Wednesday, July 26, 2006

حتى الأفارقة يتضامنون مع لبنان

منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على لبنان في 12 يوليو وحتى ظهر امس الثلاثاء قتل اكثر من 370 مدنيا لبنانيا وشرد اكثر من نصف مليون، كما قتل 41 اسرائيليا من بينهم 17 مدنيا وهذه الارقام مرشحة للتعديل خلال كل ساعة تقريبا، ومنها يستطيع المرء تكوين صورة عن فداحة ما جرى ويجرى فى لبنان هذا فضلا عن الواقع السياسى الذى افرزته ولا تزال هذه الحرب والرامى الى اعادة تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة بما يخدم مصالح امريكا واسرائيل ولسنا بحاجة الى شرح ماهية المصالح الامريكية والاسرائيلية فى المنطقة.
الارقام اعلاه بكل ما تشير اليه من خسائر انسانية وقراءة لتداعيات الحرب على المشهد السياسى فى المنطقة ، تجعل من التجاوب مع هذه الحرب واجباً انسانياً وسياسياً وقومياً ودينياً لا يحتمل المساومات والخلافات الصغيرة التى تحول دون التعبير عن المواقف التضامنية والمشاعر الانسانية،ولعل ابرز الهزائم التى منيت بها اسرائيل فى هذه الحرب هو الفشل فى ضرب جدار الوحدة اللبنانية برغم من حالة التشظى الملتهبة التى كانت تسود الحياة السياسية فى لبنان قبيل الحرب الاسرائيلية الراهنة، وكانت تلك الحالة واحدة من الثغرات التى اغرت اسرائيل بالمغامرة واضعة فى حساباتها تفتيت الجبهة الداخلية مع أول ضربة للمدنيين الذين كان استهدافهم جزءاً من هذا المخطط ولكن المصائب جمعت وعززت وحدة المصابين.
ولكن ما يؤسف له أن الانقسام الذى كانت اسرئيل تسعى له فى الشارع اللبنانى وتتوقع ان يفضى الى نبذ حزب الله وتضييق الخناق عليه ، حصل هذا الانقسام فى النظام العربى الرسمى وامتدت الى الاعلام التابع لذلك النظام ، وقراؤنا مع الاسف من يستكثر على الشعوب العربية ان تعبر عن مشاعرها الانسانية تجاه المأساة التى تكشف الارقام اعلاه بشاعتها ، ونسى هؤلاء أن الكثير من دعاة الحرية واحترام حقوق الانسان فى العالم تضامنوا مع مأساة الشعب اللبنانى حتى الاسرائيليين الناشطين فى مجال السلام تظاهروا فى قلب تل ابيب ضد قرار حكومتهم بالحرب على لبنان، فلماذا يستكثرون علينا التضامن مع اخوتنا فى لبنان ونحن الذين تضامنا مع ثورات النضال ضد الظلم والطغيان على مدارالتاريخ فى افريقيا وامريكا اللاتينية..؟ وامس قرأت باسبوعية (ايسن افريكان ) الكينية لكاتبة الرأى فيها موثوني مقالاً يدعو كينيا وبلدان شرق افريقيا الى الوقوف مع لبنان ضد اسمتها الحرب غير المشروعة والمبررة على المدنيين ،فهل مثل هذه الكاتبة وسواها العشرات حول العالم يحملون الدم العربى ويعتنقون مبادىء القومية العربية ام هى المشاعرالانسانية التى لا تعرف الحواجزوالعقد النفسية؟ !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home