسها وتطبق قراراً امميا بنزع سلاح حزب الله، ومنذ متى تحترم اسرائيل او امريكا قرارات الشرعية الدولية لتلزم الآخرين بها. زيارة رايس ونتائج محادثاتها فى بيروت وتل ابيب ورام الله تصلح مؤشرات لمؤتمر روما الخاص بالوضع فى لبنان، وتثير من جديد المخاوف من رسم خريطة مستقبل المنطقة ومصير شعوبها بعيدا عنها وفى كواليس دولية تعبر بوضوح عن نواياها المتضاربة مع مصالح المنطقة، ولعل من دواعى الاحباط لدى الشارع العربى ان تأتى زيارة رايس فى وقت اعلن فيه عن إجهاض مشروع لعقد قمة عربية طارئة، ما كان لها لو عقدت ان تفعل اكثر من الشجب والادانة ولكن فى عدم انعقادها مؤشر خطير الى اننا فقدنا حتى اضعف الايمان .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home